الهلال .. وهو «مغمض» يفوز مقال رائع للكاتب حسين الشريف (جريدة عكاظ)
نبض الحروف
الهلال .. وهو «مغمض» يفوز
حسين الشريف
• زمان وحنا صغار كان في حارتنا ابن جارنا لعيب كورة وكل ما نعلب معه يفوز علينا لدرجة من كثر ما يفوز كان يقول «أفوز عليكم وأنا مغمض» كنت أتضايق من انتصاراته المتلاحقة التي كانت تفرضها علينا بنيته الجسمانية في كثير من المناسبات ولكن في النهاية نرضى بواقعنا معه.
• كبرنا وفرقتنا الحياة وتركنا الكورة لأهلها إلا أني لا زلت أستحضر تلك العبارة المستفزة «أفوز وأنا مغمض» كلما شاهدت الهلال بطلا .. ولحظتها أردد ما كان يردده صديقي القديم وأقول «الهلال يحقق بطولة وهو مغمض».
• لم يعد تحقيق الهلال للبطولات أمرا جديدا أو ذلك الحدث الذي يدغدغ مشاعر أنصاره على غرار ما يثيرهم غيابه عن المشهد الرياضي، حيث لم نعد نستمتع بالمنجز بقدر استمتاعنا بسطوة الزعيم على منافسيه. وبات صعوده المنصات أمرا مألوفا وتعودنا عليه كثيرا وتأقلمنا معه بكل طقوسه ... ومستانسين.
• قد تسهم صافرة في تحقيق فوز وربما حظ يجلب بطولة لكنهما لا يصنعان تاريخا.
• هكذا أصبحت تقرأ المعادلة الزرقاء عندما يكون الأمر متعلق بمنافسات المحلية بوجود الهلال. لذا لا غرابة إذا آمنا بما يقولون إن الهلال ثابت والجميع متحركون.
• نعم الهلال هو الثابت، مقولة لا بد أن نسلم بها، حتى لو اختلفنا على أسبابها أو اتفقنا على أحقيتها فإن الهلال يبقى الرقم الصعب قولا أو فعلا في تاريخ رياضتنا الذي يصعب تجاوزه أو تجاهله. مهما أخذتنا الألوان إلى أحضان التعصب ومهما قادتنا الانتماءات بعيدا عن المنطق فإن الأرقام تفرض علينا مصافحة الواقع الذي ينصب الهلال زعيما بكل اللغات.
• يقول محمد عبدالجواد عندما تتبع الهلال يشعرك بأنه فريق غير سعودي في حضوره ومنافسته وإنجازاته، فالكل يحضر ويغيب إلا هو لا يعرف المغيب فمنذ سنوات وسنوات مهيمن على العرش الكروي متوشح بعناقيد الذهب تاركا للآخرين التفرد بالحجج التي لم تثنه عن هدف ولم تحبط له عزم وإنما زادته توهجا وإبداعا. وها هو يصول ويجول مرة مع النصر وأخرى مع الاتحاد وثالثة مع الأهلي، لم يستسلم ولم يقبل بالخضوع أمام معتقداتنا الخاطئة أو الارتكاز على أعذار واهية مع أنه بإمكانه أن يعلق أحلام جماهيره عند الإخفاق على شماعة الظروف.
• لم يندم على رحيل الفريدي ومغادرة هوساوي ولم يصرخ على خروج المحياني وابتعاد العتيبي برغم نجوميتهم العالية ظل صامدا لم يخر كما يفعل البعض فالاتحاد توقف نبضه بتوقف نور والأهلي أضاع خارطة الطريق بهروب كماتشو والنصر تبخرت أحلامه باعتزال الأسطورة الماجدية. بينما بقي الهلال متواصلا مع البطولات جيلا وراء جيل لا يؤمن بالانكسار، فلا نستغرب إذا وجدنا للاعب هلالي مثل الشلهوب تحاكي إنجازاته إنجازات ناد بأكمله.
• الآن .. وبعد أن تبعثرت الأوراق وتطايرت البيانات في وجه من أعدها .. هل أدركت إدارة الاتحاد حجم الأخطاء المتراكمة التي كان يورثها حضرة النائب للإدارة ويقحم النادي في متاهات إعلامية بمجرد عدم اقتناعهم بمبرراته ؟.
• وقفة:
• أسال الله العظيم رب العرش الكريم أن يجمعني بوالديّ في جنات النعيم.
