غرائب المواقف !!
تخيل أخي القاريء معي هذه المواقف التي تنجم عن سوء الظن
الموقف الأول :
أتى الإمام أحمد رحمه الله إلى رجل يقال أنه محدث ؛ ليأخذ عنه الحديث
فلما أقبل الإمام وجد الرجل عنده كلبا ويسقي هذا الكلب بعض الماء !!
ولعل الإمام ظن به خيرا وقال إن الكلب كلب حراسة أو كلب صيد
سلم عليه : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
فرد السلام .. ثم واصل سقياته الماء لهذا الكلب
اشمئزت نفس الإمام وحاله : أيعقل أن هذا الرجل من أهل الحديث ؟؟
بل وجد الامام أحمد في نفسه شيئا .. حيث أقبل الرجل على الكلب ولم يقبل عليه
وبعد هنيهة قال الرجل : كأنك وجدت في نفسك حيث أقبلت على الكلب ولم أقبل عليك ؟؟
قال الإمام : نعم ؛ فقال الرجل بكل ثقة :
حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(( من قطع رجاء من ارتجاه قطع الله رجاءه يوم القيامة فلم يلج الجنة ))
وإن أرضنا هذه ليست بأرض كلاب ؛ وقد قصدني هذا الكلب فخفت أن أقطع رجاءه .
فقال الامام أحمد : هذا الحديث يكفيني ، ثم رجع من خراسان إلى مقامه ببغداد !!
الموقف الثاني :
في أحد المدارس ، صعد أحد المعلمين إلى الطابق العلوي ليأدب أحد الطلاب الذي بدى أنه
ألقى ببصقته على من في الطابق السفلي ، وكاد المعلم أن يبطش بالطالب فعلا لولا فزعة أحد المعلمين
ثم تبين بعد ذلك أن ليس هناك لا بصقة ولاهم يحزنون
وكل ما في الأمر أن الطالب شرب من البرادة ماء فألقى ببعض الماء من يده إلى الأسفل !!
الموقف الثالث :
رجل ملتحي يظهر على سيماه الخير ، يرفع صوت مسجل السيارة بالأغاني إلى درجة
جعلت أحدهم يوقف هذا الرجل ليستفسر عن هذا الشيء الغريب .. ملتحي وأغاني !!
فوجد الرجل لا يسمع ولا يتكلم ، والسيارة سيارة أخيه الصغير !!
الموقف الرابع :
شم الوالد رائحة الدخان منبعثة من ثياب ولده ، تعال ياولدي الحبيب أبيك في كلمة
فلما دخلا إلى إحدى الغرف .. انقلب الوالد على ولده بالضرب المبرح
وبعد نهاية المشهد وهدوء العاصفة أقسم الولد لأبيه أن هذه الرائحة بسبب طابور مخبز التميس
حيث كان يقف خلف رجل مدخن ؛ فالتصقت به هذه الرائحة الكريهة !!
موقف خامس :
دخل أحدهم المسجد فوجد ثلاث صبية يعبثون بمقتنيات المسجد ، فلا يوجد مناديل إلا نثروها
أو مصاحف إلا مزقوها أو سجادة إلا جعلوها خيمة لهم يستقبلون فيها أطفال الحارة
والمشكلة أن أباهم معهم في المسجد .. ومتكئ على احدى السواري
ومعه مصحفه ، ومرخي عليه غترته لأجل الخشوع !!
فغضب الرجل واتجه لأبي الصبية ليلقنه درسا ، فكلمه كلام المغضب وزقره ببعض الكلمات
لعله يرتدع عن إتيان المسجد ومعه هؤلاء الصبية العابثون ويحترم بيوت الله وأماكن العبادة
فالتفت عليه هذ الأب وعيونه تهمر من الدموع ثم قال له :
" هؤلاء الصبية أمهم توفاها الله هذه الليلة وسندفنها بعد قليل من الآن " !!
موقف أخير :
مر معي في أحد المرات وكنت في مجلس علم ، فلما قيل لي أن الشيخ قد أتى لإلقاء الدرس
أخذت الجوال ثم وضعته على وضع " الصامت " لكي لا أفسد الجو على الإخوة بنغمات الجوال المزعجة
فما مرت ربع ساعة إلا بأحد الجوالات ترن على نغمة موسيقية صاخبة ،، يا لله !!
أيعقل أن في هذا المجلس المليء بطلبة العلم من يجعل جواله بهذه النغمة
سكت الحضور قليلا .. لم يغلق هذا الرجل هداه الله جواله !!
بعد أقل من خمس دقائق ، عادت نفس النغمة مرة أخرى ، وأخرى
حتى ظننت في هذا الرجل ظن سوء
وكدت أن أقول فيه قولا غليظا أمام الحضور لكن رحمني الله
لأنني اكتشفت أن هذه النغمة تنبعث من جوالي أنا محدثكم !!!
والسبب أني مع العجلة لم أضع الجوال على الصامت
بل وضعته على وضع " اجتماع " من فرط عجلتي !! ولم أكن من قبل قد أعددت لهذا الوضع نغمة ملائمة !!
أختم بهذا الكلام لأحد الحكماء حيث قال :
تلمس لاخيك العذر ؛ فإن لم تجد له عذرا فقل : لعل له عذرا لا أعلمه .
ودمتم بخير مع إحسان الظن وإلتماس الأعذار .
