لا إستخفاف .. ضد الإرجاف

بسم الله الرحمن الرحيم










الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين






السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد
















يهتم غالب الناس بالأمن ـ وهذا من فطرة الإنسان ـ ويعملون على تأمين وسائله المحيطة بهم والحرص على أخبارهـ في مجتمعهم والمجتمعات المجاورة لهم






ولكنهم يغفلون للأسف عن أهم الوسائل المناهضة والمتعارضة مع استتباب هذهـ النعمة العظيمة؛ ألا وهي وسيلة نقل الأخبار وتداولها فيما بينهم






فآفة الآخبار رواتها ، والمرض الذي لا يروض هو الخبر الذي ينتشر كانتشار النار بالهشيم خصوصاً عندما يكون خبراً سيئاً وغير مفيد






فيحسب في جانب الإخلال بالأمن ويتسبب بالترويع وتهويل المواضيع؛ وهو ما يسمى بالإرجاف الذي نتعامل معه للأسف بكل إستخفاف






وليس شرطاً أن يكون الخبر المُـرجِـف غير صحيح؛ بل ربما هو حقيقة واقعة ولكن تناقله بصورة سريعة يؤدي إلى نفخه






فينفجر البالون فجاءة محدثاً دوياً وهزة تماثل الرجفة التي نسب إليها مصطلح الإرجاف؛ فيتأثر من صوته من في قلبه مرض أو ضعف إيمان






والناس بطبعهم يتفاوتون في قوة الإيمان وضعفه؛ وفي حب الخير للأخرين وعدمه؛ وفي الحرص على دفع الشر عن الناس وضدهـ التمتع والتنفع بنشر الشر






وإن لم يكن في عدم نقل الأخبار إلا فائدة واحدة وهي السكوت (الذي هو ذهب الكلام) فيكفي الإنسان الحر العربي الآبي أن يكنز الذهب ويجمعه بدلاً من نقل كل خبر يسمعه
















خاتمة :







روى الإمام أبو داود السجستاني في سننه بكتاب الأدب حديثاً قال فيه : حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ .. ح و حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ قَالَ ابْنُ حُسَيْنٍ فِي حَدِيثِهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:{ كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ }.

















أخوكم : الكاتب النحرير










جدة ـ بوابة الحرمين الشريفين






الجمعة المباركة 3 / 5 / 1434هـ