موقف طالب العلم من الأحاديث التي لم يُجمِع العلماء على صحتها.

أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


أنّ الأحاديث التي لم يُجمِع العلماء على صحتها التصحيح والتضعيف اجتهاديّ، مبنيٌّ على اجتهاد العلماء، وطالب العلم كما نقول له ينبغي أن تجتهد في الترجيح بين أقوال أهل العلم في الفقه؛ كذلك ينبغي أن تجتهد في الترجيح بين أقوال أهل العلم في التصحيح والتضعيف.
وكما أنّا نقول إنّ التقليد في الفقه لمجرّد قول القائل أو لشأن القائل مع قدرة العبد على عدم التقليد مذموم؛ فكذلك نقول في التصحيح والتضعيف.
إنّ التقليد لقول إمام من الأئمة مع قدرة طالب العلم على النظر والترجيح يكون مذمومًا، كما في الاجتهادات الفقهية، أمّا من لم يكن قادرًا فهذا كما في الفقه يسعه أن يقلِّد عالمًا يثق بدرايته في الباب. أقول هذا لأنّ كثيرًا من طلاب العلم قد يقلّدون إمامًا من الأئمة في هذا الباب سواء من المتقدِّمين أو المتأخرين ويقول القول ما قالت جذامي.

إذا قَالَتْ جَذَامِيْ القَولَ فَصدِّقوها فإنّ القَولَ ما قَالَتْ جَذَامِي

وهذا في الحقيقة ليس بمنهج صحيح، وإنما المنهج الصحيح أن نعرف للأئمة في هذا الباب قدرهم وشأنهم ونعرف لهم عظيم علمهم ونجتهد في الترجيح بين أقوالهم إذا كنا قادرين على هذا الأمر.(*)






(*) ذكر ذلك الشيخ د. سليمان بن سليم الله الرحيلي استاذ الدراسات العيا بكلية الشريعة بالجامعة الإسلامية على شرحه لكتاب (آداب المشي إلى الصلاة)