معـتــز «الاعتـراف» قبـل «الاحتـراف»!

بسم الله الرحمن الرحيم

جرّ لاعب الأهلي معتز الموسى ناديه إلى منطقة لم يكن ينتظرها أو يتوقعها صانعو القرار في البيت الأهلاوي،
بإصراره على الدخول في الفترة المحمية « الأشهر الستة »، ليضع ناديه في موقف حرج أمام جمهوره،
في ظل العروض التي يتوقع، وربما - يتوهم - أنها ستنهال عليه بعد أن يكون اللاعب حراً في التسجيل والاختيار!

لن يلوم أحد « معتز » على مطالبته برفع العرض المقدم له من ناديه،
ولن يلومه أحد على اختياره القادم، سواء بقي في الأهلي، أم غادره إلى نادٍ آخر، فهذا عصر الاحتراف، ومن حق اللاعب أن يقبل العرض المقدم له أو يرفضه، طالما أننا نلوك هذه الكلمة « احتراف »!

لكنني أطالب معتز وغيره من اللاعبين المحترفين، بأن يتركوا احتراف اللعبة قليلاً، ويقدموا لنا شيئاً من الـ«اعتراف»، ماذا قدموا، وماذا أخذوا، وهل ما قدموه يوازي ما أخذوه؟ أم أن ما قدمه له النادي من مال وشهرة، ووصول إلى المنتخبات، وعلاقة مع الجمهور، يفوق ما قدمه اللاعب!

تلك قضية، بل هي إشكالية كبيرة، فلاعب مثل معتز الموسى لا يشكك أحد في أن مستواه يتطور من موسم إلى آخر، ولولا أنه في النادي الأهلي، لما وصل إلى هذه المكانة التي جعلته مع أول تجديد لعقده مع ناديه، يتعامل مع النادي الذي قدمه إلى عالم النجومية بطريقة «لوي ذراع»!

ومهما كان، فإن معتز الموسى يبقى أحد اللاعبين الذين قدموا أنفسهم بشكل جيد في الموسمين الماضيين، لكنني غير مقتنع ببعض الأرقام التي يطالب بها بعض اللاعبين عند تجديد عقودهم، ومنهم معتز الموسى، فالـ«خمسة ملايين» عن كل عام، ولـ«خمسة مواسم»، تعتبر أرقاماً فلكية!

فموارد الأندية الضعيفة، وعقود رعايتها غير الواضحة حتى الآن، مع تذبذب مستويات اللاعبين، تجعل صناع القرار في أي نادٍ، ومنها النادي الأهلي، تفرض مطالبها على اللاعب، وترفض بالتالي بعض مطالبه التعجيزية في نظرها، خصوصاً ما يتعلق بالفترة الزمنية للعقد الجديد!

وحتى لا يعتقد البعض أنني أقف مع المفاوض الأهلاوي ضد معتز، فهذا ليس من عادتي، ولا من أخلاقياتي كإعلامي وناقد، إلا أن بعض اللاعبين يتناسون ربما بقصد أو من دون قصد، أن مستوياتهم عادة ما تكون متذبذبة، وهذا في ظل الرصد الذي يسجله النادي للاعبيه، سيكون محرجاً للاعب أمام الجمهور والنقاد الرياضيين!

خلاصة القول، أنه إذا ما أراد «معتز» البقاء في ناديه الأهلي، فإن عليه أولاً أن يجلس مع المفاوض الأهلاوي، وأن تكون لديه المرونة الكافية، وهي بالعامية تقديم «بعض التنازلات»، حتى يصل مع ناديه إلى نقطة اتفاق، وبعدها عليه أن يقرر وجهته المقبلة!

عبدالله الشيخي
http://www.inewsarabia.com/20/%D9%85...8%A7%D9%81.htm