الموسيقار الكويتي يوسف المهنا لـ « المدينة »: طلال مداح لن يتكرر

يوسف المهنا لـ « المدينة »: طلال مداح لن يتكرر.. والمطربات المغربيات إحساسهن عالٍ

راشد سيواصل مسيرة الكبار.. وشركات الإنتاج أضاعت الأغنية الخليجية


رامي أمين - القاهرة
الأحد 19/05/2013
وصف الموسيقار الكويتي يوسف المهنا صوت الراحل الكبير طلال مداح بالصوت الذي لن يتكرر، وقال عنه إنه كان إنسانًا خلوقًا ومتواضعًا جدًّا مع الكل، وكان راقيًا حتى في كل أعماله الفنية، وأضاف إن الفنانات المغربيات هن الأقدر على تقديم الإحساس للأغنية الخليجية.
وخلال لقاء «المدينة» بالموسيقار الكويتي في القاهرة مؤخرًا، اعتبر المهنا أن شركات الإنتاج «ضيّعت» الأغنية الخليجية، ورأى أن راشد الماجد لديه القدرة والإمكانية على تكملة مسيرة الفنانين الكبار، وأعلن عن جديده الفني مع صوت المغربية أسماء لمنور وهي من اكتشافاته الفنية.
* تعاونت مع الراحل طلال مداح في ألبوم كامل، وأيضًا مع الفنان محمد عبده في «إبعاد»، حدثنا عن هذه التعاونات؟.
- كان أول تعاون جمعني بالراحل طلال مداح في عام 1966م في أغنية من أشعار ابن لعبون يقول مطلعها:
علامه ما ينابيني علامه
ويخفي ما بقلبه من ملامة
ويخلف سنة العشاق عني
ومثله ما يغابي في كلامه.
فكانت هذه الأغنية بداية انطلاقتنا وتجربة مهمّة في مسيرتي الفنية فطلال مداح هو إنسان خلوق ومتواضع جدًّا مع الكل في كل شيء وهو راقٍ حتى في كل أعماله الفنية.. فنان بمعنى الكلمة وصوت لن يتكرر.. هو بصراحة عالم ثانٍ.. صوت يروق لك سماعه في الجلسات وفي الحفلات.. وأيضًا يروق لك سماعه كعازف.. هو رائع بكل حالاته.. هو ينظف ويشنّف آذاننا وحواسنا بفنه الأصيل الذي لا يجرؤ أحد على تقديمه إلا بصوته النقي، وقد تعاونا أيضًا في مطلع التسعينيات في ألبوم «طيّب وصدقت الحكي» وكانت تجربة مميزة جدًا ولحنت له في هذا الألبوم 4 ألحان، وآخر عمل تعاونّا فيه كان أغنية بعنوان «بيد الظمأ»، كما تعاونا في أوبريت غنائي كويتي بعد الغزو وكانت هناك أفكار عديدة لعدد من التعاونات لكن القدر كان أسرع.. رحمة الله عليه.. بالتأكيد طلال مداح فنان كبير وشهادتي فيه مجروحة. وأمّا أول تعاون مع محمد عبده فكان في عام 1968 (أي قبل 44 عامًا من الآن) في أغنية «ماكو فكة» من أشعار الكويتي الراحل سلطان العبدالله، وهناك أيضًا عدد من الأغنيات التي تعاونت من خلالها مع محمد عبده والشاعر فائق عبدالجليل، هذا الثلاثي الذي نقل الأغنية الخليجية إلى الفضاء الخارجي عبر أغنية «إبعاد» عام 1974، وهي أغنية منتشرة عربيًّا وعالميًا ولا زالت تعيش ويتغنى بها إلى الأن، كما تعاونت معه في أغنيتي «نسيتيني» و»الجو غيم» وهما أيضًا من كلمات الراحل فائق عبدالجليل، وسامرية «إللي يبينا» وهذه التعاونات منعطف مهم في مسيرتي الفنية وامتداد لسلسلة النجاحات السابقة مع الفنان محمد عبده، وآخر تعاون جمعني معه كان بعد غياب 30 عامًا في أغنية «الحكاية» عام 2012 من كلمات عبداللطيف آل الشيخ.
* هل هناك بالفعل إهمال من قبل الفنانين والملحنين في تحديث إحياء إنتاجات التاريخ الجميل للفن الخليجي؟
- المسؤولية هنا مشتركة، لأن في حقبة السبعينيات والتسعينيات التي كانت بها الانتعاشة الفنية كان يتولى عملية الإنتاج الإذاعات والتلفزيونات، ولكن في منتصف السبعينيات ظهرت شركات الإنتاج وسحبت البساط، فأصبحت هي التي تقود الذوق العام في تقديم الأغنية وهي التي تختار الفنان وتقدم الألحان والكلمات وهذا الذي ضيّع هوية وأصالة الأغنية الخليجية.
* من هي الأصوات التي قدمها يوسف المهنا للساحة الفنية الغنائية؟
- عدد كبير من الأصوات، وكان أول لحن ديني غناه الفنان عبدالكريم عبدالقادر قدمته به في الإذاعة، وقدمت الفنان أحمد الحريبي وخالد بن حسين من الكويت، ومن الأصوات النسائية الفنانة اليمنية أروى، والفنانتين المغربيتين أسماء لمنور وأمنية، والأردنية غادة العباسي، وهناك أصوات في طريقها للساحة الفنية الغنائية قريبًا.
* ألاحظ أنك قدمت عددًا كبيرًا من الأصوات النسائية المغربية، كيف ترى غناءهن بالخليجية؟
- الفن إحساس، وأقرب فنانين لإحساس الأغنية الخليجية هن الفنانات المغربيات، لأن نوع الإيقاعات المركبة لديهن مثل الإيقاعات الخليجية تمامًا، ونحن نقدم أصواتًا من هناك لندرة وجود الأصوات النسائية الخليجية، وإذا لاحظت ستجد أنه لا يوجد اهتمام بالأصوات الرجالية في المغرب مقارنة بحجم الأصوات النسائية.
* برأيك من من الأصوات الحالية على صعيد الساحة الفنية الغنائية تعتقد أن لديهم القدرة على تكملة مسيرة رواد الفن الجميل في السعودية؟
- راشد الماجد اعتقد أن لديه القدرة والإمكانية على تكملة مسيرة الفنانين الكبار لأنه الوحيد من ناحية الكريزما والحضور، واستطاع أن يصل للناس بعد طلال مداح ومحمد عبده، دون أن ننسى الفنانين عبدالمجيد عبدالله، وعبادي الجوهر وفي اعتقادي عبادي يسلك اتجاهًا بمفرده وهو حالة فنية في العزف وإنسان ينتقي كل جميل ويغنيه بنكهته الخاصة، مع العلم بأنه يوجد هناك فنانون كثر لا نستطيع التقليل من شأنهم.
* هل انتهت ذائقة بعض الفنانين والملحنين والشعراء الفنية، وأصبحت الذائقة تجارية بحتة وأصبح هناك هبوط في مستوى الأغنية العربية؟
- هذا سؤال مهم، بالفعل فقدت بريقها بسبب بعض الفنانين والملحنين والشعراء لأنه أصبح هناك تنازلات بقولهم (يلا مشي حالك) ممّا أدّى إلى هبوط الأغنية العربية، ولكن هناك بالطبع فنانون وملحنون وشعراء لا يتنازلون أبدًا، كما أنه الآن لا يوجد مشكلة في سماع الأغنية في أي مكان وفي أي وقت وبأي طريقة عبر مواقع الإنترنت وقنوات اليوتيوب، إضافة إلى تقديم الأصوات المتواضعة المستوى التي تعتمد على التكنولوجيا وبلورة الصوت، ولا ننسى أيضًا فقدان الذائقة الجمالية في الكلمة واللحن وكثرة الإنتاج الذي جعل عمر الأغنية الحديثة قصيرًا.
* ما الأغاني التي لحنتها وتجدها رسخت في أذهان الجمهور؟ وما جديدك المقبل؟
- في الحقيقة هي كثيرة، أذكر منها ابتداء من الستينيات أغنية «حلفت عمري» لحسين الجاسم، وسامرية «ترى الليل عودني» لمصطفى أحمد، وفي السبعينيات أغنيات «مع ريح الهوا مسافر» و»عوافي» و»تشكيلي» و»الله أمر» لعبدالمحسن المهنا، وفي الثمانينيات أغنيتي «إبعاد»، و»الجو غيم» لمحمد عبده، وأغنية «وداعية يا آخر ليلة» لعبدالكريم عبدالقادر، و»واه واه» لوليد توفيق، و»بكل لغات العالم» لنادية مصطفى، وهناك أيضًا عدة أغانٍ وطنية للمنتخب الكويتي، وفي كل مرحلة أجد ألحانًا وأغاني مقربة لي. وأمّا الجديد على صعيد الألحان فشاركت بعدة ألحان في ألبوم الفنان الكبير عبدالكريم عبدالقادر الجديد منها أغنيات «فاتنات اللواحظ»، و»مالوم»، و»جذبني»، وحاليًّا أنا بصدد إصدار مجموعة من الأعمال الفنية منها العاطفي ومنها جلسات ستضم مجموعة كبيرة من الفنانين، وعددًا من الابتهالات الدينية، وسيكون هناك تعاون مع المطربة السورية الواعدة وعد البحري في ألبوم خليجي، وأيضًا هناك ورشة عمل مع الشاعر السعودي سعود شربتلي للانتهاء من أغنية جديدة للمطربة المغربية أسماء لمنور.
يوسف المهنا لـ « المدينة »: طلال مداح لن يتكرر.. والمطربات المغربيات إحساسهن عالٍ | صحيفة المدينة