من يُعيدها لنا ..... فبغيابها افتقدنا هلالنا (رسالة لمن يهمه أمر الهلال)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

سأتحدث هنا عن مشكلة تؤرق الهلاليين وتسببت في خسارة العديد من البطولات ..

المشكلة هذه طرحتها هنا في السنوات الثلاث الأخيرة أكثر من مرة وهي للأسف لا زالت موجودة بل برأيي أنها ازدادت سوءاً .. لذا سأعيد الحديث عنها مجدداً لعله هذه المرة يجد آذانا صاغية ..

قلت قبل حوالي ثلاث سنوات ما يلي:

إقتباس:
فريق يتقدم بـ 3 وعلى أرضه وفي الشوط الثاني وفي لحظات ينهار ويستقبل هدفين باردين !! وبعدها يخرج اللاعبون والابتسامة تعلو محياهم ,,

قبلها بأسابيع وأمام 70 ألف مشجع يعجز الفريق عن تشكيل أي خطورة على مرمى الفريق الإيراني ,,,

وسبق ذلك فضيحة بحق الهلال حينما تسابق يونس محمود ورفاقه في تسجيل رباعية كادت تتضاعف لولا لطف الله ورعايته واللاعبين أمضوا غالبية المباراة وكأن في أقدامهم سلاسل أو أثقال حديدية تصعب عليهم الحركة ,,,

كل السيناريوهات السابقة يجمع بينها خصلة واحدة مفقودة كانت أحد أهم الأسباب في ما حدث ...

هذه الخصلة الغائبة هي روح الهلال وحماسه وقتالية لاعبيه من أجل الشعار الأزرق الذي يرتدونه ,,,
هذا كان قبل 3 سنوات وللأسف مازال موجوداً ..
حينما تكون في الغالب أفضل عناصريا وفنيا وخبرة وتاريخ وتلعب على أرضك وتخسر وتتكرر الخسارة بنفس الطريقة فهناك مشكلة تحول بينك وبين الفوز .. هذه المشكلة برأيي في غالبها نفسية فقط وينتج عنها ما نشاهده من غياب الروح والحماس لدى اللاعب ، حينما يحتمي الوطيس وتحتاج الحماس تجده غائبا ولا يستطيع الظهور الا في لاعبين أو ثلاثة .. والحماس ليس فقط وسيلة ودافع للفوز بل أنه يزيد من التركيز والاصرار لدى اللاعب ويقلل من اخطأءه ولو حاولنا البحث مثلا عن سبب خسارتنا للدوري والاسيوية في هذه السنة لقلنا أن التركيز ربما أهم سبب في ذلك ودليل ذلك الأهداف التي نتلقاها في آخر 10 دقائق من المباراة ..

لو سألت أي مشجع هلالي من أكثر لاعب تشعر بحماسه وروحه العاليه واصراره على الفوز لربما كان الاجماع على ثلاثة:
ياسر الشهراني
سالم الدوسري
نواف العابد

وبالترتيب أيضا ، والسبب برأيي مرتبط بعمرهم فهم من أصغر لاعبي الفريق سناً والسبب الآخر أن لم يمضوا مدة طويلة مع الفريق ويتشربوا الملل وغياب الحماس الذي شربه عدد من اللاعبين الآخرين ..

طيب ما السبب لضعف أو غياب الحماس لدى البقية الأغلبية والتي أيضا طغت على الفريق ككل فأصبحت سمة له في مواجهات الحسم المفصلية ..

سأحاول في الأسطر التالية تتبع هذه المشكلة في الجانب الاداري وعلى مستوى اللاعبين وسأشير لبعض الحلول الممكنة:


الإدارة :
إدارة الفريق وبالأخص الرئيس وكيفية تعاملهم مع كل من اللاعبين والإعلام والجمهور هي أبرز سبب لهذه المشكلة النفسية التي تصاحب الفريق في أوقات كثيرة، فالرئيس مثلا يتعامل بلطف فائق قد لا يناسب كل اللاعبين فأنا مازلت أتذكر إشادته بالفريدي المبالغ بها طوال فترة المفاوضات وفي أول لقاء صحفي للفريدي بعد انتقاله لم يقدر هذا كله بل على العكس صدر منه ايماءات سلبية للفريق ومنسوبيه كما ورد في المقابلة، هذا التعامل اللطيف يكسر شوكة الرئيس وهيبته لدى العديد من اللاعبين ويمتد ذلك لهيبة النادي لديهم، أيضا وسيلة الخطاب الإعلامي ربما تكون الأشد تأثيراً فالرئيس غالبا يتحدث بطريقة ممكن تصنيفها بألطف دبلوماسية ممكنة وهذا تصرف وخلق حسن لكن لا يناسب الوسط الرياضي لأن هذه اللطافة من الممكن أن تفسر بالضعف ، فحين يتحدث الرئيس يراعي الطرف الآخر أكثر من نفسه والطرف الذي هو مسؤول عنه فيبالغ في اطراء الطرف الآخر من باب الاحترام له للحد الذي يُستنتج منه أنك ومن معك أقل منهم وتخشونهم ، هذا الأسلوب لا ينفع أبدأ للرئيس الذي يبنغي أن يكون مثل قائد المعركة والذي يكون أشجع من في الجيش وأقواهم بأساً وأشدهم ضراوه ، رئيس الهلال في مرات عديدة يخطيء في هذا الجانب ويشعر من حوله بأننا إن فزنا فهذا شيء جيد وان خسرنا فهو متوقع جداً وهذه النظرة بالتأكيد ستنعكس على الفريق وكل من ينتمي له، وسأقتبس هنا تعليق للكاتب الاستاذ حمد الدوسري في نفس السياق تقريباً:

إقتباس:
وشدد حمد الدوسري على أن المال ليس كل شيء, وقال:"المال ليس كل شيء, افتقدنا الهلال حين جردتموه من روحه ..اقرأوا سيرة الهلال جيداً..عودوا لتاريخه حين انطلق به الشيخ عبدالرحمن بن سعيد إلى جدة ليقارع عمالقتها في بداياته لو ذهب بنفس الطريقة التي تفكرون بها لما أصبح الهلال زعيم السعودية..! ولو فكر الرؤساء السابقون بنفس طريقتكم لما أنتزع الهلال زعامة آسيا.. تذكروا أن الفكرة تتبع الشكل فإن كانت الفكرة صغيرة سيأتي الشكل صغيراً..!!
نعم إذا كانت فكرتك التي تقر بها صغيرة فعمل فريقك سيكون صغيراً ، وأيضاً لا ينبغي أبداً أن يستصغر الرئيس من الكيان الهلالي ومكانته عبر مقارنته مع فرق أقل بكثير من الهلال ، الهلال هو من ينظر إليه الاخرون ليقتدوا به فهو صاحب الرقم الأصعب في البطولات محليا وخارجيا ولا ينبغي أن يُقارن إلا بمن هو أفضل منه..
أيضا على الرئيس والادارة أن يغيروا بشكل كامل من تعاملهم مع الاعلام فالكيان الآزرق منذ فترة ليست بالقصيرة يمزق إعلاميا من هنا وهناك والرئيس وإدارته لا يصدر منهم ردة فعل ترضي جمهور هذا الكيان وتحمي حقوقه .. نعم من حق الجمهور أن يقف رئيس الكيان الذي ينتمون له في وجه من يسيء له والسكوت هنا سكوت عن حق ظاهر ولا يفسر بالغالب في وسطنا الرياضي إلا ضعفاً .. وأعيد وأربط هذا الضعف بالانهزامية التي تصيب الفريق في المباريات الحاسمة فاللاعبون ينتمون لهذا الكيان ومنهم يستمدون القوة والهيبة أو العكس.. والحفاظ على هيبة الهلال إعلاميا يتطلب أيضا أن لا يكون الهلال جداراً قصيراً ضعيفاً يستطيع أي اعلامي اختراقه ومعرفة كل ما فيه وتسريبه لمن يريد .. وأظنهم استمعوا لتصريح زلاتكو الأخير..

النقطة الأخيرة التي تخص الادارة وكيف أسهمت بغياب الروح من الفريق الأزرق هي في تعاملهم مع الجمهور الهلالي ، الإدارة جانبها الصواب حينما حاولت أن تجعل من (بعض) الجمهور خصما فأصبحت ترد عليهم وتحاول أن تبين أنهم خطأ وهم صح ووووو ، فتح هذه السيرة والعمل بها قد يؤدي لطريق لا نهاية له وتصادم لن يجلب الا الضرر للكيان الأزرق، دور الجمهور كبير في زرع الروح والحماس في عناصر الفريق ولكن ذلك لن يتم في الوضع الحالي مالم تسعى الإدارة لتصفية الأمور ومحاولة كسب الجمهور وإعادته للمدرج بنفس الوهج الذي اعتدناه وأعتقد أن العمل الناجح والاعتذار عن ما بدر تجاههم من بعض منسوبي الادارة كفيل بذلك.




اللاعبون:
في كل فريق لاعب يعتبر قدوة لهم في زرع الروح والحماس بينهم ، نتذكر على سبيل المثال صالح النعيمة سابقا وسامي الجابر في الهلال والمنتخب ، وأيضا محمد نور في الاتحاد في فترات سابقة ، كان وجودهم في الفريق كفيل برفع مستوى التركيز والحماس لدى جميع اللاعبين ، ولم يكن ذلك يقتصر على القائد بل كان هناك أكثر من لاعب أو قائد معهم يؤدون نفس المهمة، هذا الدور يتجلى في الأوقات العصيبة والمباريات الحساسة وخاصة عندما يتأخر الفريق ، الهلال إن لم تخني الذاكرة لم يستطع أن يقلب النتيجة من تأخر إلى فوز على الاتحاد والشباب (الخصمين الأقوى محلياً) في آخر 5 سنوات في أي مباراة خروج مغلوب وكذلك في كل مباريات خروج المغلوب الآسيوية الحاسمة، وهذا مؤشر خطير على غياب الروح الزرقاء السابقة التي كانت تقلب المواجهات المفصلية والحاسمة وهذا أيضا مرتبط بدور الادارة الذي أشرت له سابقاً ، والمشكلة ازدادت فأصبحنا لا نستطيع التعويض وقلب النتيجة في حسابات الذهاب والاياب فاذا انهزمنا بالذهاب أصبح خروجنا مسألة وقت .. هذا الغياب لروح وعزيمة الانتصار مرتبط كما أشرت في قائد الفريق ومن حوله من لاعبين وللأسف فاللاعبين الحاليين لا يوجد منهم من يبث الحماس بالفريق سواء كان الكابتن أو غيره،،،

وبرأيي فإن الحل لذلك حتى لا تستمر هذه المشكلة بين اللاعبين وتزداد سوءاً يكون بإبعاد من أثبتت الأيام أنه لا يمكن الاعتماد عليهم وقت الجد والحسم والأسماء لا تخفى على أي متابع هلالي يضع نصب عينيه مصلحة الهلال فقط ومنهم بالتأكيد مدربنا القادم سامي الجابر ، ويأتي في مقدمة هؤلاء اللاعبين ياسر القحطاني الذي لا يمكن أن تترك أهم خانة في الفريق له بعد تجارب كل هذه السنوات، وأقترح أن ينقل هو وماجد المرشدي لدكة البدلاء التي جلس فيها الفيلسوف يوسف الثنيان لسنوات عدة ولم ينقص ذلك من قدره شيئا ، وهذه الدكة أيضا يجب أن تودع بعض الأسماء التي لازمتها لسنوات دون فائدة ومنهم نامي والغنام والحارثي وغيرهم .. وأثق بأن سامي لن يتردد في فعل ذلك من أجل مصلحة الفريق والذي يمتلك الآن حلول وبدائل جاهزة فكما نعلم تم التعاقد مع السالم وعطيف ويقال أن عبدالله الحافظ في الطريق فهؤلاء مع عدد من لاعبي الأولمبي مثل عبدالعزيز العازمي وسليمان العبدالله وفهد الجهني أولى وأجدر بالمشاركة من هذه الأسماء التي نشكرها على جهودها السابقة .. التجديد بهذه العناصر وابعاد من تشبعوا من كرة القدم بالتأكيد سيوثر ايجابا على روح الفريق وحماس لاعبيه والتنافس بينهم .. وتجربة الاتحاد الأخيرة أقرب مثال وشاهد على نجاح هذه الطريقة ..




ختاما أتمنى أن لا نرى مجدداً تسحيب الأقدام بتثاقل والروح الانهزامية في الفريق وأن تعود روح الجن الأزرق إلى هلالنا ، تلك الروح التي ذات مرة قلبت هزيمة الذهاب بهدف من العربي الكويتي في البطولة الاسيوية إلى فوز بالإياب بـ 6 أهداف دون مقابل وأودعكم بهذا المقطع الملي بهذه الروح الزرقاء التي اشتقنا لها

‫الهلال السعودي 6 / 0 العربي الكويتي‬‎ - YouTube


دمـتم في رعـاية الله ,,
ابو فهد الهلالي