-
حفلات الأعراس
اغنام - ابل - دواجن - طيور
الإسراف في الحفلات والفرح..معادلة صعبة!
( مقال )
المناسبات السعيدة في حياة الناس، لاشك أنها تستدعي الفرح والسعادة والانشراح، ومن حق أصحابها ان يظهروا ذلك في مظاهرها والاستعداد لها، ولكن ليس من ضمن هذا الحق، أن تكون تلك المظاهر والتجهيزات مكاناً للإسراف والتبذير اللذين نهى عنهما الله عز وجل في كتابه وكذلك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ومن إيمان وتقوى المسلم ان ينتهي بنواهي الله عز وجل ورسوله ويؤتمر بأوامرهما. إن ما يحدث في تلك المناسبات وقد يكون أغلبها حفلات الزفاف التي أصبحت قاعات الفنادق مكاناً مناسباً لمن يستطيع ان يدفع ومن لا يستطيع، ولو استدعى الأمر الاقتراض من البنوك أو المؤسسات الاستثمارية والمالية التي فتحت الباب لمثل هذا الاقتراض الذي لا شك انه يرهق كاهل من يتحمله ويتكفل بدفع كمبيالاته، خاصة في ظل هذا الغلاء الفاحش وذلك الجشع البشع من قبل التجار والفنادق، التي زادت أسعار قاعاتها بشكل غير معقول! وهذا ما يزيد أعباء الزواج، ويجعل بعض الشباب يعزف عنه، أو يستسهل الزواج من الدول المجاورة لقلة ما قد يدفعه نسبة لما يتطلبه منه في بلده. إن مظاهر الإسراف والبذخ التي نراها في تلك المناسبات قد تقلب الفرح في القلب إلى حزن وكآبة، خاصة بالنسبة لكميات الطعام والشراب التي تظل كما هي في كثير من الأحيان، بل قد يترفع البعض عن ان يقترب منها، خاصة ان مثل تلك المناسبات لا يدعى فيها الحضور إلى موائد الطعام إلا في ساعات متأخرة حيث يكون أغلب هؤلاء قد غادروا القاعة، وامتلأت أمعاؤهم مما يقدم لهم قبل موعد الطعام من مقبلات وحلويات وأطعمة خفيفة وكم هي تلك الكميات التي تقدم، ويتسابق الناس ويتنافسون فيما يقدموه أكثر من صواني تلك الحلويات والأطعمة! ويظل «بوفيه» الطعام المحضر للعشاء كما هو، والمؤلم في الأمر ان هذا الطعام الزائد عن الحاجة لا يجد من يقوم بحفظه وتوزيعه على من يحتاج من المعوزين، بل يكون مصيره صناديق القمامة لتكون ولائم متنوعة للقطط والفئران التي أصبحت في حجم المواشي من هذا الطعام. وبالطبع كل هذا من ميزانية العريس الذي انفق واقترض أحياناً مبالغ كبيرة أصبحت هباءً منثوراً، فما يقدم من طعام يكفي قرية كاملة! وكم من مرة طالبنا ان تقوم جهة بشكل منظم بالاتفاق مع أهل الفرح والفندق، بتنظيم الاحتفاظ بالطعام وتوزيعه على المحتاجين، ولو بصورة مؤقتة حتى اليوم الثاني، على أن يكون هناك «خط ساخن» يمكن الاتصال به في مثل هذه المناسبات وغيرها للاستفادة منه، ونأمل أن تجد تلك الجهة والمتطوعين فيها لتنفيذ ذلك. ونقترح، وقد يكون هذا الاقتراح فقاعة من صابون يرفضها الكثيرون، ان يستغنى عن الطعام الذي يقدم في العشاء، وان تتضمن التقديمات المسبقة عليه من أطعمة خفيفة أطباقاً تتضمن عشاءً خفيفاً، يحصل عليه المدعوون، ويستطيعون الاستمتاع به، وهم يتابعون الحفل، ويمكنهم مغادرة القاعة وقد حصلوا على عشائهم الذي تم تجهيزه لهم، واستطاع أهل العروسين ان يشعروا انهم أدوا ما عليهم من واجب تجاه هؤلاء المدعوين بدون ضرر ولا ضرار، وحفظنا نعمة الله علينا بلا إسراف ولا تبذير.
ptghj hgHuvhs
