أتقنت فن الصمت, وآتمنى ان اتقن في الحديث هذه المره!

بسم الله الرحمن الرحيم


{ وَاتَّقُواْ يَوْمًا لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ } البقرة 123

كنت دائماً أؤمن بان الصمت حكمة, عشقت الهِلال وكنت أتابعة بشغف منذ نعومة اظافري, طال الصمت وحان موعد النُطق, بكلمة حق آثقلتني في ظل ما آراه ويحرقني في سنة قد تكون من السنوات العِجاف ...


مر على الهلال منذ أن اؤسس على يد أستاذنا ووالدنا الراحل الشيخ : عبدالرحمن بن سعيد " غفر الله له " حوالي 56 عاماً, وهو الأعلى عربياً وسعودياً " واظن انه اسيوياً كذلك " كمعدل تحقيق بطولات منذ أن تأسس حيث انه يمنح كل محب له 0.96 بطولة سنوياً, لم تُحقق هذه الإرقام إلا بسبب من خدم هذا الكيان بتفاني وإخلاص, إبتداء من القلب النابض ( الجمهور ) مروراً باللاعبين والإدارات والأجهزة الفنية التي توالت طوال السنوات المرصعة بالذهب, زف خلالها النادي الكثير من الأسماء من إداريين ومدربين ولاعبين, ولمعت أسمائهم عالمياً من خلال الهلال وبفضل الله ثم بفضل الهلال, خلال اخر خمسة عشر عاماً, قاد الهلال الرمز بندر بن محمد, كبير الهلاليين واعلى الهرم, وزف للجماهير بطولات لن تنسى واكمل مسيرة من سبقوه, آكمل المسيرة خلفه الأمير سعود بن تركي, وتبعه منقذ الهلال الأمير عبدالله بن مساعد ( هذا احد اسباب كتابتي للموضوع, كثرت الأقاويل حوله كعاشق, وللآسف من قِلة لا اظن انها كانت تتابع الهلال عام 2002 او تتابع ما مر بالهلال من ازمات مالية, كان منقذها الأمير عبدالله ) أتذكر ان الهلال بعد إنتهاء فترة الأمير بندر والأمير سعود مر بأزمة مالية وكان هناك الكثير من العقود لم تجدد والرواتب التي لم تدفع, آضطر حينها الأمير عبدالله بن مساعد للتدخل حينما ابتعد الجميع عن كرسي الرئاسة خوفاً من ثقل عاتق الدين على الهلال, قدم مما يملك الكثير, وانقذ الهلال بمساهمة من بعض اعضاء الشرف, لكن للآسف لم يباعد حظه حظ آخاه عبدالرحمن, حيث انه تلقى ضغط اعلامياً وجماهيراً رغم كل ما قدم مما اضطره للاستقاله ! ومن ثم سادت فترة إستقرار مالي وإداري بفضل الله سبحانه وتعالى اولاً, وبما قدم عبدالله ومن ساهم معه ثانياً, استلم خلالها زمام الأمور الأمير محمد بن فيصل, الذي لم يُقصر أبداً في خدمة الكيان وكان ممن خدموا وبذلوا الكثير لاجل الهلال, آتت بعدها مرحلة الأمير عبدالرحمن بن مساعد الأولى " التي احكم عليها بأنها ناجحة جداً " بعيداً عن موضوع الأسيوية الذي لم يحققه آخر من رآسوا الهلال قبل الامير عبدالرحمن .. إذا قُمنا بصب الأمور في قالبها الصحيح سنجد ما يلي خلال فترة الأمير عبدالرحمن بن مساعد " الاولى "
أولاً : أسست بنية تحتية للنادي من خلال مباني إدارية, وتجديد أرضيات للملاعب, كلفت الكثير وستريح من سيأتي بعده ان شاء الله.
ثانياً : إعيدت هيكلة الجهاز الإداري في النادي بعد التعاقد مع شركة مختصة في هذا الموضوع.
ثالثاً : أعد فريق بدماء شابة سيخدم الهلال لفترات طويلة قادمة إن شاء الله.
رابعاً : قدم للهلال متعة كروية لن ينساها خلال فترتي غيرتس وكوزمين. " لم اتذكر انني كنت استمتع بمباريات الهلال ماضياً وحديثاً بمقدار إستمتاعي بها في فترة غيرتس, حتى أن اصدقائي من مشجعي الأندية الاخرى كانوا يحرصون على متابعة الهلال حينها !
خامساً : فعل دور المسؤولية الإجتماعية في النادي! وهذا من أهم الأمور " حسب وجهة نظري الشخصية " كنت آرى دائماً في شعار النادي ( ثقافي, رياضي, إجتماعي ) وللآسف لم يرعى في اندية المملكة إلا الرياضي !
سادساً : لم ينتزع احداً كاس ولي العهد من امام الهلال خلال تلك الفترة.
سابعاً : عزز مداخيل النادي للتخفيف من العبء المالي عليه حالياً, وعلى غيره.
والكثير غيرها ..

من وجهة نظري الشخصية ومن خلال الحكم على فترة بن مساعد الأولى .. آرى انها ناجحة ..

لن اقيم الفترة الثانية لانها في بدايتها, لم اعتد على تقييم احد خلال بداية عمله, وان قيمت احداً فاقيم واتابع بصمت وان استطعت الوصول له وتقديم النصيحة فلن اقصر.

الآن ننظر للمنحنى الأخر .. وهو الأمر الذي ازعجني كثيراً ..

كل من رأس الهلال قبل عبدالرحمن بن مساعد, كان بعيداً عن هذا الوابل من الجحود, او الإتهامات, والإنتشار السريع للإشاعات, والسبب حسب وجهة نظري " وسائل الإعلام "

* لم تكن هناك وسائل للتواصل الإجتماعي, وان وجد بعضها لكن الإقبال عليها كان قليلاً جداً ..
* لم يكن الإعلام مليء بهذا الكم من البرامج الرياضية والصحفيين الرياضيين! الآن اصبح كل من يفشل في أي من مجالات الحياة يتوجه للمجال الإعلامي الرياضي, مستوى جودة المحتوى وصناعة الخبر الإعلامي في انحدار, و الكميات في صعود بارقام عالية " وهذا مؤشر مخيف جداً وغير صحي "
* ارتفع سقف الحرية بشكل كبير خصوصأً مع بداية انتشار شبكات التواصل الإجتماعي.
* كثرة من يتبعوا الشائعات, ويسلموا عقولهم للبعض من الإمعات.

قال تعالى : { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا } البقرة 143

للآسف, آرى الكثير ممن يكون في المنتصف والحياد في السنوات الأخير يصنف ك عنصري, او متعصب, او مطبل .. والسبب في ذلك عدم توافق آراؤه مع غيره ممن سيقذفونه بالتهم إن عجزوا عن نقاشه "بالمنطق".

آخواني واحبتي .. كونوا امة وسطاً كما امرنا الله سبحانه والمصطفى صلى الله عليه وسلم ..

همسة لاصدقائي الجماهير : كونوا خير معين ومحفز للهلال, لتقديمه لمنصات الذهب كما اعتاد, لم يحرمنا الله سبحانه خلال السنوات الاخيرة البطولات, حققنا انجاز على الاقل كل عام بفضل الله, فكونوا خير من يعمل بتفاني ويقف مشجعاً للزعيم, ابتعدوا عن تناقل الإشاعات التي قد تضر بالفريق, كونوا كما كنتم ومازلتم .. خير من يشجع برقي وادب جم في المدرجات.

همسة لاخواني الاعبين : وقف الجماهير لاجلكم كثيراً, احترقوا لاجلكم, دافعوا عنكم, لم تقصر الإدارات التي توالت على ادارة النادي معكم, كونوا خير من يبذل لإسعاد عشاق الهلال, قدموا كل ما تستطيعون وكونوا مضرباً للمثل في الأخلاق واللعب كنجمنا الشلهوب! .. ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه ) "حديث ضعيف"

همسة لحبيبنا للجابر والجهاز الفني : كنت مع وضد تدريبك, مع لانك محبوبنا كجماهير, مع لانني اثق انك حينما توضع وتمنح الثقة تكون كفؤاً لها, وضد لانني كنت اؤمن انه ينقصك القليل فقط لتصبح جاهزاً لتدريب الهلال, لكن بعد التوقيع, ازداد إيماني بان الهلال مصنعاً للمدربين, وبداية إنطلاقة بنجاح لأي مدرب يتولى زمامه وينجح معه, ومقبرة لمن لم يوفق معه, ف آتمنى ان تكون وقعت في الأمس على عقد نجاحك إن شاء الله.

همسة لأخي عبدالرحمن والجهاز الإداري : تألمت كثيراً لمن واجهوك بالجحود, رغم انك لم تقصر في بذل الجهد والمال والفكر والصحة لأجل الهلال, بعد الخروج من مباراة لخويا, قسى عليك بعض الجماهير, بسبب عشقهم للكيان وبحثهم عن مزيد من الأنجازات, اقسم بالله انني آؤمن بأن قيادة الهلال أصعب من أي وزارة حكومية, لان اي قائد ورئيس مطالب بالإنجاز, ولا تكتفي جماهيرة بإنجاز واحد, جماهير تشمئز من الهزيمة, واعتادت على الفوز, اعانك الله على تحقيق آهدافك, التي قرآت عنها مما كنت تكتب في تويتر, و سمعت عنها من خلال لقاءاتك, آسال الله ان يعينك ويوفقك في حسن الأختيار.



في الخِتام .. سأقيم خلال نهاية فترة عبدالرحمن بن مساعد ان شاء الله ما استطاع تحقيقه خلال الفترة الثانية ..
سمعت منه كثيراً انه يبحث عن ما يعزز من مداخيل النادي ليخفف العبء على من سيحمل الراية بعدة, لبناء مستقبل آمن للهلال لابنائنا واحفادنا ان شاء الله, إن نجح في ذلك فسأقولها له وبالفم المليان " يا جبل ما يهزك ريح " وسأعتبره المؤسس الثاني للهلال !


وفق الله الهلال والهلاليين لما فيه مصلحة لدين الإنسانية, ثم وطن الإنسانية, ونادي الإنسانية ...


كونوا بخير ان شاء الله


سأعود لصمتي .. لم يكن هذا إلا بوح مقهور مما شاهد وسمع ممن جهلوا تاريخ الهلال ويقودهم بعض من يُقال عنهم إعلاميين وهم الأبعد عن المهنية والإحترافية!


زبدة الكلام .. هلالنا يحتاجنا الآن اكثر من اي وقت, لنرمي كل شي خلفنا ونلتف على هلالنا إلتفاف السوار على المعصم ..


سبحانك اللهم وبحمدك, أشهد ان لا اله الا انت, استغفرك واتوب اليك ..

آستودعتكم الله انتم وهلالنا ..