ما هي آداب قراءة القرآن العشرة ؟ وهل تريد أن تقيمه إقامة القدح أم تتأجله؟ وهل يجوز التغني بالقرآن؟ وهل تريد أن يضع الملك فمه في فمك؟

أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


صصصالمبحث السابع :آداب تلاوة القرآن وقرائته:

1- إخلاص النية لله تعالى فيها :

لأن تلاوة القرآن من العبادات الجليلة كما سبق بيان فضلها ، وقد قال الله تعالى (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ) البينة 5 .

وعن جابر بن عبد الله أن رسول الله صصصقال(اقرءوا القرآن وابتغوا فيه وجه الله عز وجل من قبل أن يأتي قوم يقيمونه إقامة القدح يتعجلونه ولا يتأجلونه)حسنه الألباني.

يقيمونه إقامة القدح : أي يصلحون ألفاظه وكلماته ويتكلفون في مراعاة مخارجه وصفاته كما يقام القدح أي يبالغون في عمل القراءة كمال المبالغة لأجل الرياء والسمعة والمباهاة والشهرة.

ومعنى يتعجلونه: يطلبون به أجر العاجلة أي الدنيا ، ولا يطللبون به أجر الأجلة أي الآخره.
وعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صصصقال (تعلموا القرآن ، و سلوا الله به الجنة ، قبل أن يتعلمه قوم ، يسألون به الدنيا ، فإن القرآن يتعلمه ثلاثة : رجل يباهي به ، و رجل يستأكل به ، و رجل يقرأه لله)صححه الألباني.

ومن لم يخلص النية لله سبحانه وتعالى في قراءة القرآن يكون من أصحاب النار والعياذ بالله ، فعن أبي هريرة أن رسول الله صصصقال (إنَّ أولَ الناسِ يُقضى يومَ القيامَةِ عليه ، رجُلٌ استُشهِد. فأتى به فعرَّفه نِعَمَه فعرَفها. قال: فما عمِلتَ فيها ؟ قال: قاتَلتُ فِيكَ حتى استُشهِدتُ. قال: كذَبتَ. ولكنَّكَ قاتَلتَ لِأَنْ يُقالَ جَريءٌ. فقد قيل. ثم أمَر به فسُحِب على وجهِه حتى أُلقِيَ في النارِ. ورجُلٌ تعلَّم العِلمَ وعلَّمه وقرَأ القرآنَ. فأُتِي به. فعرَّفه نِعَمَه فعرَفها. قال: فما عمِلتَ فيها ؟ قال: تعلَّمتُ العِلمَ وعلَّمتُه وقرَأتُ فيكَ القرآنَ. قال: كذَبتَ ولكنَّكَ تعلَّمتَ العِلمَ لِيُقالَ عالِمٌ. وقرَأتُ القُرآنَ لِيُقالَ هو قارِئٌ. فقد قيل. ثم أمَر به فسُحِبَ على وجهِه حتى أُلقِي في النارِ. ورجُلٌ وسَّع اللهُ عليه وأعطاه مِن أصنافِ المالِ كلِّه. فأتَى به فعرَّفه نِعَمَه فعرَفها. قال: فما عمِلتَ فيها ؟ قال: ما ترَكتُ مِن سبيلٍ تُحِبُّ أنْ يُنفَقَ فيها إلَّا أنفَقتُ فيها لكَ. قال: كذَبتَ. ولكنَّكَ فعَلتَ لِيُقالَ هو جَوَادٌ. فقد قيل. ثم أمَر به فسُحِب على وجهِه. ثم أُلقِي في النارِ)صحيح مسلم.

2- أن يقرأ بقلب حاضر يتدبر ما يقرأ ويتفهم معانيه :

فيخشع عند ذلك قلبه ، ويستحضر بأن الله يخاطبه في هذا القرآن لأن القرآن كلام الله عز وجل ، فعن جندب بن عبدالله أن رسول الله صصصقال (اقرَؤوا القرآنَ ما ائتَلَفَتْ قُلوبُكم ، فإذا اختَلَفتُم فقوموا عنه)صحيح البخاري.
3- أن يقرأ على طهارة:

لأن هذا من تعظيم كلام الله عز وجل ، ولا يقرأ الجنب القرآن حتى يغتسل ، ويجوز لغير المتوضيء قراءة القرآن دون أن يمسه ، ولا يجوز له أن يمس المصحف أو أن يحمله ، سواء للحفظ أو التعلم أو التلاوة .



4- أن لا يقرأ القرآن في الأماكن المستقذره :

أو في مجمع لا يُنصت فيه لقراءته لأن قراءته في مثل ذلك إهانة له ، ولا يجوز أن يقرأ القرآن في بيت الخلاء ونحوه مما أعد للتبول أو التغوط لأنه لا يليق بالقرآن الكريم.

5- أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم عند إرادة القراءة:

لقوله تعالى(فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم) النحل 98، ولئلا يصده الشيطان عن القراءة أو كمالها ، وأما البسملة فإن كان ابتداء قراءته من أثناء السورة فلا يبسمل ، وإن كان من أول السورة فليبسمل إلا في سورة التوبة فإنه ليس في أولها بسملة لأن الصحابة رضي الله عنهم أشكل عليهم حين كتابة المصحف هل هي سورة مستقلة أو بقية الأنفال ففصلوا بينهما بدون بسملة.

6- أن يحسن صوته بالقرآن ويترنم به :

لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال( ما أذن الله لشيء ، ما أذن لنبي حسن الصوت ، يتغنى بالقرآن ، يجهر به )صحيح مسلم .

ومعنى ما أذن الله لشيء : أي ما استمع لشيء.

وعن البراء بن عازب أن رسول الله صصص قال(زيِّنوا القرآنَ بأصواتِكم ، فإنَّ الصوتَ الحسنَ يزيدُ القرآنَ حُسنًا)صححه الألباني.


لكن إن كان حول القارئ أحد يتأذى بجهره في قراءته كالنائم والمصلي ونحوهما فإنه لا يجهر جهراً يشوش عليه أو يؤذيه ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم خرج على الناس وهم يصلون ويجهرون بالقراءة فقال(إن المصلي يناجي ربه فلينظر بما يناجيه به ولا يجهر بعضكم على بعض في القرآن)صححه الألباني.

7- أن يرتل القرآن ترتيلاً :

قال تعالى (ورتل القرآن ترتيلاً)سورة المزمل4.

ومعنى يرتل القرآن ترتيلا : أي اقرأ القرآن بتُؤَدَة وتمهُّلٍ مبيِّنًا الحروف والوقوف.

وقال تعالى(وَقُرْآَنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا)الإسراء106 .

والمقصود بتقرأة على مكث : لتقرأه على الناس في تؤدة وتمهُّل .

فيجب قراءة القرآن بتمهل وبترتيل بدون سرعة وذلك أدعى إلى تدبر معانيه والفهم والخشوع ، وتقويم حروفه وألفاظه ، فعن أم سلمة أنها سئلت عن قراءة رسول الله صصصفقالت( كان يقطع قراءته آية آية بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين)صححه الألباني.

يقطع قراءته آية آية : أي يتوقف عند رأس كل آية.

وعن قتادة بن دعامة بن قتاده قال (سألت أنس بن مالك عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فقال كان يمد صوته مدا) بن ماجه وصححه الألباني.

وقال ابن مسعود رضي الله عنه : لا تنثروه نثر الرمل ولا تهذوه هذَّ الشعر، قفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب ، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة.

ولا بأس بالسرعة التي ليس فيها إخلال باللفظ ، فإذا كان بها إخلال باللفظ بإسقاط بعض الحروف أو إدغام ما لا يصح إدغامه فهي حرام لأنها تغيير للقرآن .

8- أن يسجد إذا مر بآية سجدة وهو على وضوء:

وذلك في أي وقت كان من ليل أو نهار، فيكبر للسجود ، ويقول: سبحان ربي الأعلى ، ويدعو، ثم يرفع من السجود بدون تكبير ولا سلام ، لأنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ، إلا أن يكون السجود في أثناء الصلاة فإنه يكبر إذا سجد وإذا قام ، وقد اختلف العلماء في اشتراط الطهارة لسجود التلاوة بين فريقين فريق يرى جواز السجود بدون طهارة وفريق يرى وجوب الطهارة لسجود التلاوة والأحوط ألا يسجد المرء سجود التلاوة إلا وهو طاهر.

9- تطهير وتطييب الأفواه قبل القراءة:

لحديث النبيصصص(طيبوا أفواهكم ، فإن أفواهكم طريق القرآن)صححه الألباني.

وعن علي بن أبي طالب أن رسول الله صصصقال (إن العبد إذا تسوك ثم قام يصلي ، قام الملك خلفه ، فيستمع لقراءته ، فيدنو منه أو كلمة نحوها حتى يضع فاه على فيه ، فما يخرج من فيه شيء من القرآن إلا صار في جوف الملك ، فطهروا أفواهكم للقرآن )حسنه الألباني.


10- اجتناب الضحك واللغط والحديث في خلال القراءة إلا كلاما يضطر إليه:

فلا يجوز الضحك أو الحديث أثناء القراءة لأن في ذلك سوء أدب مع كلام الله سبحانه وتعالى وعدم تعظيم لكلام الله تعالى ، لكن إذا أضطر الإنسان للكلام فإنه يقطع قراءته ثم يستعيذ ويبدأ القراءة من جديد.

من كتاب القرآن العظيم فضائل وأحكام

حمل الكتاب مرفق بالأسفل

<div style="padding:6px"> الملفات المرفقة
: القرآن العظيم فضائ وأحكام.pdf&rlm;
: 905.0 كيلوبايت
: <font face="Tahoma"><b> pdf