مبروك يحيى الشهرى... لكن يبقى الأهم

قد نختلف على صفقة يحيى الشهري. فالمبلغ كبير جداً وأنا شخصياً لا أرى أي لاعب سعودي يستحق انتقاله أكثر من عشرة ملايين. على العموم انتقال يحيى للنصر يعتبر مكسب فني للفريق ونشكر الإدارة على تحركها المبكر.

هذا شيء.. لكن يبقى الأهم والذي في اعتقادي المتواضع هو أكبر أسباب تكرار عجز النصر عن اللعب بمستوى عالي في مباريات متتالية وبالتالي تردي الأداء في المراحل الحاسمة من البطولات. أنا أتكلم عن صرف الرواتب في وقتها. كلنا نرى النصر "يخور" في لحظات الحسم بدون مبرر واضح. نفسيات اللاعبين أحياناً تكون متردية وانهزامية ويلعبون بلا روح.

فكروا معي: هل الفتح يملك لاعبين جيدين أكثر من النصر؟ أكيد لا. لكنهم لاعبيهم يلعبون بروح عالية. أين الروح العالية عن النصر؟ لماذا نشاهدها في كل الفرق إلا النصر؟ لماذا أول ما ينضم لاعب جديد للنصر (محلي أو أجنبي) يكون نجماً في مباراتين أو ثلاث ثم يختفي للأبد. وبعدها نراه يعود نجماً في فريق آخر؟

أنا لا أزعم أني متأكد من السبب، لكن ظني والله أن السبب هو سوء التصرف في مسألة الرواتب. لنكن صريحين: كرة القدم لم تعد هواية، ولم يعد اللاعب يعطي لأجل حبه لألوان الفريق. كثير منا يسب اللاعب المتخاذل وينعته بغير المخلص للشعار! يا إخواني هذا كلام انتهى من زمان. الاحتراف جعل من اللعب مهنة. تعطيني أعطيك. تمنعني أمنعك. اتركوا عنكم مناشدة اللاعبين الأخلاص للكيان. هم غير مطالبين بذلك. هم الآن أُجراء يعملون بمقابل. فأعطهم أجرهم يعطوك العمل.

أعرف، والله أعرف أن تأخير الرواتب مشكلة لدى كل الفرق تقريباً، وإدارة النصر تردد ذلك دوماً. ولكن هناك تأخير عن تأخير. التأخير في النصر يصل لسبعة أشهر! أضف لذلك أنه لا يمر موسم إلا ويكون هناك تأخير شديد. مالذي يحصل؟ طالما أن الرواتب ستدفع عاجلاً أم آجلا فلماذا لا تصرف في وقتها ونرتاح ونريح؟ لماذا تتكرر المشكلة ولا تحل؟

يا إخوان، المشاكل الفنية حاضرة، لا شك في ذلك.. الفريق يفشل في العناصر الأجنبية ويصر على جمع اللاعبين كبار السن وخلافه.. لكن هذا لا يمكن أن يبرر الانقطاع المزمن عن البطولات. أعود وأستشهد بالفتح الذي بلاعبين أجنبيين اثنين جيدين ومجموعة لاعبين محليين عاديين جداً (جزء منهم منسقي فرق أخرى) حقق أصعب البطولات.

نفسية لاعبي النصر غير مستقرة، والسبب عدم اطمئنانهم للوضع المادي لهم ولفريقهم. كل منهم يلعب وفي باله خوفه على حقوقه. يا كحيلان أرجوك سد هذه الثغرة بأي شكل. وبحول الله سترى الفريق يؤدي وينافس بشكل مستمر وحقيقي.