طرق.. وأحلام

لا أدري هل يُعد من حسن الحظ أن يكون طريقك واضحاً جلي المعالم معداً لك سلفاً من القريبين، أم من الخير لك أن تكون مخيراً بين عدد من الطرق، بمعنى أن يكون طريقك هو خيارك، وقد اتخذته عن رغبة وقناعة، وغير مفروض بظروف، سواء سيئة أو طيبة تجبرك على السير فيه؟! وهل شكل النهاية يختلف من طريق لآخر؟ بمعنى أن النهاية في آخر الطريق الذي يرسمه لنا الآخرون أفضل، أم أن النهايات في الطريق الذي نختاره ملء إرادتنا أجمل؟! وهل الخذلان الذي نجده في حالة تعثرنا خلال مسيرنا في الطريق الذي اختزناه بأنفسنا، له طعم آخر يختلف عن الخذلان الذي يمكن أن نواجهه في الطرق التي يرسمها لنا الآخرون؟!

ليس اتخاذ قرار الخيار وحده ما سيكون مؤلماً، إنما قد يكون الطريق الجديد مؤلماً أيضاً، وفيه من المنغصات أكثر من سابقه، وقد تبدو جدرانه متهالكة وقابلة للانهيار، وقد تتساقط بعض صخوره، وتتسبب في جروح غائرة في أيامنا، ولكننا بما نملك من قدرة وأمل وروح مختلفة، قادرون على تحويل تلك الصخور إلى لبنات في ذاكرة حياتنا.