لا نستطيع ان نتجاهل الانجازات والاسبقيات والالقاب التي تحققت خلال مسيرة سمو رئيس نادي الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد من حيث عدد البطولات ( 7 بطولات ) والفترة الزمنية ( 5 سنوات ) مقارنة مع الأندية المنافسة الأخرى .. ولكن من جانب آخر يجب علينا ايضا أن نعترف ان الهلال خلال الموسم الحالي والماضي عانى من إنحدار كبير في مستوياته ونتائجه التي أنعكست سلبا على مستوى الانجازات وبالتالي رضى الجماهير ! .. حيث حقق الهلال بطولة وحيدة الموسم الماضي من اصل اربع بطولات رئيسية ( الدوري - كأس ولي العهد - كأس الأبطال - دوري ابطال اسيا ) .. وفي الموسم الحالي نجده يكرر ذات مستويات وانجازات الموسم الماضي باستثناء ان هنالك فرصة متبقية في البطولة القارية والتي لا يبدو ( واتمنى ان اكون مخطئا ) اننا لن نستطيع الوصول فيها الى المباراة النهائية !
يبدو لي أن اي ادارة مهما كان نشاطها فأنه يفترض منها أن تتطور مستويات ادائها وانجازاتها كلما تقدم بها الزمن بسبب حجم الخبرات والمعلومات المتراكمة التي أكتسبتها .. الا ان ادارة الهلال مؤخرا وتحديدا الموسم الحالي والماضي قد خالفت هذه الفرضية ! .. فبالرغم انها في بداية عهدها بالموسم الأول كانت قد تعرضت لظروف قاهرة جعلتها تخرج ببطولة وحيدة الا انها بعد ذلك في الموسمين الثاني والثالث تداركت تلك الظروف وتمكنت من تحقيق بطولتي الدوري والكأس خلال موسمين متتاليين مع مستويات مميزة وانجازات استثنائية والمنافسة بشكل لائق الى حد ما في البطولات الأخرى .. وعوضا ان نجدها في الموسمين الرابع والخامس ( الموسم الحالي ) قادرة على اضفاء المزيد من البطولات كالبطولة القارية التي يفترض ان ادارة الهلال قد اكتسبت من تجارب النسخ الماضية الكثير من الخبرات والمعارف التي تمكنها في أضعف الأحتمالات من بلوغ المباراة النهائية أو بطولة ككأس الأبطال التي لم نتمكن في سابقة غير معهودة أن نتمكن من الحصول عليها بالرغم من مشاركتنا فيها لـ 6 مرات متتالية منذ إقرارها ! .. نجد انفسنا نخرج من الدور الأول في بطولة كأس الأبطال أمام فريق لم يكن مطلوب من إدارته وجماهيره سوى الخروج من الأدوار الأولى بشرف ! .. وننال المركز الثاني بعد فريق الفتح الذي تمكن من تجاوزنا ذهابا وأيابا ويحصد منا 6 نقاط ( العلامة الكاملة ) ! .. وفي البطولة الاسيوية عدنا بحلاوة الروح وتأهلنا لدور الـ 16 من عنق الزجاجة ! .. في وضع يفترض منا ان نعيد النظر حيال ما هو مستقبل الهلال وسقف طموحاته ؟!
في كرة القدم أصبح النجاح يتطلب عوامل عديدة جدا من حيث كفاءة العناصر الادارية والفنية والطبية وقدرتهم في الوفاء بواجباتهم والتزاماتهم بكل أقتدار .. ولكن يبقى عنصري النجاح الرئيسيين يعتمدان على المال في المقام الأول ثم الأشخاص الذين يتم استشارتهم في رسم ملامح الفريق ومعرفة احتياجاته والعناصر المناسبة لتلبية هذه الأحتياجات في المقام الثاني .. ويبدو لي أن الهلال خلال الموسم الحالي والماضي لم يوفر الالتزامات المالية التي تمكنه من توفير العناصر التي تمكنه من الحفاظ على نجاحاته السابقة بدليل حضور اجهزة فنية ولاعبين سعوديين وغير سعوديين لم يتمكنوا من صناعة الفارق وفرض حضورهم وعطائهم الفني في ساحات الملاعب وامام الجماهير .. كما نجد ان غياب ما يمكن ان نطلق عليه ( المجموعة الاستشارية ) التي تساعد الرئيس في صناعة القرارات الفنية خاصة من حيث الحاجات والعناصر التي يحتاجها الفريق وايضا تتيح للرئيس مساحة للمفاضلة وقراءة وجهات النظر من طرفين عوضا ان يكون من طرف واحد ممثل بالمدير الفني فقط والذين عانينا منهم كثيرا في حقبة دول ومن بعده كمبواريه ودفعنا ثمن ذلك كثيرا في الموسم الماضي والحالي ،،،
بناء على المعطيات أعلاه .. فأن وجهة نظري تتجه نحو التالي :
1 - أن يكون الموسم القادم بغض النظر عن نتائج الهلال في البطولة الاسيوية حاليا معيارا لأكمال الرئيس فترة رئاسته الثانية او الأعتذار عن الأستمرار .. وذلك بناء على الانجازات والمستويات التي يمكن تحقيقها في منافسات الموسم المقبل إن شاء الله .
2 - من الضروري تكوين ما يمكن ان نطلق عليه ( المجموعة الاستشارية ) .. بحيث تضم عدد معين من الاعضاء 4 أو 5 أشخاص .. ويفضل أن يكونوا من العناصر الفنية التي خدمت الهلال ومعروفين بخبرتهم ومعرفتهم في تقديم المشورة الفنية مثل الكابتن فيصل أبو أثنين والكابتن نواف التمياط والاستاذ عادل البطي وإي شخصية تراها الادارة مناسبة في تحقيق الهدف من المجموعة .
وسوف تكون مهمة هذه المجموعة هي تقديم المشورة الفنية في التعاقد مع المدربين واللاعبين وتوفير احتياجات الفريق اللازمة من حيث العناصر البشرية والمادية وكذلك مناقشة الجهاز الفني في النتائج والخطط والتقارير التي يقدمها .. ويجب التركيز ان هذه مجموعة العمل سوف يكون دورها استشاريا في الاقتراحات والتوصيات ويبقى القرار ضمن صلاحيات الرئيس والمدير الفني مع اهمية التعاون بين الاطراف المختلفة لما يخدم مصلحة الهلال بحيث لا ينفرد المدير الفني بقرارات احادية الجانب او ارتجاليه دون وجود ما يبررها .
3 - المدرب زلاتكو وكذلك العناصر الفنية من المحترفين الغير سعوديين واحتياجات الفريق في المرحلة القادمة .. كل ذلك يتطلب اتخاذ القرارات اللازمة حياله في وقت مبكر حتى تتمكن الادارة من توفير الوقت الكاف لتلبية احتياجات الفريق .
لن اتحدث عن كفاءة المدرب زلاتكو .. فربما يكون مدرب متميز جدا ويقدم عمل رائع ولكن التوقيت قد خانه والعناصر لم تلبي افكاره ! .. كما لن اتحدث عن ويسلي او اوزيا او بوليفار او يونج او عودة الهرماش او مانجان .. فربما يكونوا مميزين ولم يوظفوا في المكان الصحيح ! .. ولن اتحدث اذا ما كنا في حاجة الشهري او الثنيان فربما امكانيات اللاعبان لا تتوافق مع احتياجات الهلال !
لذلك العمل على هذا الملف مبكرا وتكوين فريق استشاري مع توفير المتطلبات المالية .. كل ذلك سوف يساعد الهلال على بناء ملامح مستقبله وسقف طموحاته بشكل ايجابي بعيدا عن الاجتهادات او وضع كافة القرارات من مصدر وحيد !
هذا والله أعلم ،،،
( متفرقـات )
1 - عقد موبايلي اذا ما كانت هنالك رغبة مشتركة بين الهلال وموبايلي في تجديده يجب ان يأخذ بالاعتبار جوانب عدة من ضمنها ان تكون ( باقة الهلال ) منافسة لباقات موبايلي الأخرى من حيث تكاليف الاتصال المحلية والدولية وخدمات النت والرسائل النصية .
2 - خلال خمس سنوات ماضية لم يوفق الهلال في صفقة محلية استطاعت ان تثبت حضورها على الخارطة الهلالية سوى مع الكابتن ياسر الشهراني .. نأمل ان صفقات يوسف السالم وعطيف على قدر تطلعات الهلاليين .. وان لا تقل اي صفقات محلية قادمة عن مستوى نجم مثل الشهراني .
3 - لا يمكن ان نتجاهل حجم الانفاق الذي بذلته ادارة الهلال في منشئات النادي وايضا في تجديد التعاقدات مع لاعبي الهلال المحليين لخدمة الكيان لسنوات قادمة .. عمل جميل ومميز ويستحق كل الاشادة .. الا اننا كجماهير عادة ما نطمع بالمزيد .. والعشم على قدر المحبة .
4 - على مشارف اعتزال النجم سامي الجابر اتذكر اذا لم تخني الذاكرة انني طالبت بتوفير الفرص التعليمية والتدريبية لتأهيل هذا الاسطورة لكي يكون مدربا قادما للهلال .. مضت السنون ونحن الآن نتابع ابو عبدالله في فرنسا مع الجهاز الفني لفريق أوكسير .. الحلم اصبح قريبا ولكن لا اتمنى ان يشرف الجابر على الجهاز الفني في الموسم المقبل كما تشير بعض الاخبار .. واتمنى منحه مزيد من الوقت مع اوكسير فرنسا حتى تنضج الخبرة التدريبية لديه .
5 - عناصر الهلال حاليا تبشر بمستقبل جميل اذا ما تمكنت هذه الوجوه الواعدة من المحافظة على حضورها الفني من خلال المحافظة على مستوى طموحاتهم والتزامهم بتلبية هذه الطموحات .
ودمتـم في خيـر
