التعريف بآل سيدنا خالد بن الوليد، مع ذكر أقوال العلماء في انقراض ولده وانقطاع نسبه !!

أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم

التعريف بآل سيدنا خالد بن الوليد،
مع ذكر أقوال العلماء
في انقراض ولده وانقطاع نسبه!


جمع وترتيب
أبي معاوية
مازن بن عبد الرحمن البحصلي البيروتي

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وجميع صحبه، ومن اهتدى بهديه .

أما بعد، فسيدنا خالد بن الوليد المخزومي هو سيف الله تعالى، وفارس الإسلام، وليث المشاهد، السيد الإمام الأمير الكبير، قائد المجاهدين، أبو سليمان القرشي المخزومي المكي، هاجر مسلماً في صفر سنة ثمان، ثم سار غازياً، فشهد غزوة مؤتة، وشهد الفتح وحنيناً، وتأمّر في أيام النبي صلى الله عليه وسلم، واحتبس أدراعه ولأمته في سبيل الله، وحارب أهل الردة، ومسيلمة، وغزا العراق، واستظهر، ولم يبقَ في جسده قيد شبر إلا وعليه طابع الشهداء، عاش ستين سنة وقتل جماعة من الأبطال، ومات على فراشه سنة إحدى وعشرين، فلا قرّت أعين الجبناء!

وبحثي هذا كنت قد جمعت مسودته منذ قرابة سنتين ونصف، ثم كان آخر العهد به، فاستخرت الله تعالى في إنزاله الآن للفائدة بشقين؛ الشق الأول في ذكر العلماء القائلين بانقراض الولد وانقطاع النسب، والشق الآخر في ما وقفتُ عليه من آل سيدنا خالد بن الوليد قبل انقراضهم رحمهم الله، وسأشرع في الشق الأول بعون الله:

العلماء القائلون بانقطاع نسب سيدنا خالد بن الوليد رضي الله عنه

1 – النسّابة المصعب بن عبد الله الزبيري ( ت 233 هـ ):
قال في كتابه " نسب قريش ": وقد انقرض ولد خالد بن الوليد ؛ فلم يبق منهم أحد : ورثهم أيوب بن سلمة دارهم بالمدينة .

2 – الزبير بن بكار الزبيري ( ت 256 هـ ):
في كتابه " جمهرة نسب قريش " ( 2/ 738 ).

3 – محمد بن يوسف الكندي المؤرخ صاحب " تاريخ مصر " ( ت 350 هـ ):
وقال مجيباً الحكم المستنصر بالله عن أشياء من النسب: ( وقد انقرض ولد خالد بن الوليد من كل موضع، فلا يجب أن يُسمَع ممّن انتمى إليه ).
الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة ( 1 / 252 )

4 – ابن حزم الأندلسي ( ت 456 هـ ):
قال العلامة ابن حزم في " جمهرة أنساب العرب ": ولد خالد بن الوليد : المهاجر ؛ وعبد الرحمن ، ولي الجزيرة ، وشهد صفين مع معاوية ؛ وعبد الله ، قتل بالعراق : أمهم بنت أنس بن مدرك الخثعمي ؛ وسليمان وبه كان يكنى . فولد عبد الرحمن بن خالد : المهاجر ؛ وولد المهاجر : خالد ، روى عنه الزهري . وكثر ولد خالد بن الوليد حتى بلغوا نحو أربعين رجلاً ، وكانوا كلهم بالشام ؛ ثم انقرضوا كلهم في طاعون وقع ؛ فلم يبق لأحد منهم عقب .
وقال: ولد الوليد بن الوليد بن المغيرة : عبد الله ، وكان اسمه الوليد ، فسماه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) عبد الله ؛ فولد عبد الله : سلمة ؛ فولد سلمة بن عبد الله ؛ يعقوب ؛ وأيوب ، وأيوب هذا ورث آخر من بقي من ولد خالد بن الوليد. اهـ .
وقال ابن قتيبة في " المعارف ": وكان لخالد بن الوليد بالشام عدد كثير من الولد فقتل الطاعون منهم أربعين رجلاً فبادوا.

5 - علي بن محمد ابن الأثير ( ت 630 هـ ):
ترجم ابن الأثير في " اللباب في تهذيب الأنساب " لأبي علي حسان بن سعيد بن حسان بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن منيع بن خالد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد المخزومي المنيعي، وقال:
توفي لثلاث بقين من ذي القعدة سنة ثلاث وستين وأربع مئة بمرو الروذ وجماعة من أهله ينسبون كذلك،
قلت: لم يعقب عبد الرحمن بن خالد بن الوليد،
وقد ذكر الزبير بن بكار أن ولد خالد بن الوليد انقرضوا، وورثهم أيوب بن سلمة بن عبد الله بن الوليد بن المغيرة المخزومي، يجتمع أيوب وخالد بن الوليد بن المغيرة في الوليد بن المغيرة . اهـ.


6 - أحمد بن محمد ابن خلكان ( ت 681 هـ ):
ترجم في كتابه " وفيات الأعيان " لأبي عبد الله محمد بن نصر بن صغير بن داغر بن محمد بن خالد بن نصر بن داغر بن عبد الرحمن بن المهاجر بن خالد بن الوليد المخزومي، الخالدي الحلبي الملقب شرف المعالي عدة الدين، المعروف بابن القيسراني، وقال: هكذا أملى علي نسبه بعض حفدته ...
وكانت ولادة ابن القيسراني المذكور سنة ثمان وسبعين وأربعمائة بعكا. وتوفي ليلة الأربعاء الحادي والعشرين من شعبان سنة ثمان وأربعين وخمسمائة من شعبان سنة ثمان وأربعين وخمس مئة بمدينة دمشق، ودفن بمقبرة باب الفراديس، رحمه الله تعالى.
والخالدي: بفتح الخاء المعجمة وبعد الألف لام ثم دال مهملة، هذه النسبة إلى خالد بن الوليد المخزومي، رضي الله عنه؛ هكذا يزعم أهل بيته، وأكثر المؤرخين وعلماء الأنساب يقولون: إن خالدا رضي الله عنه، لم يتصل نسبه بل انقطع منذ زمان، والله أعلم.

7 – محمد بن محمد الأنصاري المراكشي ( ت 703 هـ )
قال في " الذيل والتكملة " ( 1 / 251 - 252 ): أحمد بن إبراهيم بن محمد بن أحمد المخزومي، قرطبي، كان يذكر هو وأبوه وعقبه أنهم من ذرية سيف الله وصاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد رضي الله عنه، ويأثرون ذلك عن أسلافهم، وقد أبى المعنيون بالنسب أن يكون لخالد بن الوليد عقب، فقال أبو عبد الله المصعب بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام – وكان من أعلم الناس بالنسب – بعدما ذكر خالد بن الوليد ومن أعقب منهم: ( ورثهم أيوب بن سلمة دارهم بالمدينة ) ...
وقال أبو عمر محمد ( في الأصل أحمد وهو خطأ ) بن يوسف المصري ( ت 350 هـ ) مجيباً الحكم المستنصر بالله عن أشياء من النسب: ( وقد انقرض ولد خالد بن الوليد من كل موضع، فلا يجب أن يُسمَع ممّن انتمى إليه ).
قال المصنف – عفا الله عنه - : فعلى هذا لا يصح لأحد نسبٌ إلى خالد بن الوليد إلا أن يكون بالولاء، والله أعلم . اهـ .