كيف تجعل إعلانك يلتصق في ذهن المشاهد؟

كيف تجعل إعلانك يلتصق في ذهن المشاهد؟نشاهد في حياتنا اليومية الكثير من الإعلانات التجارية، فالإعلانات التجارية أصبحت مرافقة لنا في كل مكان، عند مشاهدة التلفاز نشاهد الإعلانات التلفزيونية، وعند سماع الراديو نستمع للإعلانات الإذاعية، وعند قراءة الصحف والمجلات نشاهد الإعلانات المطبوعة، وعند تصفح الانترنت نشاهد الإعلانات الالكترونية، وفي الطرقات نشاهد الإعلانات في اللوحات الإعلانية.. حتى وسائل النقل أصبحت تحتوي على إعلانات. هذا الزخم الإعلاني الكبير الذي نعيشه يفرض تحدياً كبيراً أمام الشركات، لذلك يجب أن تسعى الشركات لتصميم إعلانات إبداعية Creative Ads لكي تلفت انتباه المشاهد وتؤثر فيه وتحقق الأهداف المرجوّة من الإعلان.

ولا يكفي أن تكون الإعلانات إبداعية فحسب ولكن يجب أن تلتصق في ذهن المستهلك وأن يتذكرها لفترة طويلة من الزمن، فنحن نشاهد عدداً كبيراً من الإعلانات ولكن يبقى عدد قليل من هذه الإعلانات ملتصقاً بذهننا.

ولكن كيف نخلق إعلاناً إبداعياً يلتصق بذهن المشاهد أو ما يسمّى Sticky Ads؟

يحدد كتّاب الإعلان ست خصائص للإعلانات لكي تكون إعلانات تلتصق بذهن المستهلك. هذه الخصائص مجموعة في كلمة SUCCESs وهي اختصار للأحرف الأولى للكلمات
Simplicity, Unexpectedness, Concreteness, Credibility, Emotionality, Storytelling
حرف s في نهاية كلمة SUCCESs يأتي للدلالة على كلمة stickiness أي الالتصاق.
البساطة Simplicity:

الأشياء البسيطة تلفت انتباه الإنسان أكثر من الأشياء المعقدة، فالإنسان يميل إلى البساطة ويتجاهل الأشياء المعقدة الصعبة الفهم، لذلك يجب أن يكون الإعلان بسيطاً ولكن يعطي معنى عميقاً في آن واحد، ويجب أن يعكس الإعلان جوهر المنتج أو الماركة التي يتم الإعلان عنها ولكن بشكل بسيط يفهمه جميع المتلقين للإعلان. الإعلانات المعقدة تفشل في إيصال جوهر الماركة إلى متلقي الإعلان، وعلى الرغم من أن البساطة من أكثر العوامل أهمية في نجاح الإعلان يعتبر العنصر الأكثر تجاهلاً من قبل مصمّمي الإعلانات.
عنصر البساطة في الإعلان مهم جداً لأن فترة عرض الإعلان تكون عادة ثواني معدودة أو لا تتجاوز الدقيقة الواحدة، فالعناصر المعقدة تحتاج إلى فترة من التحليل في ذهن المتلقي فيتجاهل المتلقي العناصر المعقدة في الإعلان بينما تلفت انتباهه العناصر البسيطة.
غير متوقع Unexpectedness:

الأشياء العادية التي اعتاد الإنسان رؤيتها لا تلفت انتباهه ولكن الاشياء غير المتوقعة تلفت انتباه الإنسان فعندما يُصمَّم إعلان يعطي فكرة غير متوقعة للمشاهد فإن هذه الفكرة غير المتوقعة تثير انتباه المشاهد وتجعله يهتم بالإعلان.

هذا الإعلان يوضح خاصية غير متوقعة


يظهر في إعلان شركة Skoda Fabia أن الطباخين يصنعون الكيك ويظن المشاهد أن الإعلان هو إعلان لمنتج الكيك، وفي نهاية الإعلان يُفاجأ المشاهد بأن الطباخين شكلوا سيارة Skoda Fabia. الملموسيةConcreteness :

لكي تلتصق الإعلانات بذهن المشاهد يجب أن تكون أقرب إلى الملموسية أي توضيح خصائص المنتج بشكل عملي ملموس حيث لا يكفي إعطاء معلومات مجردة عن المنتج دون توضيح عملي لهذه الأفكار لأن الإنسان يتذكر المعلومات الملموسة أكثر من المعلومات المجردة. من أشهر الإعلانات التي توضح عنصر الملموسية إعلان شركة Honda Accord الذي يسمّى إعلان المُسَنن Cog.
رابط الفيديو:


هذا الإعلان أظهر كيفية تجميع أجزاء السيارة وأعجوبة الميكانيك التي تصنع سيارة Accord Honda وهذا يعطي دليلاً ملموساً على كيفية صناعة سيارة Accord Honda فهذا الإعلان يلتصق بذهن المستهلك لأنه شرح الأفكار بشكل عملي ملموس فهو أفضل بكثير من ذكر عبارات مجردة بدون تمثيل ملموس لها مثل عبارة صناعة سيارة Accord تمت بأفضل المعايير وأفضل التجهيزات أو أي عبارة أخرى.
المصداقية Credibility:

لكي تلتصق الإعلانات في ذهن المشاهد يجب أن تكون الإعلانات تحمل أفكاراً قابلة للتصديق وحقيقية وليست معلومات كاذبة ومزيّفة.

عاطفية Emotionality:

المشاهدون يتأثرون بالعواطف الموجودة في الإعلان حيث يمكن للمعلنين أن يجعلوا المشاهدين يهتمون بماركاتهم من خلال التركيز على العواطف المناسبة لمنتجاتهم حيث أثبتت الدراسات أن كثيراً من المنتجات يتم شراؤها نتيجة التأثير العاطفي على المستهلك في الإعلانات، يمكن استخدام العواطف الإيجابية في الإعلانات مثل الرومانسية، الحنين، العطف على الصغار، الشفقة، المرح، الإثارة، أو استخدام العواطف السلبية مثل الخوف، الذنب، الكراهية، الندم.
منتجات العطور تُربط عادة بالعواطف الرومانسية لأنها مناسبة لهذه العواطف، ومنتجات الأطفال ترتبط بعاطفة الأمومة لكي تؤثر على الأم وتشتري هذه المنتجات لأطفالها، فعلى المعلنين اختيار العاطفة المناسبة للمنتج أو الماركة المعلن عنها.
رواية قصة Storytelling:

إن ربط الإعلان بقصة تُروى من خلال الإعلان يساعد كثيراً في التصاق الإعلان بذهن المشاهد، وعادة يربط المعلنون العناصر الأساسية في الماركة مع مجريات القصة حيث يتابع المشاهد الإعلان لكي يتعرّف إلى مجريات القصة ويربط هذه القصة مع الماركة المعلن عنها. في إعلانات المنتجات الغذائية عادة تُربط الماركة بقصة نجاح المستهلك الذي يتناول هذا المنتج الغذائي.
إعلانات ماركة Milo تركز دائماً على نجاح الأشخاص الذين يتناولون مشروب Milo نتيجة احتوائه على العناصر الغذائية المهمة التي تزوّد الإنسان بالطاقة.
وأخيراً ليس بالضرورة أن تجتمع الخصائص الست في الإعلان لكي يلتصق بذهن المشاهد، قد تكفي خاصتان أو ثلاث خصائص.
تابعوني ==