كيف تثبت صحة نسبة العنوان لمؤلفه؟

أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


إثبات صحة نسبة العنوان لمؤلفه
هذه الجزئية (إثبات صحة نسبة العنوان لمؤلفه) من المباحث الهامة في فهرسة المخطوطات وفي تحقيق النصوص.
يجب على المفهرس الجاد والمحقق المدقق أن يعتني قبل مسألتنا (إثبات صحة نسبة العنوان لمؤلفه) أن يعتني بمسألة (صحة العنوان نفسه) بأن يكون العنوان صحيحا في نفسه، والعنوان يوجد في المواضع الآتية:
1 ـ خطبة الكتاب بعد سميته وأحيانا لا يذكر عبارة (سميته) أو ما شابهها من العبارات...فيقول مثلا وهذا كتابنا كذا...أو يقول لما ألفت كتابي كذا أحببت أن أشرحه.
2 ـ نهاية الكتاب، فإن كان في نهاية النص فهو من أصل كلام المؤلف، وإن كان في حرد المتن فهو محتمل إما من كلام المؤلف أو الناسخ.
3 ـ في كتبه الأخرى عندما يقول المؤلف في كتاب من كتبه وفصلنا القول في هذه المسألة أو ذكرناها بالتفصيل في كتابنا كذا.
4 ـ صفحة العنوان. وهي ضعيفة جدا، وتزداد ضعفا إن تغير الخط.
5 ـ ترقيم الكراريس. وهي ضعيفة.
6 ـ طرة الكتاب. وهي ضعيفة جدا.
7 ـ أن يذكر العنوان أحد تلاميذ المؤلف. وهي متوسطة القوة.
8 ـ أن يذكر العنوان أحد المترجمين ممن لم يتتلمذوا على المؤلف. مثل كتب التراجم والطبقات. وهي ضعيفة.
9 ـ أن يذكر العنوان أحد الببليوجرافيين. مثل الفهرست، كشف الظنون ...الخ وهي ضعيفة.
10 ـ أن يذكر العنوان أحد المفهرسين. مثل إبراهيم اليحيى مفهرس مخطوطات مكتبة الملك عبد العزيز العامة بالرياض، هذه قرينة ضعيفة جدا.
11 ـ ينظر في مدى مناسبة العنوان للمحتوى فهذه قرينة تساعد في الترجيح خاصة إن كان العنوان يرد بصيغ مختلفة ولو يسيرا. فإن المحقق المدقق والمفهرس الجاد عليه أن يرجح.
12 ـ أن يكون العنوان مكتوبا على حافة المخطوط إما جهة الرأس أو القدم أو الفم.
فإن (صح العنوان) نأتي إلى مسألتنا وهي (إثبات صحة نسبة العنوان لمؤلفه) فلا تنسب عنوانا لمؤلفا ما إلا بعد بذل الجهد واستفراغ الوسع.
الدلائل التي تساعد في البحث عن المرجحات التي يستدل بها على إثبات صحة نسبة العنوان لمؤلفه:
1 ـ أن ينص المؤلف صراحة في خطبة الكتاب، شريطة أن لا يكون في الكتاب أي محاولات تعديل أو شطب أو محو.
2 ـ أن ينص المؤلف صراحة في نهاية النص. أو في حرد المتن إن كان الحرد من صنيع المؤلف.
3 ـ أن يذكر المؤلف في قلب المتن كتابا من كتبه.
4 ـ أن يذكر المؤلف في قلب المتن شيخا من شيوخه. وهذه بحسب سياق الذكر فإن كان السياق يقوي فإنه قرينة قوية، وإن كان السياق ضعيفا فإنها تكون قرينة ضعيفة. مثال السياق القوي: أن يقول راجعت في تلك المسألة شيخنا فلان بن فلان في بيتنا الكائن في المكان الفلاني...أو غيرها من السياقات القوية.
ومثال السياق الضعيف: هذا قول شيخنا فلان بن فلان....فإن كان الشيخ المذكور مشهورا والتلاميذ يتناقلون أقواله فإنها قرينة ضعيفة جدا مثل قول بعض المؤلفين من الحنابلة هذا قول شيخنا تقي الدين .... لأن بعض الأعلام يذكر عبارة (شيخنا) ولا يريد بذلك تدليس الشيوخ وإنما من باب الافتخار بأنه تتلمذ على علوم ومعارف الشيخ أو من باب أنه تتلمذ على شيوخ هم من سلالة تلاميذ الشيخ.
فإن كان الشيخ غير مشهور وأن المؤلف عرف له سند وأن الشيخ المذكور في إسناده ذكره في قلب المتن فإنها قرينة ضعيفة ترتقي أحيانا للمتوسطة.
5 ـ أن يذكر المؤلف علما من الأعلام ويقول عنه تلميذي فلان ....ويتبين أنه بالفعل تلميذه.
أما الأدلة الضعيفة في إثبات نسبة الكتاب لمؤلفه الاعتماد على الآتي:
1 ـ ما ذكر في صفحة العنوان.
2 ـ ما ذكره أصحاب كتب التراجم والطبقات.
3 ـ ما ذكره أصحاب كتب الببليوجرافيات.
4 ـ ما ذكره أصحاب فهارس المخطوطات.
5 ـ نفَس المؤلف، ويراد به أسلوبه وبعض عباراته، وترجيحاته.
6 ـ قول بعضهم: طبع قديما منسوبا له.
قاعدة في القرائن الضعيفة أنها تتقوى بمثلها إن لم يكن هناك معارض قوي....فإن كان لها معارض قوي؛ فإن القرائن الضعيفة لا يقوي بعضها بعضا، بل تزداد ضعفا وتتهالك.
لا أريد أن أطيل في هذه الجزئية وهذا ما حضرني، عسى أن يكون ما كتبته فيه نفع وفائدة، وإن تذكرت شيئا في الباب استدركت به إن شاء الله.