التبرك بتلاوة القرآن الكريم
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين وعلى آله وأصحابه الغر الميامين وبعد :
قال سبحانه وتعالى آمرا بتلاوة كتابه الكريم {وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً }الكهف27
وقال رسوله صلى الله عليه وسلم (( اقرأوا القرآن فإنه يأتي شفيعا لأصحابه )) (1)
وقال جل وعلا في بيان فضل تلاوة القرآن المجيد (( إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ{29} لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ{30})) . وأما الأحاديث في ذلك فكثيره جدا .
منها ما جاء في حديث عقبه بن عامر رضي الله عنه ، المخرج في صحيح مسلم وفيه قوله صلى الله عليه وسلم : (( أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله عزوجل خير له من ناقتين ، وثلاث خير له من ثلاث ، وأربع خير له من أربع ، ومن اعدادهن من الإبل )) (2) .
ومنها ماجاء في حديث أبي هريره رضي الله عنه المخرج في صحيح مسلم أيضا وفيه (( وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم ، إلا نزلت عليهم السكينه ،
وغشيتهم الرحمة ، وحفتهم الملائكة ، وذكرهم الله فيمن عنده )) (3)
وقد ثبت في الصحيحين دنو الملائكة واستماعهم لقراءة أسيد بن حضير رضي الله عنه (4)
وروى الترمذي عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة ، والحسنة بعشر أمثالها ، لاأقول ألم حرف ، ولكن ألف حرف ، ولام حرف ، وميم حرف )) (5)
وأخيرا أذكر المثل الذي ضربه نبينا صلى الله عليه وسلم لمن يقرأ القرآن أو يتركه ، مؤمنا كان أو منافقا . فقد روى الشيخان عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجّة ، ريحها طيب وطعمها طيب ، ومثل المؤمن الذي لايقرأ القرآن مثل التمرة ، لاريح لها وطعمها حلو ، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ، ريحها طيب وطعمها مـر ، ومثل المنافق الذي لايقرأ القرآن كمثل الحنظلة ، ليس لها ريح وطعمها مر)) (6) ..
هذا مجمل فضائل وبركات تلاوة القرآن الكريم الدينيه .
ومن البركات والمصالح الدنيويه : الاستشفاء به والانتفاع من الرقية ببعض سوره وآياته وهذه الفضائل والبركات الدنيويه والخروية المتقدمه ، وغيرها مما أعده الله تعالى من الخير العظيم والأجر الجزيل لقراءة كتابه تشمل جميع آيات القرآن الكريم .
وقد وردت السنة بتخصيص بعض سوره وآياته بالفضل كما هو مشهور . من ذلك سورة الفاتحة التي لاتصح الصلاة إلا بها .
ومثل سورتي البقرة وآل عمران اللتين قال فيهما النبي صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه الامام مسلم : (( اقرأوا الزهراوين (7) : البقرة وسورة آل عمران ، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غيايتان (8) ، أو كأنهم فِرقان من طير صواف ، تحاجان عن أصحابهما )) .
وقال صلى الله عليه وسلم بعد ذلك في شأن سورة البقرة (( اقرأوا سورة البقرة ، فإن أخذها بركة ، وتركها حسرة ، ولايستطيعها البطلة (9) )) (10) .
ومن بركات سورة البقرة أن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه ، كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم (11) .
وفي هذه السورة أيضا آية الكرسي التي هي أعظم آية في كتاب الله تعالى ، والتي تشمل على بركات وفضائل خاصة في الدنيا والآخرة . ومن السور المخصصة بالفضيلة أيضا سورة الاخلاص ، وسورتا المعوذتين ، وغيرهما . (12)
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .
الهوامــــــــــــــش
ـــــــــــــــــــــــــ ــــ
(1) رواه الامام مسلم 1/553 من حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه
(2) صحيح مسلم 1/553
(3) صحيح مسلم 4/2074
(4) انظر صحيح البخاري 6/106 وصحيح مسلم 1/548
(5) أخرجه الترمذي 5/175 وقال هذا حديث حسن صحيح وأخرجه الدارمي في سننه موقوفا . والحديث صححه الالباني رحمه الله . أنظر صحيح الجامع الصغير5 /340
(6) صحيح البخاري 6/115 وصحيح مسلم 1/549 واللفظ لمسلم
(7) أي المنيرتين ، واحدتهما زهراء : أي بيضاء نيره . من كتاب النهايه لابن الاثير 2/321 بتصرف
(8) الغياية : كل شئ أظل الانسان فوق رأسه كالسحابة وغيرها . النهايه لابن الأثير 3/403
(9) جاء في صحيح مسلم بعد نهاية هذا الحديث (قال معاوية ـ احد رجال إسناد الحديث ـ : بلغني أن البطلة : السحرة) .
(10) جزء من حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه أخرجه الامام مسلم في صحيحه 1/553
(11) أنظر صحيح مسلم 1/539
(12) لمعرفة مايتعلق بالسور والآيات الخاصة بالفضل انظر مثلا : شرح السنة للإمام البغوي 4/444 ـــ 480 وتحفة الذاكرين للشوكاني ص 263 ـــ 277
