المعلِّم المشكلة.. وراتب الوزير!!

14 جمادى الأولى 1434-2013-03-2612:58 am

المعلِّم المشكلة.. وراتب الوزير!!

يُثبت لنا مسؤولو التربية والتعليم يوماً بعد يوم أنهم بعيدون كل البُعد عن واقع تعليمهم، وذاك يتمثل جلياً في تصريحاتهم وآرائهم، التي تتناقلها وسائل الإعلام، ومنها الإعلام الجديد بأنواعه وأشكاله كافة؛ الأمر الذي سيزيد من الهوة بين مسؤولي التربية ومنسوبي التربية من معلمين ومعلمات، التي ما زالت تتسع دون أن تجد من يردمها أو يحاول أن يلغيها حتى لا تكبر أكثر؛ وبالتالي يصعب ردمها بالكلية!!
تناقلت لنا وسائل الإعلام تصريحاً وكلاماً منسوباً لوزير التربية والتعليم، نُشر في صحيفة "الحياة"، أن المعلم السعودي يتقاضى راتباً أكثر من نظرائه في أرقى الدول الأوروبية، مبيناً أن حل المشكلات التعليمية يكمن في المعلم، كما أنه يمثل المشكلة في الوقت نفسه!! ومؤكداً أن مشاكل التعليم لها أكثر من 30 عاماً، ومبيناً أنها لن تحل في يوم وليلة!!
لطالما خاطب عدد من الكتّاب الغيورين مسؤولي التربية بأن يعتبروا المعلمين والمعلمات شركاء لهم في التربية والتعليم، لا أعداء ولا منافسين، ولا هم في حلبة صراع يتم تبادل التهم فيما بينهم عند كل مناسبة!! وطالما بقيت هذه النظرة القاصرة في تبادل التهم فلا نسأل أبداً عن أي تطور حقيقي للتربية والتعليم في بلادنا!!
ولأن الشيء بالشيء يُذكر فمن حق المعلمين والمعلمات يا معالي الوزير مقارنة راتبك ورواتب مساعديك برواتب الوزراء والمسؤولين في التربية في أرقى الدول الأوروبية؛ لكي يروا من يأخذ راتباً أعلى، أنتم أم هم؟! وتلك مقارنة عادلة، من حق المعلمين والمعلمات المطالبة بها، طالما أنت فتحت المجال بالمقارنة بينهم وبين رواتب المعلمين في الدول الأوروبية الراقية!!
وختاماً.. يا مسؤولي التربية، سبق أن خاطبتكم من هذا المنبر، ليس عيباً أن تعترفوا بعدم نجاحكم في قيادة دفة التربية والتعليم وتقدمها في بلادنا، بدلاً من تحميل كل المشكلات التعليمية على المعلمين والمعلمات، وتبرئة مسؤولي التربية من كل المشكلات، التي أنتم المعنيون بحلها، وليس المعلمين والمعلمات، وبألا تتحججوا بعدم حل مشاكل التعليم في يوم وليلة؛ فماذا عملتم لحل تلك المشكلات، التي لها أكثر من 30 عاماً بحسب تصريحكم؟!