الملكي .... والنشالين للكاتب المبدع عبد العزيز النهدي

عندما أراد الهلاليون إقناع الشارع الرياضي بأنهم الأحق بلقب النادي الملكي جاءوا بباص الناقور "المنتظر".. ووشموا على أضلاعه اللقب الكبير قسرا وعنوة.. والتقطوا صورة أو صورتين تذكارية في داخله، مبتسمين.. ولا أحد يعرف إن كانوا قد فرفروا به في شوارع العاصمة لإقناع كل الذين لم يقتنعوا ولم يجدوا صلة بين هذا النادي وهذه الكنية.

◄ وعندما أراد الأهلاويون, حفظ شهادة التاريخ الذي لم تصنعه نشرات الأخبار.. ولم توثقه حافلات النقل.. أزاحوا اللثام عن "متحف الملكي" المهيب بالذكريات البديعة والأمجاد المؤثلة والكؤوس التي سكنته للأبد ومنها كؤوس الملك التي أصبحت رقما أخضر بعد أن أذعنت للأهلي في منصات الذهب.

◄ والفرق بين "المتحف" الملكي و"الباص" الملكي أن الأول سيكون مزارا تاريخيا دائما يتوافد إليه الرياضيون.. فيما الثاني سيكون مريضا في إحدى الورش أو مصروعا في إحدى التشاليح بعد وقت ليس طويل.. وقد تصادفه بعد موسمين في طرقات الرياض وقد تحول إلى باص مناحي" مذيِّل بعبارة "تحذير: وقوف متكرر" وعلى جانبيه دليل الوجهة "منفوحة - البطحاء - عليشة والعودة في نفس الاتجاه"!

◄ وإذا كان المصريون قد علقوا لافتات على شواطئ النيل تحذر السياح من النشالين في الخمسينات والستينات الميلادية من القرن الماضي.. فالأجدى للأهلي أن يعلق لافتات مماثلة أمام كل مكتسباته التاريخية.. من الألقاب والمسميات والأولويات.. فهناك من قرروا إدخال أياديهم العابثة في ذاكرة السنين وجراب الأيام.. لينسبوا لأنديتهم المعتازة ما لا يستحقون.