توفي صديقي فكتبت له هذه الخاطره

بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحـيم .... والصلاة والسلام على سيد الخلق والمرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه
أجمعين أما بعد :


أخواني ..... أخواني .....



أضع بين يديكم ( جديدي ) من المر العذب ...... ( حديثي ) من الحزن المعطر.....

هذا اليوم لن ( أتغزل ) فيمن أحببت ... أو ( أصف ) لكم من شاب لها رأسي.....


في هذه المقالة سوف أبحر بكم عن ( أحد أعز أصدقائي ) التي وافته المنية يوم.... امس عندما كان في طريقه


لعمله ....... توفي أثر حادث مروري ....... رحمه الله رحمة واسعه ( )



كنت أنا وإياه كالعين للرمش..... فهو يستشيرني في صغيرته قبل الكبيرة ..... وأنا كذلك..... أعتبره أخي الكبير

وصديقي الجدير ( بصداقتي ) .

علاقتنا ليس وليدة يوم وليلة ...... منذ الطفولة و( أنا ) أعرفه وهو ( صديقي )......

تبادلنا الضحكات.... القفشات.... حتى الأحزان كان لها نصيباً من وقتنا... كان يغليني وكنت أضعه في

صف أخوتي.....

منذ الطفولة وأنا أقدرهـ أغليه أعزهـ أحبه.... هكذا كان صديقي...... كان مثالاً للرجل الطيب ...

المتواضع.... البار بوالديه..... المحتـرم حتى النهاية.... وذلك الصديق الذي الضحكة لاتفارق محياهـ

لعبنا مع بعض ( الكورة ) وغنيـنا ( لأبو نورة )......كنا نلعب في ذلك الشارع.... المليء بالغبار...

كنا نضحك .... وننبسط ....ونتناقش سوياً.....

كنا أصحاب أصدقاء وأوفياء ولكن الزمن لعب لعبته فقد أخذهـ مني ..... أخذ صديقي

لن أستطيع أن أعبر عنه فأنا والله لأقدر أن أفكر فيه فالتفكير فيه شيء ( صعب )


قبل أن يسافر قال لي وبعد أحد المباريات :

( المفروض ياسر يشووت من البدااية ) ولم يعلم أنه لن يرى ياسر ولاغيره مرة أخرى

كان يقول :
( الحكم ضيع علينا بلنتي ) ولم يكن يعلم أنه هو من سيضيع عن الدنيــا بعد قليل.....

كان يقول :

( المباراة هذي أقوى من المباراة اللي راحت ) ولم يكن يدري أن الله لن يريه أي دقيقة من أية مباراة

كان يقول :

( الوعد المباراة الجاية .... نوريكم وش نزين ) ولم يكن يدري أننا لن نشاهد المباراة القادمة معه

استرجعت الذاكرة بعد وفاته ..... وحفظت الكلمات التي نطقت بها شفاته......


كان يحبني ..... يموت فيني..... يغليني ........................ وأنا كنت كذلك

ربما كان اصغر مني ولكن فارق السنتين لم تمنع من أن أعتبره أعز أصدقائي على الإطلاق ....

حتى همومي وغمومي كان يشاركني فيهــا.....

كنا نتفق سوياً حتى على أبسط الأمور إلا في مجال ( الكورة ) فكنا أعداء لإننا لانرضى الهزيمة

وهو له فريق وأنا لي فريق.......


وبعد المباراة تجدهـ جالساً في بيتنا أو تجدني متكئاً في غرفته.........


آه .... آه ..... عندما أشترى له والده سيارة كان أول من ( شاهدها ) أنا ....... ولم يكن يعلم إن هذه السيارة

هي أحد أسباب رحيله......

فياليت ( أبوهـ ) لم يشتري له سيارة وياليت ( رجله ) أنقصت يوم ذهب ( بيطلع ) رخصة..

ولكن ( ياليت ماتبني بيت) وإلا فات الفوت ماينفع الصوت......


ذهب يوم امس بعد نهاية أحد المباريات ...... إلى مقر عمله.... وفي الطريق تعرض لحادث مروري

أنتقل على أثره للرفيق الأعلى.......... سبحان الله ..


كان جالس ( معنا) نشاهد المباراة ولم إنتهت يذهب إلى العمل ومن ( الغد ) تأتي الصاعقة أنه توفي

ماذا توفي ...... تكفوووون لاتقووولووووون هالكلمة ( أكرهها وأخاف منهـا )

نعم لقد مااات..... لقد مات أعز أصدقائيي..... لقد مت ياغالي .......


لم أستحمل الصدمة....... أنهمرت الدمووع....... توقفت القلووووب..... تيبست الشفاة ..... يوم عصيب هذا

كيف ..... وليش..... وشلوووون.......


بصراحة موقف صعب جداً جداً جداً............... ولكن قدر الله وماشاء فعل..... اللهم لاإعتراض

أنا أشد من أزر أخوته ....... ولكن من يشد من أزري أنا........نعم لقد مات الغالي على قلبي

أتظاهر أمامهم أنني لم أتأثر و ( قلبي ) ينزف........ أقول لهم أن ( الموت ) حق وأني متيقن من هذا

الشيء ولكن في قناعة نفسي أقول ( بس فلااان ياللله...؟؟؟ )


عندما ذهبت إلى المنزل ...... بكيت ..... بكيت .... وبكيت ..... شفت البكاء لم يفدني..... بل أنني تذكرت أيام

الطفولة البريئة والسعادة المطلقة....... والشقاوة .


قلت : يارب أين هو الأن.....؟ هل هو عند منكر ونكير.......؟ هل سيتحاسب الأن.....؟ يارب أرحمه وثبت


نزله.... واغفر ذنوبه...... اللهم أرحمه وأغفر له وأسكنه منزلاً مباركاً عندك ...



......مأقول غير ( رحمك الله رحمة واسعه)

أخوي الغالي ( ,,,,,) فأسمك يعطر كل مافي ..... وربي إن أسمك له مكانته في قلبي لن أقول لك سوى

رحمك الله رحمة واسعة.... وأسكنك فسيح جناته ...... وغفر الله ذنوبك ومعاصيك ...... ونقاك من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس..
منقووول
تحياتي....