تنويه وتذكير لدور النشر والمحققين: بأن كتاب "الجمع بين الصحيحين" للمحدث عبدالحق الإشبيلي مازال في حاجة لإعادة تحقيق يليق به.
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
وبعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنوه وأذكر (
المشايخ الكرام) و (
المحققين الشداة) و (
أصحاب دور النشر الأوفياء) بإعادة تحقيق كتاب
يعد في أفضل الكتب في بابه إن لم يكن أفضلهم.
وهو كتاب: "
الجمع بين الصحيحين" للعلامة المحدث الزاهد "
عبد الحق الاشبيلي" (510 أو 514-581هـ) رحمه الله تعالى.
والذي وصف الذهبي كتابه هذا بأنه (
بلا إسناد)، وبأنه (
على ترتيب مسلم)، وبأنه (
أتقنه وجوده)؛ ونقل منه النووي في (
شرح صحيح مسلم) (2/230) و(3/30 و49) وابن حجر في (
شرح صحيح البخاري) (13/429) وغيرهما.
وقد أثنى عليه جماعة من الحفاظ، كالعراقي وغيره, وقد أثنى عليه كذلك الكثير من المتأخرين من أهل العلم مثل الشيخ عبدالكريم الخضير وغيره.
وهذا الكتاب جمع فيه مصنفه بين أصح كتابين بعد كتاب الله تعالى: (
صحيح البخاري وصحيح مسلم) بعد حذف الأسانيد وإسقاط المكرر من المتون.
وقد اتخذ المحدث عبدالحق الاشبيلي في جمعه هذا صحيح مسلم أساساً لأنه يجمع الطرق في مكان واحد ويسوقها سياقاً واحداً, ثم نزل عليه أحاديث البخاري, وإذا كان الحديث في كتاب البخاري في مواضع قد كرره فيها لما فيه من التفقه, ذكر الأبواب التي خرجه فيها أو قال: ترجم عليه كذا وكذا, كما بين ما بينهما من الاختلاف بطريقة فذة ودقيقة.
وبعد أن فرغ المصنف من هذا الكتاب على هذا النحو ألحق به ما كان في كتاب البخاري من رأي وكلام لصاحب أو تابع أو لفقيه, أو تفسير لغة, أو حديث علقه بالترجمة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يصل سنده به, وفق ترتيب الأصل المتقدم.
وقلما يفوته شيء من البخاري أو مسلم.. فهذا الكتاب يعد في أفضل من جمع بين البخاري ومسلم دون أن يفوت منه شيئا - غالبا - مع حذف المكررات والأسانيد تسهيلا للحفاظ والمتفقهة, إضافة إلا أنه جمعه على الأبواب لا على المسانيد وفي هذا تسهيلاً لقراءة أحاديث الباب الواحد واستحضارها.
والكتاب طبع مرتين:
1- طبع عن دار المحقق بعناية الشيخ حمد الغماس (وتميزت بحواشيها وتعليقاتها).
2- طبع عن دار الغرب الإسلامي بتحقيق طه بو سريح (وهي أجود من الأولى بالجملة).
وهنا مقارنة لطيفة بين التحقيقين:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=17252
ولكن في الحقيقة ما زال الكتاب بحاجة إلى تحقيق أجود وأدق على نسخ خطية أكثر مضبوطا كامل بالشكل ليخرج في أفضل حلة, ولينتفع به طلاب الحديث خاصة والناس عامة..
وإني أدعو المشايخ الكرام أن ينظروا في إعادة تحقيق هذا الكتاب بتحقيق يليق بأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الضبط والتشكيل والمقابلة فوالله إنه لكتاب عظيم يستحق أن يتفرغ له بالتحقيق.
وليراعى في إعادة تحقيق الكتاب التالي:
1- الضبط والتشكيل التام لجميع نصوص الكتاب وأبوابه.
2- اعتماد أبواب النووي التي وضعها على كتاب مسلم دون أن تُسقط.
3- الاعتناء بالإشارة في الحاشية إلى بيان اختلاف قوة الأحاديث في صحيح مسلم وتبيين أن هذا من الأصول وذاك من المتابعات والشواهد, وتبيين قيمة الزيادات التي أوردها الإمام مسلم ليبين عللها..
وهذا يفوت كل من جمع بين البخاري ومسلم كما يقول المحقق الأستاذ بشار عواد.
4- تمييز المتفق عليه من المنفرد والزيادات بلون أو نحوه.
5- جمع أكبر عدد من أصول الكتاب الخطية لمقابلتها في تحقيق الكتاب وتبيين الاختلافات والزيادات في الحاشية.
6- كتابة دراسة يسيرة عن الكتاب وما الذي فات مؤلفه من أحاديث الكتابين.
7- تخريج الكتاب وزياداته وتتماته التي زادها المؤلف رحمه الله.
8- شرح الغريب والتعليق على الكتاب بشكل كافي لا يحتاج معه للبحث عن معنى كلمة أو فهم عبارة.
9- الاستفادة من الطبعتين التي خرجت للكتاب أثناء التحقيق.
10- الاعتناء بحجم الخط وشكله.
11- ترقيم أحاديث الكتاب بدقة.
كتبت هذا الموضوع لأهمية الكتاب, ولأنه من أجود من جمع بين البخاري ومسلم, ولأن كلا الطبعات السابقة وقعت في مؤخذات في تحقيق الكتاب أثناء التحقيق.
هذا, والحمد لله رب العالمين.
