غلط منتشر في فهم قول أبي إسماعيل الأنصاري: أنا حنبلي ما حييت وإن أمت ..

أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الحمد لله، وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله محمد وآله وسلم تسليما
أما بعد، فقد اشتهر بيت الإمام العلامة أبي إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري الهروي:
أنا حنبلي ما حييت وإن أمت ** فوصيتي للناس أن يتحنبلوا (1)
وفهمه كثير من المعاصرين على أنه متعصب لمذهب أحمد في الفقه، ويتمثلون بهه كثيرا في ذم ذلك!
وهذا غلط عليه ـ رحمه الله ـ إذ لم يرد هذا، وإنما أراد: أنه على اعتقاد الإمام أحمد، وكان في زمانه يكثر أن يقال لأهل السنة: الحنابلة، وتقال: مقابل: الأشاعرة والمعتزلة.. ونحوهم.
وهذا معنى معروف وشائع.
ومما يؤكد غلط من حمله على الفقه لا على الاعتقاد:
ما نقله الإمام أبو الحسن الكَرَجي الشافعي في كتابه "الفصول في الأصول": قال أنشدني غير واحد من الفضلاء للإمام عبدالله بن محمد الأنصاري، أنه أنشد في معرض النصيحة لأهل السنة:
كُنْ إذا ما حادَ عن حدِ الهدى ** أَشْعَرِيُّ الرأي، شيطانُ البَشَر
=شافعيَّ الشرعِ، سُنِّيَّ الحُلى ** حنبليَّ العَقْدِ صوفيَّ السِّيَر (2)
أي: كن أيها السني على مذهب الشافعي في الفقه، وعلى مذهب أحمد في الاعتقاد، وطريقة التصوف في السلوك، ولا تكن أشعريا فتحيد عن طريق الهدى.
وقال الإمام ابن تيمية عنه في كتاب " الأجوبة المصرية ": "شيخ الإسلام مشهور معظم عند الناس، هو إمام في الحديث والتصوف والتفسير، وهو في الفقه على مذهب أهل الحديث، يعظم الشافعي، وأحمد. ويقرب بينهما في أجوبته في الفقه ما يوافق قول الشافعي تارة وقول أحمد أخرى. والغالب عليه اتباع الحديث على طريقة ابن المبارك ونحوه".(3)

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
(1) سير أعلام النبلاء 18/506 ـ وفي الحاشية تعليق مبني على الفهم الغلط للبيت ـ، وذيل طبقات الحنابلة 1/121.
(2) ذيل طبقات الحنابلة 1/149. وقع في ضبط البيت الثاني تخليط =يصحح من هنا.
(3) ذيل طبقات الحنابلة 1/147.