بدأت يا سمو الأمير .. فأياك والتراجع .. فالكرة الحديدية لم تعد كما كانت ..!!

يروى أن ثريــا اشترى فيلا صغيرا ونقله الى حديقته الخاصـــة المجاورة لقصره .. وفعلا أختار له مكانــا يتناسب مع جلالة قدره وضخامة جسمه بعد أن قيــده بسلاسل ضخمـــة في طرفها كرة حديدية أجبرت ذلك الفيل أن يصبح حبيســـا لذلك المكان بعد أن حاول عدة مرات التخلص من تلك الكرة التي أدمت قدميه وآلمته بثقلهـــا .. إلا أن تلك السلاسل والوقت والخوف من الألم أجبرته أن يستسلم لليأس الذي تسرب الى داخلــــه ..!!

وبعد أن تأكد صاحب الحديقة من تسرب اليأس الى قلب ذلك الفيل حضر ذات مساء و بصحبــــته مربي الحضيرة لاستبدال تلك الكرة الحديدية بأخرى خشبية .. وفي الصباح الباكر ومن شرفة القصر كان الثري يراقب ما سيحدث .. إلا أن الفيل استمر كما كان من قبل تمامًا لأنه قد تبرمج واقنع ذاته بعدم قدرته على ايجاد حلول منطقية لتخليص من تلك السلاسل ليكون بائســـا ضعيفـــا في نظر الأخرين رغم ضخامة وقوة جسمه ..!!

وفي أحدى الليالي زار فتى صغير تلك الحديقـــة وما أن شاهد الفيل حتى بادر مالك الحديقة : يا سيدي ليتك تشرح لي كيف أن هذا الفيل القوي لم يستطع التخلص من هذه الكرة الخشبية ؟

فرد مالك الحديقـــة : بالطبع أنت تعلم أن هذا الفيل قوي ويستطيع التخلص من هذه الكرة في أي وقت يشاء .. ولكن مالا تعرفه أن هذا الفيل لا يعلم أن لديه القدرة على فعل ذلك .. و معظم الناس يا صغيري تبرمجوا منذ الصغر على أن يتصرفوا بطريقة معينة بل ويعتقدوا أنها قدر لا مناص منه ، لذا استمروا في حياتهم بنفس التصرفات تمامًا مثل هذا الفيل ، وأصبحوا سجناء في برمجتهم لا يحصلون على ما يستحقون في حياتهم ..!!

وقبل أن يتفرقـــا .. همس الثري في أذن الطفل : إن قـُبـِل ذلك في الفيل فهل سيِقبل ياصغيري ممن فضل بـ( العقل ) وقوة الأرادة .. وليكون التغيير يا بُني أمر حتمي لا مفر منـــه لابد أن يصاحبه قوة إرادة .. فالحياة كلها تتغير والظروف والأحوال تتغير .. حتى نحن ياصغيري نتغير من الداخل في كل يوم تشرق الشمس فيه لتزداد خبرتك وثقافتك ويزداد عقلك نضجًا وإرادتك ثباتــا ؛ ولكن يجب أن يكون التغيير للمصلحة لتكون مقنعـــة لكل من يراقب الحدث ..!!

و هذا مافعله الأتحادي السعودي وبكل أسف في أنديتنا المحلية التي قيدهـــا من معصمها بقوانين لم تراع سوى مصالحه .. ليجبرها عبر عقود من الزمن ( مقتنعة أو غير مقتنعة ) أنه هو الوطن دون سواه من تلك الأندية رغم أنها جزء منـــه بل إنه قائم عليهـــا كما أنها معتمدة عليـــه .. إلا أن تصريح الأمير عبدالرحمن بن مساعد رئيس نادي الهلال بعدم مشاركة لاعبي الأزرق في جميع البطولات الغير معترف بهـــا ( الأرادة ) التي نحتاجــها منذ زمن للتخلص من تلك الكرة الحديدية التي أذاقت أنديتنا الظلم في عدد من المناسبات المحلية والقاريـــة والتي نشهد أخر شوكها بأذن الله متى ما اقتنع رؤساء الأندية بقدرتهم على ذلك بدعم الموقف الذي تبناه رئيس الهلال تجاه بطولة ( التضامن الأسلامي ) التي أعدها محك حقيقي لأرادة ترغب في استعادة حق سلب منذ زمن ..!!

رغم يقيني أن ذلك الموقف سيصحبه فرقعات اعلامية وضجيج مفتعل تحت بند الوطنيـــة المزعومة التي قسمت حبة الفول .. لتسلب الأنتماء الصادق من كل من داخل تلك الأرادة كما كانت تفعل من قبل .. لأنهم يريدون أن يكون وحدهم في نظر الأخرين الأمنــاء والوطنيون الذي يبحثون عن عز الوطن .. وحين يبادلهم الأخرون تلك الأمانة فيما ولوا أمره .. حتما ستخرج تلك الكرة لتكبلهم بها .. ولكنها هذه المرة لم تعد كما كانت في السابق حديديــــة .. واسألوا ذلك الطفل ..!!

رئيس الهلال كنت أول من دخل تلك الدائرة ( ارادة التغيير ) فكن أخر من يخرج منها .. والزمن كفيل بأن يعيد الأمور الى نصابهــــا .. وثق أن ما كان بالأمس صعبا عسيرا أصبح اليوم ممكن لا ينقصه سوى الأرادة وقد بدأت فاياك أن تتراجع .. فالتاريخ لا يسجل في صفحاته إلا من يصنع التغيير ويحدث الفرق .. وتذكر أن من سينتقدك اليوم حتما سيمطرك غدا بالثنـــاء .. لأن المصلحة الصادقة هي من تجعل الثمر لذيذ الطعم ..!!

أحبتي .. لاشك أن موقف الأمير عبدالرحمن بن مساعد في غاية الحساسية بالنسبة له .. بل وقد يدخله نفق هو في غنى عنه ولكن الأمانة اجبرته مرغما أن يفعل ذلك .. فكما أن الاتحاد السعودي يدندن على أنغام المصلحة التي أجبرته على تلك البربســـة ليحفظ للمنتخب السعودي حقـــه ضاربا بزغب الحواصل عرض الحائط .. فمن حق الجزء أن يفعل كما يفعل الأب في الحفاظ على مكتسباته .. فإن رفض ذلك كان شقه مائل حين منح لنفسه ما حرمه على الأخرين .. وحينها كان أميرنا المنصف .. فهل نخذل من أنصفنا ..!!







الظــاهـرة