رسالة إلى علماء الأمة الإسلامية:

أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الدكتور الشيخ ولي الدين فرفور
إنني أقول لمن لا أهلية عنده للاجتهاد ، والذي يسير على غير المنهج العلمي الاجتهادي : كف عن مجتهداتك الباطلة ، وأقوالك الزائفة ؛ لأنها قول في الدين بالتشهي والهوى ، وما كان كذلك فهو مردود وباطل وحرام ، ويستحق صاحبه الزجر في الدنيا ، والعقاب في الآخرة؛ لأنه تقول على الله في أحكام الله بطريق مذموم ومرفوض وغير مشروع.
وإني أدعو أهل العلم أن يولوا اهتمامهم الزائد في دراسة أصول الشرائع ، وقواعدج الأئمة ، والوقوف على مداركها الشرعية وأدلتها التفصيلية ، ومعرفة كيفية بناء الفروع على الأصول حتى يتمكنوا من الوصول إلى الحكم الشرعي على أسس صحيحة وقويمة ، فإن هذه المسؤولية تقع على عاتق من كان أهلاً للاجتهاد المذهبي ، وهم يعلمون بأنه لا يجوز لهم الخروج عن قواعد أئمتهم وأقوالهم . فإن نص الإمام عند أتباعه يتنزل منزلة نص الشارع ، لا من جهة العصمة فإن الإمام المجتهد غير معصوم بل من جهة صحة الاستنباط منه بطريق القياس على منصوص الإمام أو مفهومه ، بشرط أن يحقق للمسلمين مصلحة عامة أو يدرأ عنهم مفسدة عظيمة في مستقر العادات وفقاً لمقاصد التشريع وضوابطه المعتبرة، والمقصود من ذلك كله بيان بطريق صحيح شرعي ، وإعمال القواعد الأصولية الواردة عن الأئمة في الفروع الفقهية المستجدة على وجه شرعي إذا مست الحاجة إليه.
ولا يتسنى ذلك للمخرجين إلا بعد أن يجعلوا منطوق الأئمة ومفهومهم وأفعالهم وتقريراتهم مصادراً للتخريج إن وافقت الشرع.