من روائع العلامة محمد ابو موسى

أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


منقول :


يقول العلامة محمدمحمد أبو موسى رئيس قسم البلاغة فيكلية اللغة العربية جامعة الأزهر رحمه الله
في مقدمة كتابه العظيم(التصوير البياني ):
العلم لاينمو في الكتب وإنما ينمو في الصدور ،
والصدور التي تنمو من غير أن يسكنها العلم صدور صدور فارغة لاتعمر ولاتحمي ولاتبني ،
وقل من علماء الصدر الأول من أسكن علمه في كتاب ،
وكانوا موقنين أن استمرار قوة الأمة ويقظتها وتفوقها لايكون إلا بمقدار
حظ أبنائها من العلوم التي توحد كلمتهم وتربط على قلوبهم ويشتد بها أزرهم وتفتح عيونهم على ما حولهم ن
وكانت هموم الأمة لاتغيب لحظة عن عيونهم
فلم تكن حلقاتهم التي يتحلق فيها طلابهم حولهم إلا مصانع لأحرار الرجال وعقلائهم،
وأهل الراي والحمية ،ولهذا كانو يجدون في صدورهم ما يعينهم على لأواء الدرس والمراجعة ،
لأن الغايات النبيلة تمد القلوب بالقوة والصبر ، كان كل عالم كأنه هو راعي هذه الأمة وحده
والمسؤول عنها وحده ،
وفرق كبير بين قاعة درس يدرس فيها الأستاذ منهجاً ويمتحن طلابه ويسلم نتائجهم إلى الجامعة
ثم يغسل يده من كل شيء ، وقاعة أخرى يقوم فيها حامل همٍّ وهمة ،
غايته أن يصنع لأمته رجالاً وعقولاً ،
وأن يبث اليقظة في النفوس ،
وأن ينفي عنها الغفلة ،
وأن يرسل النور في عيون من حوله ،
حتى ترى ظواهر الأشياء وبواطنها،
ويكون تعليم المنهج عنده سبيلاً إلى هذا كله وأكثر منه ،
همه :
أن يوقظ النائم ،
وأن يكشف الغفلة عن الغافل ،
وأن يشعل في القلوب لهيب الطموح والأمل .
فرق بين من يعلم العلم ومن يعلم معه العزة والأنفة والطموح والمجد ،
فرق بين أن أخرِّج من لاهم له إلا البحث عن لقمة العيش ن وبين أن أخرج من يرفض أن يعيش إلا حراً كريماً في وطنه.