خزائن الأسرار في أذكار العشي و الإبكار
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم
خَزَائِنُ الأَسْرَارِ
فِي
أَذْكَارِ العَشِيِّ وَالإِبْكَارِ
تَأْلِيِفُ
أَبِيِ العَبَّاسِ السَّالِمِيِّ الأَثَرِيِّ
غَفَرَ اللهُ لَهُ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيِمِ
اللَّهُمَّ إِنِّيِ أَسْأَلُكَ السَّدَادَ سَدَادَ السَّهْمِ
مُقَدِّمَةٌ فِيِهَا فَوَائِدُ مُهِمَّةٌ
الحَمْدُ ِللهِ، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وَآَلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ وَالَاه؛ وَبَعْدُ:
فَإِنَّ لِذِكْرِ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - فِيِ دِيِنِنَا المَنْـِزلَةَ العَظِيمَةَ، وَالفَضَائِلَ الجَمَّةَ الكَثِيرَةَ مِنْ بَيْنِ سَائِرِ الْعِبَادَاتِ،لاَسِيَّمَا وَهُوَ أَفْضَل الأَْعْمَال عَلَى الإِْطْلاَقِ[1]،فَكَفَى بِهِ مَنْـزِلَةً، أَنَّهُ لَيْسَ ثَمَّ عِبَادَةٌ بَيْنَ دَفَتَي المُصْحَفِ أَمَرَ اللهُ بِالإِكْثَارِ مِنْهَا سِوَى الذِّكْرِ، فَقَدْ أَمَرَ بِهِ مَوْصُوفاً بِالْكَثْرَةِ فِيِ أَرْبَعَةِ مَوَاضِعَ وَهِيَ:
(1) قَاَلَ اللهُ تَعَالَى:)قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّيَ آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ إِلاَّ رَمْزًا وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ( [آل عمران :41]
(2) وَقَاَلَ اللهُ تَعَالَى: )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ( [الأنفال : 45]
(3) وَقَاَلَ اللهُ تَعَالَى: )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا([الأحزاب : 41 ]
(4) وَقَاَلَ اللهُ تَعَالَى: ) فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ([الجمعة: 10].
وَجَاءَ الحَثُّ عَلَى الذِّكْرِ، بِصُورَةٍ أُخْرَى مَوْصُوفاً أَيْضاً بِالْكَثْرَةِ فِيِ أَرْبَعَةِ مَوَاضِعَ وَهِيَ:
(1) مَا حَكَاهُ اللهُ عَنْ مُوسَى وَهَارُونَ عَلَيْهِمَا السَّلامُ، قَوْلَهُمَا ) كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً * وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا ( [طه: 33، 34 ]
(2) وَقَاَلَ اللهُ تَعَالَى:) لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ( [الأحزاب:21]
(3) وَقَاَلَ اللهُ تَعَالَى:)إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ( [الشعراء : 227 ]
(4) وَقَاَلَ اللهُ تَعَالَى:)وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا( [الأحزاب:35 ].
وَحَسْبُكَ مِنْ فَضْلِ الذِّكْرِ أَنَّكَفِيِ مَعِيَّةِ اللهِ الخَاصَةِ مَعِيَّةَ قُرْبٍ وَوِلاَيَةٍ وَنَصْرٍ وَمَحَبَّةٍ وَتَوْفِيقٍ؛ كَمَا قَاَلَ - سُبْحَانَهُ - فِيِ الحَدِيثِ القُدْسِيِّ: (أنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِيِ وَأَنَا مَعَهُ إِذَاَ ذَكَرَنِي فَإِنْ ذَكَرَنِي في نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ في نَفْسِي وَإِنْ ذَكَرَنِي في ملأ ذَكَرْتُهُ في ملأ خَيْرٍ مِنْهُم) مُتَفَقٌ عَلَيْهِ مِنْ َحِدِيثِ أَبِيِ هُرَيْرَةَ رَضْيَ اللهُ عَنْهُ مَرْفُوعاً؛ وَوَاللهِ لَوْ لَمْ يَكُنْ فِيِ فَضْلِ الذِّكْرِ إِلاَّ هَذَا الحَدِيِث وَحْدَهُ لَكَفَى بِهِ فَضْلاً وَشَرَفًا.
وَكَفَى بالذَّاكِرِ شَرَفاً وَفَضْلاً - أَيْضَاً - أنَّ اللهَ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - يَذْكُرَهُ كَلَّمَا ذَكَرَه، قَاَلَ اللهُ تَعَالَى: )فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ( [ البقرة:152].
وَكَفَى بِالذِّكْرِ مَنْزِلَةً أَنَّهُ عِلَاجٌ لِقَسْوَةِ القَلْبِ، جَاءَ رَجُلٌ إِلَى الحَسَنِ البَصْرِيِّ -رَحِمَهُ اللهُ- فَقَالَ: (يَا أَبَا سَعِيدٍ أَشْكُو إِلَيْكَ قَسَاوَةَ قَلْبِي؛ قَاَلَ: أَدِّبْهُ بِالذِّكْرِ) اهـ[2]. قلتُ: للهِ دَرُّ الحَسَنِ!! اقْتَنَصَ العِلاجَ مِنْ كِتَابِ اللهِ: (أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ).
وَكَفَى بِالذِّكْرِ نَفْعَاً أَنَّهُ يَطْرُدُ الشَّيْطَانَ، وَيَجْلُبُ مَحَبَةَ الرَّحْمَنِ،وَيُزِيِلُ الهَمَّ وَالغَمَّ عَنْ القَلْبِ وَيَجْلُبُ لَهُ الفَرَحَ وَالسُّرُورَ وَالبَسْطَ، وَيُنَوِّرُ الْوَجْهَ، وَيَجْلُبُ الرِّزْقَ، وَيَكْسُو الذَّاكِرَ المَهَابَةَ وَالحَلَاوَةَ وَالنُّضْرَةَ .. فِيِ نَيْفٍ وَتِسْعِينَ فَائِدَةٍ مِنْ فَوَائِدَ الذِّكْرِ ذَكَرَهَا ابْنُ القَيْمِ رَحِمَهُ اللهُ[3].
وَأَيُّ تَقَرُّبٍ إِلَى اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - أَسْهَلُ وَأَيْسَرُ مِنَ الذِّكْرِ؟!!، فَهُوَ مَيْسُورٌ لِلرَّاكِبِ، وَالرَّاجِلِ، وَالوَاقِفِ، وَالجَالِسِ، وَالمُتَّكِئِ، وَالمُتَهَيِّئِ لِلنَّوْمِ، وَالمُسْتَيْقِظِ، وَهَلُمَّ جَرَّا مِنَ الأَحْوَالِ وَالهَيْئَاتِ.
لِذَا شَرَعَ رَبُّنَا - جَلَّ وَعَلَا - لَنَا ذِكْرَهُ فِيِ كُلِّ حِينٍ، وَعَلَى كُلِّ حَالٍ.
وَمِنْ ذَلِكَ أَذْكَارُ الصَّبَاحِ وَالمَسَاءِ، تِلْكَ الأَذْكَارُ الَّتِي حَثَّ عَلَيْهَا رَبُّنَا - جَلَّ وَعَلَا - فِيِ كِتَابِهِ، فَقَالَ تَعَالَى:) وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ( [الأعراف:205]، وَقَاَلَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: )وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا( [طـه: من الآية130]، وَقَالَ سُبْحَانَهُ: ) فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ( [النور:36]، وَالآَيَاتُ كَثِيرَةٌ.
وَلَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُهَا، وَيُوصِي بِهَا، فَكَانَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَلْهَجُ بِذِكْرِ رَبِّهِ فِيِ اسْتِقْبَالِ يَوْمِهِ، وَيَلْهَجُ بِذِكْرِهِ وَهُوَ يُوَدِّعُ ذَاكَ اليَوْمَ، بَلْ كَانَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَذْكُرُ رَبَّهُ عَلَى كُلِّ أَحْيَانِهِ.
فَالذِّكْر الذِّكْر عِبَادَ الله...
الذِّكْرَ الذِّكْرَ أَيُّهَا السَّابِقُونَ، فَقَدْ قَاَلَ رَسُولُكُمْ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - «سَبَقَ المُفْرِّدُون قَالُوا: وَمَا المُفَرِّدُونَ يا رَسُولَ اللَّه؟ قَالَ: الذَّاكِرُونَ اللَّهَ كَثِيراً والذَّاكِرَاتُ» رَوَاهُ مُسْلمٌ [4/2676] مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضْيَ اللهُ عَنْهُ مَرْفُوعاً.
قَاَلَ النَّوويُّ رَحِمَهُ الله[4]: وسُئِلَ الشيخُ أبو عَمْرِو بْنُ الصَّلاَحِ، عن القَدْرِ الذي يصيرُ به المَرْءُ مِنَ الذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً، فَقَالَ: إِذَا وَاظَبَ عَلَى الأَذْكَارِ المَأْثُورَةِ المُثْبَتَةِ؛ صَبَاحاً وَمَسَاءً، وَفِيِ الأَوْقَاتِ وَالأَحْوَالِ المُخْتَلِفَةِ؛ لَيْلاً وَنَهَاراً كَانَ مِنَ الذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً انْتَهَى.
وَفِيِ الخِتَامِ؛ احْرِصُوا - بَارَكَ اللهُ فِيكُمْ - عَلَى هَذِهِ العِبَادَةِ السَّهْلَةِ المَيْسُورَةِ، ذَاتِ الأُجُورِ العَظِيمَةِ، حَتَّى تُفْتَحَ لَكُمْ ََخَزَائِنُ الأَسْرَارِ، وَتَسْلُكُوا سُبُلَ الأَخْيَارِ، وَتَقْطُنُوا مَنَازِلَ الأَبْرَارِ، فَهَاهُنَا الجِهَادُ يَكُونُ، وَفِي هَذَا فَلْيَتَنَافَسْ الْمُتَنَافِسُونَ، وَلْيَجْتَهِدَ المُتَعَبِّدُونَ، وَلْيَنْشَطَ الذَّاكِرُونَ، (وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ) [النُّور:52]
وَقَبْل الشْرُوعِ فِيِ المَقْصُودِ أَذْكُرُ عِدَّةَ مَسَائِلَ قَدْ لاَ يَسْتَغْنِي عَنْهَا ذَاكِرٌ:
المَسْأَلَةُ الأُولَى: مَا مَعْنَى الذِّكْرِ لُغَةً وَاصْطِلاحَاً؟
الذِّكْرُ لُغَةً: هُوَ مَصْدَرُ ذَكَرَ الشَّيْءَ يَذْكُرُهُ ذِكْرًا وَذُكْرًا، وَقَال الْكِسَائِيُّ: الذِّكْرُ بِاللِّسَانِ ضِدُّ الإِْنْصَاتِ ذَالُهُ مَكْسُورَةٌ، وَبِالْقَلْبِ ضِدُّ النِّسْيَانِ وَذَالُهُ مَضْمُومَةٌ، وَقَال غَيْرُهُ: بَل هُمَا لُغَتَانِ.
وَهُوَ يَأْتِي فِي اللُّغَةِ لِمَعَانٍ:
الأَْوَّل: الشَّيْءُ يَجْرِي عَلَى اللِّسَانِ، أَيْ مَا يُنْطَقُ بِهِ، يُقَال: ذَكَرْتُ الشَّيْءَ أَذْكُرُهُ ذُكْرًا وَذِكْرًا إِذَا نَطَقْتَ بِاسْمِهِ أَوْ تَحَدَّثْتَ عَنْهُ، وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى: (ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا).
وَالثَّانِي: اسْتِحْضَارُ الشَّيْءِ فِي الْقَلْبِ، ضِدُّ النِّسْيَانِ. قَال تَعَالَى حِكَايَةً عَنْ فَتَى مُوسَى: (وَمَا أَنْسَانِيهِ إِلاَّ الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ).
أَمَّا فِي الاِصْطِلاَحِ: فَيُسْتَعْمَل الذِّكْرُ بِمَعْنَى ذِكْرِ الْعَبْدِ لِرَبِّهِ عَزَّ وَجَل، سَوَاءٌ بِالإِْخْبَارِ الْمُجَرَّدِ عَنْ ذَاتِهِ أَوْ صِفَاتِهِ أَوْ أَفْعَالِهِ أَوْ أَحْكَامِهِ أَوْ بِتِلاَوَةِ كِتَابِهِ أَوْ بِمَسْأَلَتِهِ وَدُعَائِهِ أَوْ بِإِنْشَاءِ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ بِتَقْدِيسِهِ وَتَمْجِيدِهِ وَتَوْحِيدِهِ وَحَمْدِهِ وَشُكْرِهِ وَتَعْظِيمِهِ) انتهى[5].
قلت:وَيُطْلَقُ ذِكْرُ اللَّهِ أَيْضًا وَيُرَاد بِهِ عَمَل الجَوَارِحِ أَي بِمُوَاظَبَةِ العَبْدِ عَلَى مَا أَوْجَبَهُ اللهُ أَوْ نَدَبَ إِلَيْهِ، وَانْتَهَائِهِ عَمَّا نَهَاهُ عَنْهُ وَكَرِهَهٌ؛ فَمَنْ أَطَاعَ اللهَ فَقَدْ ذَكَرَه.
المَسْأَلَةُ الثَّانِيَة: بمَا يَكُونُ الذِّكْرُ؟
الذِّكْرُ يَكُونُ بِالْقَلْبِ وَبِالِّلسَانِ، فَالمُرَادُ بِالذِّكْرِ بِالْقَلْبِ: هُوَ التَّفَكُرُ وَالتَّدَبُرُ فِيِ آَلَاءِ اللهِ وَنِعَمِهِ وَإِحْسَانِهِ، وَاسْتِحْضَارِ جَلَالِهِ وَكِبْرِيَائِهِ، فَكَمْ مِنْ ذَاكِرٍ بِلِسَانِهِ وَقَلْبُهُ مَشْغُولٌ؛ قَالَ القُرْطُبِيُّ: (أَصْلُ الذِّكْرِ التَّنَبُهُ بِالْقَلْبِ لِلمَذْكُورِ وَالتَّيّقُظُ لَهُ)[6] اهـ.
وَأَيْضاً هُوَ بِمَعْنَى: تَذَكُّرِ عَظَمَةِ اللَّهِ عِنْدَ أَوَامِرِهِ وَنَوَاهِيهِ وَإِرَادَةِ الْفِعْل الَّذِي فِيهِ رِضَاهُ فَيَفْعَلُهُ، أَوِ الَّذِي فِيهِ سُخْطُهُ فَيَتْرُكُهُ، وَيَقِفُ عَمَّا أُشْكِلَ عَلَيْهِ.
و المُرَادُ بِالذِّكْرِ بِالِّلسَانِ: هُوَ ضِدُّ الصَّمْتِ وَالسُّكُوتِ، وَهُوَ ثَمَرَةُ الأَوَّلِ، وَدَالٌ عَلَيْهِ، وَمُتَرْجِمٌ عَنْهُ، وَهُوَ بِالْجَارِحَةِ المَعْرُوفَةِ بَأَنْ يُحَرِّكُهَاَ بِحَيْثُ يَتَلَفَّظُ بِهِ وَيُسْمِعُ نَفْسَهُ عَلَى الأَقَلِّ، وَلَا يُعْتَبَرُ ذَاكِراً بِالِّلسَانِ إِلَّا بِالتَّلَفُظِ بِهِ مَعَ السَّمَاعِ - إِنْ كَانَ ذَا سَمْعٍ، وَلَمْ يَكُنْ هُنَاكَ مَا يَمْنَعُ السَّمْعَ كَصَخَبٍ وَنَحْوِهِ- ، فَإِنْ لَمْ يُسْمِعْ نَفْسَهُ كَانَ ذَاكِراً بِالقَلْبِ كَمَا سَبَقَ[7].
(وَتَحْقِيقُ القَوْلِ، أَنَّ بَيْنَ الرُّوحِ وَبَيْنَ البَدَنِ عَلاقَةً عَجِيبَةً، لأَنَّ كُلَّ أَثَرٍ حَصَلَ فِيِ جَوْهَرِ الرُّوحِ نَزَلَ مِنْهُ أَثَرٌ إِلَِى البّدَنِ، وَكُلَّ حَالَةٍ حَصَلَتْ فِيِ البَدَنِ صَعُدَتْ مِنْهَا نَتَائِجُ إِلَى الرُّوحِ، أَلَا تَرَى أَنَّ الإِنْسَانَ إِذَا تَخَيَّلَ الشَّيءَ الحَامِضَ ضَرُسَ سِنُّهُ، وَإِذَا تَخَيَّلَ حَالَةً مَكْرُوهَةً وَغَضِبَ سَخُنَ بَدَنُهُ، فَهَذِهِ آَثَارٌ تَنْزِلُ مِنَ الرُّوحِ إِلَى البَدَنِ، وَأَيْضاً إِذَا وَاظَبَ الِإنْسَانُ عَلَى عَمَلٍ مِنَ الأَعْمَالِ وَكَرَّر مَرَّاتٍ وَكَرَّاتٍ حَصُلَتْ مَلَكَةٌ قَوِيَّةٌ رَاسِخَةٌ فِيِ جَوْهَرِ النَّفْسِ فَهَذِهِ آَثَارٌ صَعُدَتْ مِنَ البَدَنِ إِلَى النَّفْسِ) اهـ[8].
وَقَالَ الحَافِظُ رَحِمَهُ اللهُ: (وَقَالَ الْفَخْرُ الرَّازِيُّ: الْمُرَادُ بِذِكْرِ اللِّسَانِ الْأَلْفَاظ الدَّالَّة عَلَى التَّسْبِيحِ وَالتَّحْمِيدِ وَالتَّمْجِيدِ، وَالذِّكْرُ بِالْقَلْبِ التَّفَكُّرُ فِي أَدِلَّةِ الذَّاتِ وَالصِّفَاتِ وَفِي أَدِلَّةِ التَّكَالِيفِ مِنْ الْأَمْرِ وَالنَّهْي حَتَّى يَطَّلِعَ عَلَى أَحْكَامِهَا، وَفِي أَسْرَارِ مَخْلُوقَاتِ اللَّهِ. وَالذِّكْرُ بِالْجَوَارِحِ هُوَ أَنْ تَصِيرَ مُسْتَغْرِقَةً فِي الطَّاعَاتِ، وَمِنْ ثَمَّ سَمَّى اللَّهُ الصَّلَاة ذِكْرًا فَقَالَ: (فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ) وَنُقِلَ عَنْ بَعْض الْعَارِفِينَ قَالَ: الذِّكْرُ عَلَى سَبْعَةِ أَنْحَاءٍ: فَذِكْرُ الْعَيْنَيْنِ بِالْبُكَاءِ، وَذِكْرُ الْأُذُنَيْنِ بِالْإِصْغَاءِ، وَذِكْرُ اللِّسَانِ بِالثَّنَاءِ، وَذِكْرُ الْيَدَيْنِ بِالْعَطَاءِ، وَذِكْرُ الْبَدَنِ بِالْوَفَاءِ، وَذِكْرُ الْقَلْبِ بِالْخَوْفِ وَالرَّجَاءِ، وَذِكْرُ الرُّوحِ بِالتَّسْلِيمِ وَالرِّضَاء) اهـ[9].
المَسْأَلَةُ الثَّالِثَة: إِذَا انْفَرَدَ الذِّكْرُ بِالِلسَانِ عَنْ الذِّكْرِ بِالقَلْبِ فَأَيُّهُمَا أَفْضَلُ ؟
(قَدِ اتَّفَقَ الْعُلَمَاءُ عَلَى أَنَّ الذِّكْرَ بِاللِّسَانِ وَبِالْقَلْبِ جَمِيعًا أَفْضَل مِنَ الذِّكْرِ بِاللِّسَانِ وَحْدَهُ دُونَ مُوَاطَأَةِ الْقَلْبِ أَيْ مَعَ عَدَمِ إِجْرَائِهِ عَلَى الْقَلْبِ تَسْبِيحًا كَانَ أَوْ تَهْلِيلاً أَوْ غَيْرَهُمَا، وَأَفْضَل مِنْ إِمْرَارِ الذِّكْرِ عَلَى الْقَلْبِ دُونَ نُطْقٍ بِاللِّسَانِ.
أَمَّا فِي حَال انْفِرَادِ أَحَدِ الذِّكْرَيْنِ عَنِ الآْخَرِ فَقَدِ اخْتُلِفَ أَيُّهُمَا أَفْضَل:
فَقِيل: ذِكْرُ الْقَلْبِ أَفْضَل، وَإِلَيْهِ ذَهَبَ النَّوَوِيُّ فِي أَذْكَارِهِ وَابْنُ تَيْمِيَّةَ وَابْنُ حَجَرٍ الْهَيْتَمِيُّ فِي شَرْحِ الْمِشْكَاةِ، وَقِيل: لاَ ثَوَابَ فِي الذِّكْرِ بِالْقَلْبِ وَحْدَهُ نَقَلَهُ الْهَيْتَمِيُّ عَنْ عِيَاضٍ وَالْبُلْقِينِيِّ، وَقِيل: ذِكْرُ اللِّسَانِ مَعَ الْغَفْلَةِ عَنِ الْمَعْنَى يَحْصُل بِهِ الثَّوَابُ وَهُوَ أَفْضَل مِنَ الذِّكْرِ بِالْقَلْبِ وَحْدَهُ؛ لأَِنَّ فِي ذِكْرِ اللِّسَانِ امْتِثَالاً لأَِمْرِ الشَّرْعِ مِنْ حَيْثُ الذِّكْرُ؛ لأَِنَّ مَا تَعَبَّدَنَا بِهِ لاَ يَحْصُل إِلاَّ بِالتَّلَفُّظِ بِهِ بِحَيْثُ يُسْمِعُ نَفْسَهُ، بِخِلاَفِ الذِّكْرِ بِالْقَلْبِ وَحْدَهُ فَلاَ يَحْصُل بِهِ الاِمْتِثَال.
وَهَذَا كُلُّهُ فِي الذِّكْرِ الْقَلْبِيِّ بِالْمَعْنَى الْمُبَيَّنِ، أَمَّا الذِّكْرُ الْقَلْبِيُّ بِمَعْنَى تَذَكُّرِ عَظَمَةِ اللَّهِ عِنْدَ أَوَامِرِهِ وَنَوَاهِيهِ وَإِرَادَةِ الْفِعْل الَّذِي فِيهِ رِضَاهُ فَيَفْعَلُهُ، أَوِ الَّذِي فِيهِ سُخْطُهُ فَيَتْرُكُهُ، وَالتَّفَكُّرُ فِي عَظَمَةِ اللَّهِ وَجَبَرُوتِهِ وَآيَاتِهِ فِي أَرْضِهِ وَسَمَاوَاتِهِ وَمَصْنُوعَاتِهِ فَقَال عِيَاضٌ: هَذَا النَّوْعُ لاَ يُقَارِبُهُ ذِكْرُ اللِّسَانِ، فَكَيْفَ يَفْضُلُهُ).[10]
المَسْأَلَةُ الرَّابِعَةُ:فِيِ قَوْلِهِ تَعَالَى فِيِ الحَدِيثِ القُدُسِيِّ: (فَإِنْ ذَكَرَنِي فِيِ نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِيِ نَفْسِيِ):
يُفَسِّرُهُ كُثِيرٌ مِنَ الصُّوفِيَّةِ بِحَبْسِ النَّفَسِ بِحَيْثُ لا يُطْلِقُهُ الذَّاكِرُ إِلَّا عِنْدَ عَدَدٍ مُعَيْنٍ وَفِيِ الغَالِبِ يَكُونُ وِتْراً فَيَقُولُ بِقَلْبِهِ: الله.. الله... الله.... هَكَذَا يُرَدِدُهَا مَحْبُوسَة النَّفَسِ فِيِ نَفْسِهِ، فَبِهَذَا يَكُونُ قَدْ ذََكَرَ اللهَ فِيِ نَفْسِهِ، وَهَذَا مِنْ جَهْلِهِمِ وَغَيِّهِم هَدَاهُمُ اللهُ، وَإِنَّمَا المَعْنَى - وَاللهُ أَعْلَمُ - فَإِنْ ذَكَرَنِي ذِكْراً شَفَهِيًّا عَلَى جِهَةِ السِّرِّ، أَيْ بِصَوْتٍ يُسْمِعُ نَفْسَه ولا يُسْمِعهُ غَيْرَهُ بَعِيِداً عَنْ الرِّيَاءِ وَالسُّمْعَةِ، فَيَكُونُ ثَوَابُ هَذَا الذِّكْرِ الإِسْرَارِي مِنْ جِنْسِهِ فَيَجْزِيهِ المَوْلَى جَزَاءاً مَسْتُوراً لا يُطْلِعُ عَلَيْهِ أَحَدٌ، وَيَتَوَلَّاهُ هُوَ بِنَفْسِهِ سُبْحَانَهُ تَشْرِيفَاً كَمَا قَالَ فِيِ الصَّوْمِ: (فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِيِ بِهِ)؛ وَيَدُلُّ عَلَى مَا قَرْرتُ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ فِيِ الحَدِيثِ نَفْسِهِ: (وَإِنْ ذَكَرَنِيِ فِيِ مَلأٍ ذَكَرْتُهُ فِيِ مَلأٍ خَيْرٍ مِنْهُ) فَهَذَا جَهَرٌ بِالذِّكْرِ بِالِلسّانِ فِيِ المَلأِ يُقَابِلُهُ الإِسْرِارُ بِالذِّكْرِ بِاِللسَانِ فِيِ الخَلَوَاتِ، فَالمُقَابَلَةُ هُنَا فِيِ كَيْفِيَّةِ الذِّكْرِ لَا فِيِ نَوْعِهِ.
وَقَدْ يَكُونُ فِيِ نَوْعِهِ؛ وَيَكُونُ المُرَادُ بِهِ الذِّكْر القَلْبِيّ وَلَكِنْ عَلَى نَحْوِ مَا قَرَّرْتُ آَنِفاً وَهُوَ ذِكْرُ تَفَكُّرٍ وَتَدَبُّرٍ فِيِ آَلَاءِ اللهِ وَنِعَمِهِ وَإِحْسَانِهِ، وَاسْتِحْضَارِ عَظَمَتِهِ وَجَلاَلِهِ وَكِبْرِيَائِهِ؛ لَا كَمَا قَرَّرَهُ هَؤُلاَءِ الجُهَّالُ، وَالأَوَّلُ أَوْلَى وَاللهُ أَعْلَمُ.
المَسْأَلَةُ الخَامِسَةُ: هَلْ يَجُوزُ الذِّكْرُ لِلمُحْدِثِ وَالجُنُبِ وَالحَائِضِ وَالنُّفَسَاءِ؟
يُسْتَحَبُّ أَنْ يُذْكَرَ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَى طَهَارَةٍ كَامِلَةٍ، وَلَكِنْ لَا يُوجَدُ دَلِيلٌ صَحِيحٌ[11] يَمْنَعُ هَؤلاءِ (المُحْدِثَ وَالجُنُبَ وَالحَائِضَ وَالنُّفَسَاءَ) مِنْ ذِكْرِ اللهِ وَأَفْضَلِهِ قِرَاءِةِ القُرْآنِ، وَكُلُّ مَا وَرَدَ فَهُوَ مَا بَيْنَ صَحِيحٍ غَيْرِ صَرِيحٍ أَوْ صَرِيحٍ غَيرِ صَحِيحٍ، فَتَبْقَى البَرَاءَةُ الأَصْلِيَّةُ إِذْ اَلأَصْلُ عَدَمُ التَّكْلِيفِ، وَحَدِيثُ عَائِشَةَ رَضْيَ اللهُ عَنْهَا (كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَذْكُرُ اللَّهَ عَلَى كُلِّ أَحْيَانِهِ)[12] قَاضٍ بِالجَوَازِ، وَاللهُ أَعْلَمُ.
قَالَ الحَافِظُ رَحِمَهُ اللهُ: (إِنْ جَازَتْ الْقِرَاءَةُ - يَعْنِي القُرْآنَ - بَعْدَ الْحَدَثِ فَجَوَازُ غَيْرِهَا مِنْ الْأَذْكَارِ بِطَرِيقِ الْأَوْلَى). اهـ[13].
المَسْأَلَةُ السَّادِسَةُ: الأَذْكَارُ تَوْقِيفِيَّةٌ فَيُقْتَصَرُ عَلَى لَفْظِهَا فَلا يُزَادُ فِيِهِ وَ لاَ يُنْقَصُ:
أَقْوَىَ مَا يُسْتَدَلُّ بِهِ فِيِ هَذَا البَابِ مَا رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ فِيِ صَحِيحَيْهِمَا مِنْ حَدِيِثِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أَخَذْتَ مَضْجَعَكَ فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلاَةِ ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الأَيْمَنِ ثُمَّ قُلِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْلَمْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ لاَ مَلْجَأَ وَلاَ مَنْجَا مِنْكَ إِلاَّ إِلَيْكَ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ وَاجْعَلْهُنَّ مِنْ آخِرِ كَلاَمِكَ فَإِنْ مُتَّ مِنْ لَيْلَتِكَ مُتَّ وَأَنْتَ عَلَى الْفِطْرَةِ». قَالَ: فَرَدَّدْتُهُنَّ لأَسْتَذْكِرَهُنَّ فَقُلْتُ آمَنْتُ بِرَسُولِكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ قَالَ: «قُلْ آمَنْتُ بِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ».
قَالَ الحَافِظُ رَحِمَهُ اللهُ: (وَأَوْلَى مَا قِيلَ فِي الْحِكْمَةِ فِي رَدِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مَنْ قَالَ: الرَّسُول بَدَلَ النَّبِيِّ أَنَّ أَلْفَاظَ الْأَذْكَارِ تَوْقِيفِيَّةٌ، وَلَهَا خَصَائِصٌ وَأَسْرَارٌ لَا يَدْخُلُهَا الْقِيَاسُ، فَتَجِبُ الْمُحَافَظَةُ عَلَى اللَّفْظِ الَّذِي وَرَدَتْ بِهِ، وَهَذَا اِخْتِيَار الْمَازِرِيِّ قَالَ: فَيُقْتَصَرُ فِيهِ عَلَى اللَّفْظِ الْوَارِدِ بِحُرُوفِهِ. وَقَدْ يَتَعَلَّق الْجَزَاءُ بِتِلْكَ الْحُرُوفِ، وَلَعَلَّهُ أَوْحَى إِلَيْهِ بِهَذِهِ الْكَلِمَاتِ فَيَتَعَيَّنُ أَدَاؤُهَا بِحُرُوفِهَا) اهـ [14].
المَسْأَلَةُ السَّابِعَةُ: مَا حُكْمُ الزِّيَادَةِ أَوْ النَّقْصِ فِيِ الأَذْكَارِ المُقَيَّدَةِ بِعَدَدٍ؟
بِالنِّسْبَةِ لِلنَقْصِ فِيِ عَدَدِ الذِّكْرِ فَظَاهِرٌ أَنَّهُ لَمْ يَقُمْ باِلمَقْصُودِ فَلا يَحْصُلُ لَهُ الفَضْلُ المَنْصُوصُ عَلَيْهِ فِيِ الحَدِيثِ؛ إِنَّمَا يُثَابُ - إِنْ شَاءَ اللهُ - عَلَى مُطْلَقِ الذِّكْرِ.
أَمَّا الزِّيَادَةُ فَعَلَى أَرْبَعَةِ أَقْوَالٍ:
القَوْلُ الأَوَّل: الزِّيَادَةُ غَيْرُ مُؤَثِّرَةٍ مَا دَامَتْ مِنْ جِنْسِهِ.
أَدِلَّتَهُمْ: حَدِيِثُ أَبِيِ هُرَيْرَةَ رَضْيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِى سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ مِائَةَ مَرَّةٍ. لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ إِلاَّ أَحَدٌ قَالَ مِثْلَ مَا قَالَ أَوْ زَادَ عَلَيْهِ ».رَوَاهُ مُسْلِمٌ، وَكَذَلِكَ حَدِيث التَّهْلِيلِ وَفِيهِ: (لَمْ يَجِيءْ يَوْمَ القِيَامَةِ أَحَدٌ بِعَمَلٍ أَفْضَلَ مِنْ عَمَلِهِ إِلَّا مَنْ قَالَ قَوْلَهُ أَوْ زَادَ) سَيَأْتِيِ تَخْرِيِجُهُ.
قَالوا: إِنَّهُ أَتَى بِالعَدَدِ الَّذِيِ رُتِّبَ الثَّوَابُ عَلَيْهِ، فَيَحْصُلُ لَهُ الثَّوَابُ بِذَلِكَ، فَإِذَا زَادَ عَلَيْهِ مِنْ جِنْسِِهِ تَحَقَقَ لَهُ ثَوَابٌ أَكْثَرٌ كَمَا دَلَّ عَلَيْهِ الحِدِيثَان آنِفَا.
وَمِمَّنْ قَالَ بِذَلِكَ: النَّوَويُّ فِيِ (شَرْحِ مُسْلِمٍ) [17/ ص: 17] وَنَقَلَهُ السِّيُوطِيُّ فِيِ (الدِّيِبَاجِ) [6/ ص:53]، وَقَالَ بِهِ الحَافِظُ العِرَاقِيُّ كَمَا فِيِ (الفَتْحِ) [3/ص:250]، وَالعِينِيِ فِيِ (شَرْحِ البُخَارِيِّ) [ 6/ ص:131] والقُسْطَلانِيُّ فِيِ (شَرْحِ البُخَارِيِّ) [2/ ص:572]، وَالزُّرْقَانِيُّ فِيِ (شَرْحِ المُوَطَإِ) [2/ص: 29] وَغَيْرُهُمْ.
الْقَوْلُ الثَّانِيِ: الزِّيَادَةُ مُؤَثِّرَةٌ وَلاَ يَتَرَتَّبُ عَلَيْهَا الفَضْلُ المَذْكُورُ فِيِ الحَدِيثِ وَهَذَا اخْتِيَارُ بَعْضِ العُلَمَاءِ كَمَا قَالَ الحَافِظُ فِيِ (الفَتْحِ) [3/ص:250]: (وَقَدْ كَانَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ يَقُولُ: إِنَّ الْأَعْدَادَ الْوَارِدَةِ كَالذِّكْرِ عَقِبَ الصَّلَوَاتِ إِذَا رُتِّبَ عَلَيْهَا ثَوَابٌ مَخْصُوصٌ فَزَادَ الْآتِي بِهَا عَلَى الْعَدَدِ الْمَذْكُورِ لَا يَحْصُل لَهُ ذَلِكَ الثَّوَابُ الْمَخْصُوصُ لِاحْتِمَالِ أَنْ يَكُونَ لِتِلْكَ الْأَعْدَادِ حِكْمَةٍ وَخَاصِّيَّةٍ تَفُوتُ بِمُجَاوَزَةِ ذَلِكَ الْعَدَد) انْتَهَى، وَهُوَ اخْتِيَارُ الشَّوْكَانِيِّ كَمَا فِيِ (تُحْفَةِ الذَّاكِرِينَ) [ص:77].
أَدِلَّتُهُم: حَدِيِثُ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَاَلَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَمَ: (مَنِ اسْتَغْفَرَ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعَاً وَعِشْرِينَ مَرَّةً أَوْ خَمْسَاً وَعِشْرِينَ مَرَّةً، أَحَدَ الْعَدَدَيْنِ، كَانَ مِنَ الَّذِينَ يُسْتَجَابُ لَهُمْ وَيُرْزَقُ بِهِمْ أَهْلُ الأَرْضِ)[15].
قَالُوا: وَفِيِ قَوْلِهِ: (أَحَدَ الْعَدَدَيْنِ) دَلِيلٌ عَلَى الاقْتِصَارِ عَلَى أَحَدِهِمِا مِنْ دُونِ زِيَادَةٍ وَلاَ نُقْصَانٍ وَذَلِكَ لحِكْمَةٍ وَإِنْ لَمْ يُعْلَمْ مَاهِيَتُهَا.
الْقَولُ الثَّالِثُ - وَهُوَ بَعِيدٌ -: الزِّيَادَةُ بِدْعَةٌ وَهُوَ قَوْلُ القَرَافِيِّ:
قَالَ الحَافِظُ فِيِ (الفَتْحِ) [3/ص:250]: (وَقَدْ بَالَغَ الْقَرَافِيُّ فِي الْقَوَاعِد فَقَالَ: مِنْ الْبِدَع الْمَكْرُوهَة الزِّيَادَة فِي الْمَنْدُوبَات الْمَحْدُودَة شَرْعًا ، لِأَنَّ شَأْن الْعُظَمَاء إِذَا حَدُّوا شَيْئًا أَنْ يُوقَف عِنْده وَيُعَدّ الْخَارِج عَنْهُ مُسِيئًا لِلأَدَبِ) اهـ.
الْقَولُ الرَّابِعُ- وَهُوَ الرَّاجِحُ- التَّفْصِيل: وَهُوَ اخْتِيَارُ الحَافِظِ ابْنِ حَجَرٍ رَحِمَهُ اللهُ فِيِ (الفَتْحِ) [3/ص:250]: حَيْثُ قَالَ - بِتَصَرُّفٍ مِنِّي يَسِيرٌ -: (الْعِبْرَةُ بِالنِّيَةِ، فَإِنْ نَوَى عِنْد الانْتِهَاء إِلَيْهِ اِمْتِثَالَ الأَمْرِ الْوَارِدِ ثُمَّ أَتَى بِالزِّيَادَةِ فَالأَمْرُ جَائِزٌ لا مَحَالَة، وَإِنْ زَادَ بِغَيْرِ نِيَّةٍ بِأَنْ يَكُونَ الثَّوَابُ رُتِّبَ عَلَى عَشَرَةٍ مَثَلاً فَرَتَّبَهُ هُوَ عَلَى مِائَةٍ فَيَتَّجِهُ الْقَوْلُ بِالمَنْعِ)، لأَنَّهُ مُسْتَدْرِكٌ عَلَىَ الشَّرْعِ وَهَذَا مَمْنُوعٌ، وَأَمَّا مَنْ زَادَ شَاكاً أَوْ سَهْواً فَمَعْذُورٌ وَاللهُ أَعْلَم.
المَسْأَلَةُ الثَّامِنَةُ: وَقْتُ أَذْكَارِ الصَّبَاحِ وَالمَسَاءِ:
اخْتَلَفَ العُلَمَاءُ فِيِ تَحْدِيدِ وَقْتِ أَذْكَارِ الصَّبَاحِ وَالمَسَاءِ عَلَى أَرْبَعَةِ أَقْوَالٍ:
القَوْلُ الأَوَّلُ:أَذْكَارُ الصَّبَاحِ مَا بَيْنَ صَلاَةِ الصُّبْحِ وَطُلُوعِ الشَّمْسِ وَأَذْكَارِ المَسَاءِ مَا بَيْنَ صَلاةِ العَصْرِ وَالغُرُوبِ.
وَإِلَى هَذَا القَوْلِ ذَهَبَ شَيْخُ الإِسْلَامِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ وَتِلْمِيذُهُ ابْنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ، فَقَالَ: (الفَصْلُ الأَوَّلُ فِيِ ذِكْرِ طَرَفَيِّ النِّهَارِ ، وَهُمَا مَا بَيْنَ الصُّبْحِ وَطُلُوِعِ الشَّمْسِ وَمَا بَيْنَ العَصْرِ وَالغُرُوبِ قَاَلَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً) [الأَحْزَاب: 41،42 ] وَالأَصِيلُ: قَالَ الجُوهَرِيُّ: هُوَ الْوَقْتُ بَعْدُ الْعَصْرِ إِلَى المَغْرِبِ وَجَمْعُهُ أُصُلٌ وَآصَالٌ وَأَصَائِل.. وَقَالَ تَعَالَى : (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْأِبْكَارِ) [غَافِر:55]، فَالإِبْكَارُ أَوَّلُ النَّهَار؛ِ وَالْعَشِيُّ آَخِرَهُ وَقَالَ تَعَالَى: (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ) [قّ:39]، وَهَذَا تَفْسِيرُ مَا جَاءَ فِيِ الأَحَادِيثِ: مَنْ قَالَ كَذَا وَكَذَا حِينَ يُصْبح وَحِينَ يُمْسِي أَنَّ المُرَادَ بِهِ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَأَنَّ مَحِلَّ هَذِهِ الأَذْكَارِ بَعْدَ الصُّبْحِِ وَبَعْدَ العَصْرِ) [16]اهـ .
الْقَوْلُ الثَّانِيِ: أَذْكَارُ الصَّبَاحِ مِنْ طُلُوعِ الفَجْرِ إِلِى زَوَالِ الشَّمْسِ وَأَذْكَارِ المَسَاءِ مِنْ زَوَالِ الشَّمْسِ (أَوَّلُ وَقْتِ صَلَاةِ الظُّهْرِ) إِلِى غُرُوبِهَا.
أَفْتَتْ بِهِ الَّلجْنَةُ الدَّائِمَةُ: حَيْثُ قَالَتْ: (أَذْكَارُ المَسَاءِ تَبْتَدِئ مِنْ زَوَالِ الشَّمْسِ (أَوَّلُ وَقْتِ صَلَاةِ الظُّهْرِ) إِلِى غُرُوبِهَا، وَفِيِ أَوَّلِ الَّليْلِ، أَذْكَارُ الصَّبَاحِ تَبْتَدِئ مِنْ طُلُوعِ الفَجْرِ إِلِى زَوَالِ الشَّمْسِ، قَاَلَ تَعَالَى: (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا) [طَهَ: 130]، وَقَالَ سُبْحَانَهُ: (وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنْ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ) [الأَعْرَاف: 105]، وَالآَصَالُ جَمْعُ أَصِيلٍ، وَهُوَ: مَا بَيْنَ العَصْرِ وَالمَغْرِبِ. وَقَالَ سُبْحَانَهُ: (فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ * وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ) [الروم:17، 18]. وَبِاللهِ التَّوْفِيقُ ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَآَلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَمَ) انْتَهَى.
الشَّيْخُ عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَازٍ (رَئِيساً) ... الشَّيْخُ عَبْدُ العَزِيِزِ آَل الشَّيْخِ (نَائِباً) ... الشَّيْخُ صَالِحٌ الفُوزَان (عُضْواً) ... الشَّيْخُ بَكْرُ أَبُو زَيْدٍ (عُضْواً)[17] .
قُلْتُ: قَالَ الشَّوْكَانِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: (وَقَدْ أَبْعَدَ مَنْ قَالَ إِنَّ المَسَاءَ يَدْخُلُ وَقْتُهُ بِالزَّوَالِ فَإِنْ أَرَادَ دُخُولَ العَشِيِّ فَقَرِيبٌ وَإِنْ أَرَادَ المَسَاءَ فَبَعِيدٌ فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: (حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ) فَقَابَل المَسَاءَ بِالصَّبَاحِ) اهـ
الْقَوْلُ الثَّالِثُ: أَذْكَارُ الصَّبَاحِ مِنْ نِصْفِ الَّليْلِ الأَخِيرِ إِلَى الزَّوَالِ، وَأَذْكَارِ المَسَاءِ مِنْ زَوَالِ الشَّمْسِ إِلَى مُنْتَصَفِ الَّليْلِ.
قَالَ المُوَفَّقُ البَغْدَادِيُّ فِيِ ذَيْلِ فَصِيِحِ ثَعْلَبٍ: (الصَّبَاحُ عِنْدَ العَرَبِ مِنْ نِصْفِ الَّليْلِ الأَخِيرِ إِلَى الزَّوَالِ ثُمَّ المَسَاءِ إِلَى آَخِرِ نِصْفِ الَّليْلِ)[18] اهـ.
وَذَهَبَ إِلَيْهِ السِّيوطِيُّ رَحِمَهُ اللهُ، كَمَا نَقَلَهُ عَنْهُ ابْنُ عِلَّانَ فِيِ (الفُتُوحَاتِ الرَّبَّانِيَّةِعَلَى الأَذْكَارِ النَّوَاوِيَّةِ) [3/73].
الْقَوْلُ الرَّابِعُ:أَذْكَارُ الصَّبَاحِ مِنْ طُلُوعِ الفَجْرِ إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ وَأَذْكَارِ المَسَاءِ مِنْ الغُرُوبِ إِلَى طُلُوعِ الفَجْرِ.
وَهُوَ قَوْلُ ابْنِ الجَزْرِي كَمَا حَكَاهُ عَنْهُ الشَّوْكَانِيُّ فِيِ (تُحْفَةِ الذَّاكِرِين) [ص:89] فَقَالَ: (قَالَ المُصَنِّفُ - أَيْ ابْنَ الجَزْرِيِّ - فِيِ كِتَابِهِ الَّذِيِ سَمَّاهُ (مِفْتَاحَ الحِصْنِ): إِنَّ الصَّبَاحَ مِنْ طُلُوعِ الفَجْرِ إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ وَالمُرَادُ بِالمَسَاءِ مِنْ الغُرُوبِ إِلَى الفَجْرِ ) اهـ، وَذَهَبَ السِّنْدِيُّ فِيِ شَرْحِ (سُنَنِ ابْنِ مَاجَه) [1/ص: 284] وَالمُبَارَكْفُورِي فِيِ (شَرْحِ المِشْكَاةِ) [8/ص:111] إِلَى أَنَّ المَسَاءَ يَبْدَأُ بَعْدُ الغُرُوبِ، وِلَمْ يَذْكُرَا انْتِهَاءَهُ.
القَوْلُ الرَّاجِحُ:
الَّذِيِ يَظْهَرُ لِيِ أَنَّ القَوْلَ الأَوَّلَ هُوَ وَقْتُ الأَفْضَلِيَّةِ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ عَيْنَ السُّنَّةِ فَهُوَ الأَقْرَبُ، وَأَمَّا مَنْ فَاتَهُ هَذَا الوَقْتُ - لِعُذْرٍ - فَيُدْرِكُهُ بُعْدُ مُهْتَدِياً بِبَاقِي الأَقْوَال فإِنَّ لِكُلٍّ مِنْهَا - فِيِ الغَالِبِ - حَظَّاً مِنَ النَّظَرِ، إِمَّا بِفَهْمِ دَلِيلٍ أَوْ بِتَأْوِيلٍ مٍنْ لُغَةِ العَرَبِ، وَاللهُ أَعْلَمُ بِالصَّوابِ وَإِلَيْهِ المَرْجِعُ وَالمَآَبُ.
المَسْأَلَةُ التَّاسِعَةُ: هَلْ تُشْتَرَطُ النِّيَّةُ لِلأَذْكَارِ؟
الَّذِيِ يَظْهَرُ أَنَّهَا لاَ تُشْتَرَطُ، فَالمَرْءُ يُثَابُ بِمُجَرَّدِ ذِكْرِهِ لِلَّهِ سُبْحَانَهُ، وَلَكِنْ لَوْ نَوَى بِالذِّكْرِ جُمْلَةَ نَوَايَا كَالْقُرْبَةِ وَالامْتِثَالِ وَالتَّحْصِينِ وَحِفْظِ السُّنَّةِ وَغَيْرِ ذَلِكَلَكَانَ أَكْثَرَ ثَوَابًا وَاللهُ أَعْلَمُ؛قَالَ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ رَحِمَهُ اللهُ: (وَقَالَ اِبْن عَبْد السَّلَام: الْجُمْلَةُ الْأُولَى لِبَيَانِ مَا يُعْتَبَر مِنْ الْأَعْمَال، وَالثَّانِيَة لِبَيَانِ مَا يَتَرَتَّب عَلَيْهَا[19]. وَأَفَادَ أَنَّ النِّيَّة إِنَّمَا تُشْتَرَط فِي الْعِبَادَة الَّتِي لَا تَتَمَيَّز بِنَفْسِهَا، وَأَمَّا مَا يَتَمَيَّز بِنَفْسِهِ فَإِنَّهُ يَنْصَرِفُ بِصُورَتِهِ إِلَى مَا وُضِعَ لَهُ كَالْأَذْكَارِ وَالْأَدْعِيَةِ وَالتِّلَاوَةِ لِأَنَّهَا لَا تَتَرَدَّد بَيْن الْعِبَادَة وَالْعَادَة. وَلَا يَخْفَى أَنَّ ذَلِكَ إِنَّمَا هُوَ بِالنَّظَرِ إِلَى أَصْل الْوَضْع، أَمَّا مَا حَدَثَ فِيهِ عُرْف كَالتَّسْبِيحِ لِلتَّعَجُّبِ فَلَا، وَمَعَ ذَلِكَ فَلَوْ قَصَدَ بِالذِّكْرِ الْقُرْبَة إِلَى اللَّه تَعَالَى لَكَانَ أَكْثَر ثَوَابًا، وَمِنْ ثَمَّ قَالَ الْغَزَالِيّ: حَرَكَةُ اللِّسَانِ بِالذِّكْرِ مَعَ الْغَفْلَةِ عَنْهُ تُحَصِّل الثَّوَاب؛ لِأَنَّهُ خَيْرُ مِنْ حَرَكَة اللِّسَان بِالْغِيبَةِ، بَلْ هُوَ خَيْرٌ مِنْ السُّكُوتِ مُطْلَقًا، أَيْ الْمُجَرَّد عَنْ التَّفَكُّر. قَالَ: وَإِنَّمَا هُوَ نَاقِص بِالنِّسْبَةِ إِلَى عَمَلِ الْقَلْبِ. اِنْتَهَى[20]
المَسْأَلَةُ العَاشِرَةُ: هَلْ يُعْمَلُ بِالحَدِيثِ الضَّعِيفِ فِيِ فَضَائِلَ الأَعْمَالِ كَالأَذْكَارِ مَثَلاً؟
اخْتَلَفَتْ مَذَاهِبُ العُلَمَاءِ فِيِ العَمَلِ بِالحَدِيثِ الضَّعِيفِ فِيِ فَضَائِلَ الأَعْمَالِ إِلَي ثَلاثَةِ مَذَاهِبَ:
المَذْهَبُ الأَوَّلُ: جَوَازُ العَمَلِ بِالحَدِيثِ الضَّعِيفِ مُطْلَقاً حَتَّى فِيِ الأَحْكَامِ الشَّرْعِيَّةِ (الحَلالََ وَالحَرَامَ):
وَهُوَ مَذْهَبُ جَمَاعَةٍ مِنْ أَئِمَةِ الفُقَهَاءِ كَأَبِيِ حَنِيفَةَ وَمَالِكٍ[21] وَأَحْمَدَ، وَابْنِ حَزْمٍ فِيِ قَوْلٍ، وَجَمَاعَةٍ مِنْ أَئِمَّةِ المُحَدِّثِينَ كَأَبِيِ دَاوُدَ وَالنَّسَائِيِّ وَابْنِ أَبِيِ حَاتِمٍ.
أَدِلَّتُهُمْ:
1- أَنَّ الحَدِيثَ الضَّعِيفِ أَحَبُّ إِلَيْهِم مِنْ رَأْيِ الرِّجَالِ وَمِنْ القِيَاسِ.
2- وَلاِحْتِمَالِ أَنْ يَكُونَ صَحِيحاً.
وَجَّهَ بَعْضُ أَهْلِ العِلْمِ كَلَامَهُم فَقَالَ شَيْخُ الإِسْلَامِ ابْنُ تَيْمِيَّة رَحِمَهُ اللهُ: (قَوْلُنَا إِنَّ الحَدِيثَ الضَّعِيفَ خَيْرٌ مِنَ الرَّأْيِ لَيْسَ المُرَادُ بِهِ الضَّعِيفِ المَتْرُوكِ لَكِنِ المُرَادَ بِهِ الحَسَنُ ... وَكَانَ الحَدِيثُ فِيِ اصْطِلاحِ مَنْ قَبْل التِّرْمِذِيِّ إمَِّا صَحِيحٌ وَإِمَّا ضَعِيفٌ لَيْسَ بِمَتْرُوكٍ، فَتَكَلَّمَ أَئِمَّةُ الحَدِيثِ بِذَلِكَ الاصْطِلاحِ، فَجَاءَ مَنْ لا يَعْرِف إِلَّا اصْطِلاحِ التِّرْمِذِيِّ، فَسَمِعَ قَوْلَ بَعْضِ الأَئِمَّةِ: الحَدِيثُ الضَّعِيفُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ الْقِيَاسِ فَظَنَّ أَنَّهُ يَحْتَجُّ بِالحَدِيثِ الَّذِيِ يُضَعِّفُهُ مِثْلُ التِّرْمِذِيِّ، وَأَخَذَ يُرَجِّحُ طَرِيقَ مَنْ يَرَي أَنَّهُ أَتْبَع لِلحَدِيثِ الصَّحِيحِ)[22] اهـ
وَقَالَ تِلْمِيذُهُ ابْنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ: (وَلَيْسَ المُرَادُ بِالحَدِيثِ الضَّعِيِفِ فِيِ اصْطِلاحِ السَّلَفِ هُوَ الضَّعِيفُ فِيِ اصْطِلاحِ المُتَأَخِّرِينَ بَلْ مَا يُسَمِّيِهِ المُتَأَخِّرونَ حَسَناً قَدْ يُسَمِّيِهِ المُتَقَدِّمونَ ضَعِيفًا)[23] اهـ وَقَالَ: (وَلَيْسَ الضَّعِيفُ فِيِ اصْطِلاحِهِ (يَعْنِيِ الإِمَامَ أَحْمَدَ رَحِمَهُ اللهُ) هُوَ الضَّعِيفُ فِيِ اصْطِلاحِ المُتَأَخِّرينَ بَلْ هُوَ وَالمُتَقَدِّمُونَ يُقَسِّمونَ الحَدِيثَ إِلَى صَحِيحٍ وَضَعِيفٍ، وَالحَسَنُ عِنْدَهُم دَاخِلٌ فِيِ الضَّعِيفِ بِحَسَبِ مَرَاتِبَهُ وَأَوَّلُ مَنْ عُرِفَ عَنْهُ أَنَّهُ قَسَّمَهُ إِلَى ثَلَاثَةِ أَقْسَامٍ أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ ثُمَّ النَّاس تَبَعٌ لَهُ بَعْدُ، فَأَحْمَدُ يُقَدِّمُ الضَّعِيفَ الَّذِيِ هُوَ حَسَنٌ عِنْدَهُ عَلَى القِيَاسِ وَلاَ يَلْتَفِتْ إِلَى الضَّعِيفِ الوَاهِيِ الَّذِيِ لاَ يَقُومُ بِهِ حُجَّةٌ بَلْ يُنْكِرُ عَلَى مَنْ احْتَجَّ بِهِ وَذَهَبَ إِلَيْهِ)[24] اهـ
المَذْهَبُ الثَّاِنِي: جَوَازُ العَمَلِ بِالحَدِيِثِ الضَّعِيفِ وِلَكِنْ بِشُرُوطٍ:
أَجَازَ بَعْضُ الأَئِمَّةِ كَالسُّفْيَانَيْنِ وَالبَيْهَقِيِّ وَالنَّوَوِيِّ وَالعِرَاقِيِّ وَابْنِ حَجَرٍ وَالسَّخَاوِيِّ وَالسِّيُوطِيِّ وَغَيْرِهِم العَمَلَ بَالحَدِيثِ الضَّعِيفِ بِشُرُوطٍ مِنْهَا:
1- أَنْ يَكُونَ الحَدَيثُ فِيِ فَضَائِلَ الأَعْمَالِ، أَوْ فِيِ السِّيَرِ أَوْ فِيِ المَوَاعِظِ أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ.
2- أَنْ يَكُونَ الضَّعْفُ فِيهِ غَيْرَ شَدِيدٍ، فَيَخْرُجُ بِذَلِكَ مَنْ كَانَ فِيهِ كَذَّابٌ أَوْ مُتَّهَمٌ بِالْكَذِبِ، أَوْ مَنْ فَحُشَ غَلَطُهْ، وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنَ العِلَلِ شَدِيِدَةِ الضَّعْفِ.
3- أَنْ يَكُونَ مَا ثَبَتَ بِهِ مُنْدَرِجاً تَحْتَ أَصْلٍ مِنْ أُصُولِ الشَّرِيعَةِ؛ لِئَلَّا يُثْبِتُ مِنْ الدِّينِ بِهِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللهُ.
4- أَنْ لاَ يُعْتَقَد صِحَّةَ نِسْبَتِهِ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ العَمَلِ بِهِ.
وَمِنْ تَعْلِيلِهِم عَلَى ذَلِكَ: أَنَّ الحَدِيثَ إِنْ كَانَ صَحِيحاً فَبِهِ وَنِعْمَتْ وَإِلاَّ لَمْ يَتَرَتَّبْ عَلَى الْعَمَلِ بِهِ مَفَاسِد مِنْ تَحْلِيلٍ أَوْ تَحْرِيمٍ أَوْ ضَيَاعِ حُقُوقِ الْغَيْرِ.
قُلْتُ: الجَوَازُ وَالاسْتِحْبَابُ مِنَ الأَحْكَامِ الشَّرْعِيَّةِ الخَمْسَةِ لاَ يُصَارُ إِلَيْهِمَا إِلاَّ بِمَا ثَبَتَ عَنْ الشَّاِرعِ، وَكَذَلِكَ لاَ يُتَصَوَّرُ تَحَرِّيِ هَذِهِ الشُّرُوط عِنْدَ العَمَلِ بِالحَدِيثِ الضَّعيِفِ لَدَى طُلَّابِ العِلْمِ فَكَيْفَ بِالعَامَّةِ؟!.
المَذْهَبُ الثَّالِثُ: لاَ يَجُوزُ الْعَمَلُ بِالحَدِيثِ الضَّعيِفِ مُطْلَقًا لاَ فِيِ الْعَقَائِدِ وَلاَ فِيِ الأَحْكَامِ وَلاَ فِيِ الفَضَائِلِ، وَهُوَ مَذْهَبُ ابْنِ مَعِينٍ وَالبُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ وَابْنِ حَزْمٍ - فِيِ قَوْلٍ- وَأَبِيِ بَكْرٍ العَرَبِيِّ وَالشَّوْكَانِيِّ وَأَحْمَدَ شَاكِرٍ وَالأَلْبَانِيِّ رَحِمَهُمُ اللهُ وَغَيْرِهِم، وَبِهِ أَقُولُ.
أَدِلَّتُهُم:
1- أَنَّ فِيِ الصَّحِيحِ الثَّابِتِ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غُنْيَةً عَمَّا لاَ يَصِحُّ.
2- عَدَمُ وُجُودِ دَلِيلٍ مُعْتَبِرٍ مَعَ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ عَدَمِ جَوَازِ العَمَلِ بِهِ فِيِ العَقَائِدِ وَالأَحْكَامِ، وَجَوَازِ العَمَلِ بِهِ فِيِ فَضَائِل الأَعْمَالِ، لأَنَّ الكُلَّ شَرْعُ اللهِ؛ قَاَلَ الشُّوكَانِيِ رَحِمَهُ اللهُ: (الأَحْكَامُ الشَّرْعِيَّةُ مُتَسَاوِيَةُ الأَقْدَامِ لاَ فَرْقُ بَيْنَهُمَا فَلاَ يَحِلُّ إِثْبَاتُ شَيْءٍ مِنْهَا إِلاَّ بِمَا تَقُومُ بِهِ الحُجَّةُ، وَإِلاَّ كَانَ مِنَ التَّقَوُّلِ عَلَى اللهِ بِمَا لَمْ يَقُلْ، وَفِيِهِ مِنَ العُقُوبَةِ مَا هُوَ مَعْرُوفٌ)[25] اهـ
3- الأَصْلُ فِيِ العِبَادَاتِ الحَظْرُ حَتَّى يَأْتِيِ دَلِيلٌ ثَابِتٌ، وَفَضَائِلُ الأَعَمَالِ عِبَادَةٌ شَرْعِيَّةٌ لاَ تُشْرَعُ إِلاَّ بِدَلِيلٍ ثَابِتٍ.
4- أَنَّ القَوْلَ بِجَوَازِ العَمَلِ بِالحَدِيثِ الضَّعِيفِ تَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ مَفَاسِدَ كَثِيِرَة؛ أَخْطَرُهَا: مَظِنَّةُ وُقُوعِ الكَذِبَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالابْتِدَاعِ فِيِ الدِّينِ.
قُلْتُ: تَأْوِيلُ شَيْخِ الإِسْلاَمِ وَتِلْمِيذِهِ رَحِمَهُمَا اللهُ مَقْصَدَ القَائِليِنَ بِالْقَبُولِ مُطْلَقًا بِأَنَّهُم يَقْصِدُونَ بِالحَدِيثِ الضَّعيِفِ أَي الحَسَنِ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ لاَ يُوجَدُ ثَمَّةُ خِلاِفٍ بَيْنَهُم وَبَيْنَ القَائِلِينَ بِرَدِّهِ مُطْلَقًا، وَعَلَيْهِ فَالرَّاجِحُ عِنْدِيِ الَّذِيِ لاَ رَيْبَ فِيِهِ وِلاَ شُبْهَةَ تَعْتَرِيِهِ، هُوَ عَدَمُ جَوَازِ العَمَلِ بِالحَدِيثِ الضَّعِيفِ مُطْلَقًا، بَلْ لاَ تَجُوزُ رِوَايَتُهُ إِلاَّ عَلَى سَبِيلِ التَّعْلِيِمِ أَوْ التَّحْذِيرِ مِنْهُ، وَفِيِ ذَلِكَ الحَيْطَةُ وَالسَّلاَمَةُ، وَاللهُ أَعْلَمُ.
تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ، وَلَمْ آَلُ جُهْدًا فِيِ تَحْرِيرِهَا، وَتَحْقِيِقِهَا، وَضَبْطِهَا، رَجَاءَ مَرْضَاةِ رَبِّ العَالَمِينَ وَنَفْعِ نَفْسِي وَالمُسْلِمِينَ فَلاَ أَقَل مِنْ أَنْ يَمُرَّ عَلَيْهَا القَارِئ لَعَلَّهَا تَكُونُ وَسِيلَةً لِمَقْصُودِهِ، وَزَادًا وَعَتَادًا لِنَيْلِ مَطْلُوبِهِ، فَالوَسَائِلُ تَأْخُذُ حُكْمَ المَقَاصِدِ.
هَذَا... وَقَد قَسَّمْتُ كِتَابِي إِلَى خَمْسَةِ فَصُولٍ - عَلَى مَا سَتَرى- وَكَانَ آَخِرُ فَصُولِهِ نَادِرَةً مِنْ نَوَادِرَ التَّأْلِيفِ فِيِ هَذَا البَابِ وَهُوَ التَّنْبِيِهُ عَلَى جُمْلَةٍ مِنَ الأَحَادِيثِ الضَّعِيفَةِ فِيِ هَذَا البَابِ لِتُجْتَنَبْ، فَإِذَا كُنْتُ وُفِّقْتُ فِيمَا صَنَعْتُ، وَسُدِّتُ فِيمَا قَصَدَّتُ فَمِنَ اللهِ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَإِنْ كَانَتْ الأُخْرَى فَمِنْ نَفْسِيِ وَمِنَ الشَّيْطَانِ، وَاللهُ وَرَسُولُهُ مِنْهُ بَرِيئَانِ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ.
وَصَلِّ الَّلهُمَّ وَبَارِك عَلَى رَسُولِنَا وَحَبِيبِنَا مُحَمَّدٍ وَآَلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
وَكَتَبَ:
أَبُو الْعَبَّاسِ بِلاَلُ بْنُ عَبْدِ الْغَنِيِّ بْنِ أَبِيِ هِلاَلٍ السَّالِمِيّ الأَثَرِيّ
غَفَرَ اللهُ لَهُ وَلِوَالِدَيْهِ وَلِمَشَايِخِهِ
وَلِزَوْجَتِهِ وَأَبْنَائِهِ
وَلِلمُسْلِمِينَ
آَمِينَ
مَدِينَةُ سَاجِر مِنْ بِلاَدِ الحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ
بَعْدَ فَجْرِ الثُّلاَثَاءِ 19/1/1431هـ
ذِكْرُ مَا ثَبَتَ مِنَ الأَذْكَارِ الَّتِي تُقَالُ فِيِ الصَّبَاحِ وَالمَسَاءِ
1- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا أَمْسَى قَالَ«أَمْسَيْنَا وَأَمْسَى المُلْكُ لله، وَالحَمْدُ لله، لا إِلَهَ إِلَّا الله، وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ، وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٍ، رَبِّ أَسْأَلُكَ خَيْرَ مَا فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ، وَخَيْرَ مَا بَعْدَهَا، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ، وّشَرِّ مَا بَعْدَهَا، رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ الكَسَلِ وَسُوءِ الكِبَرِ، رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابٍ فِي النَّارِ وَعَذَابٍ فِي القّبْرِ». وَإِذَا أَصْبَحَ قَالَ ذَلِكَ أَيْضًا: «أَصْبَحْنَا وَأَصْبَحَ المُلْكُ لله....... »[26]
2- عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ إِذَا أَصْبَحَ: «اللَّهُمَّ بِكَ أَصْبَحْنَا، وَبِكَ أَمْسَيْنَا، وَبِكَ نَحْيَا، وَبِكَ نَمُوتُ، وَإِلَيْكَ النُّشُورُ» وَإِذَا أَمْسَى قَالَ:«اللَّهُمَّ بِكَ أَمْسَيْنَا، وَبِكَ أَصْبَحْنَا، وَبِكَ نَحْيَا، وَبِكَ نَمُوتُ، وَإِلَيْكَ المَصِيرُ»[27].
3- وعن شَدَّادُ بْنُ أَوْسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - «سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، قَالَ: وَمَنْ قَالَهَا مِنْ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَمَنْ قَالَهَا مِنْ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ»[28].
4-وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «إِذَا أَصْبَحَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ: أَصْبَحْتُ أُثْنِيَ عَلَيْكَ حَمْدًا، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، ثَلاثًا، وَإِذَا أَمْسَى فَلْيَقُلْ مِثْلَ ذَلِكَ»[29].
5- وعن أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍرَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِفَاطِمَةَ: «مَا يَمْنَعُكِ أَنْ تَسْمَعِيِ مَا أُوصِيكِ بِهِ أَنْ تَقُولِيِ إِذَا أَصْبَحْتِ وَإِذَا أَمْسَيْتِ: يَا حَيُّ يَا قَيْومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ،أَصْلِح لِي شَأْنِي كُلَّهُ، وَلا تَكِلْنِيِ إِلَى نَفْسِيِ طَرْفَةَ عَيْنٍ»[30].
6- وَعَنْ أَبِيِ بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مُرْنِي بِكَلِمَاتٍ أَقُولُهُنَّ إِذَا أَصْبَحْتُ وَإِذَا أَمْسَيْتُ. قَالَ: « قُلِ: اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكَهُ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي وَشَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ [وَأَنْ أَقْتَرِفَ عَلَى نَفْسِي سُوءًا أَوْ أَجُرَّهُ إِلَى مُسْلِمٍ]»قَالَ: « قُلْهَا إِذَا أَصْبَحْتَ وَإِذَا أَمْسَيْتَ وَإِذَا أَخَذْتَ مَضْجَعَكَ ».[31].
7- وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَدَعُ هَؤُلاَءِ الدَّعَوَاتِ حِينَ يُمْسِى وَحِينَ يُصْبِحُ«اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ العَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ العَفْوَ وَالعَافِيَةَ فِي دِيِنِي وَدُنْيَايَ، وَأَهْلِيِ وَمَالِيِ، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِيِ، وَآمِنْ رَوْعَاتِي، اللَّهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بِيْنِ يَدَيَّ، وَمِنْ خَلْفِيِ، وَعَنْ يَمِيِنِيِ، وَعَنْ شِمَالِي، وَمِنْ فَوْقِيِ، وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِيِ»[32].
8- وَعَنْ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ يَقُولُ سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول: «مَنْ قَالَ: بِسْمِ الله الَّذِيِ لا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ، وَهُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ، ثَلاَثَ مَرَّاتٍ لَمْ تُصِبْهُ فَجْأَةُ بَلاَءٍ [وَفِيِ رِوَايَةٍ: لَمْ يَضُرُّهُ شَيءٍ ] حَتَّى يُصْبِحَ، وَمَنْ قَالَهَا حِينَ يُصْبِحُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ لَمْ تُصِبْهُ فَجْأَةُ بَلاَءٍ [وَفِيِ رِوَايَةٍ: لَمْ يَضُرُّهُ شَيءٍ ] حَتَّى يُمْسِىَ ». قَالَ: فَأَصَابَ أَبَانَ بْنَ عُثْمَانَ الْفَالِجُ فَجَعَلَ الرَّجُلُ الَّذِي سَمِعَ مِنْهُ الْحَدِيثَ يَنْظُرُ إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُ: مَا لَكَ تَنْظُرُ إِلَىَّ فَوَاللَّهِ مَا كَذَبْتُ عَلَى عُثْمَانَ وَلاَ كَذَبَ عُثْمَانُ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَلَكِنَّ الْيَوْمَ الَّذِي أَصَابَنِي فِيهِ مَا أَصَابَنِي غَضِبْتُ فَنَسِيتُ أَنْ أَقُولَهَا[33].
9- وعن أُبَيِّ بن كَعْبٍ، أَنَّهُ كَانَ لَهُ جُرْنٌ مِنْ تَمْرٍ، فَكَانَ يَنْقُصُ، فَحَرَسَهُ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَإِذَا هُوَ بِدَابَّةٍ شِبْهِ الْغُلامِ الْمُحْتَلِمِ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَرَدَّ عَلَيْهِ السَّلامَ، فَقَالَ: مَا أَنْتَ، جِنِّيٌّ أَمْ إِنْسِيٌّ؟، قَالَ: لا بَلْ جِنِّيٌّ، قَالَ: فَنَاوِلْنِي يَدَكَ، فَنَاوَلَهُ يَدَهُ، فَإِذَا يَدُهُ يَدُ كَلْبٍ، وَشَعْرُهُ شَعْرُ كَلْبٍ، قَالَ: هَكَذَا خَلْقُ الْجِنِّ، قَالَ: قَدْ عَلِمَتِ الْجِنُّ أَنَّ مَا فِيهِمْ رَجُلٌ أَشَدُّ مِنِّي، قَالَ: فَمَا جَاءَ بِكَ؟ قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّكَ تُحِبُّ الصَّدَقَةَ، فَجِئْنَا نُصِيبُ مِنْ طَعَامِكَ، قَالَ: فَمَا يُنْجِينَا مِنْكُمْ؟ قَالَ: هَذِهِ الآيَةُ الَّتِي فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ: (اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) [34] مَنْ قَالَهَا حِينَ يُمْسِي أُجِيرَ مِنَّا حَتَّى يُصْبِحَ، وَمَنْ قَالَهَا حِينَ يُصْبِحُ أُجِيرَ مِنَّا حَتَّى يُمْسِيَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ ، فَقَالَ: «صَدَقَ الْخَبِيثُ»[35].
10- وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُبَيْبٍ أَنَّهُ قَالَ خَرَجْنَا فِي لَيْلَةِ مَطَرٍ وَظُلْمَةٍ شَدِيدَةٍ نَطْلُبُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِيُصَلِّىَ لَنَا فَأَدْرَكْنَاهُ فَقَالَ: « أَصَلَّيْتُمْ ». فَلَمْ أَقُلْ شَيْئًا فَقَالَ: « قُلْ ». فَلَمْ أَقُلْ شَيْئًا ثُمَّ قَالَ: « قُلْ ». فَلَمْ أَقُلْ شَيْئًا ثُمَّ قَالَ: « قُلْ ». فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَقُولُ قَالَ: « (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)[36] وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ[37] حِينَ تُمْسِى وَحِينَ تُصْبِحُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ تَكْفِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ»[38].
11- وَعَنْ أَبِى عَيَّاشٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ « مَنْ قَالَ إِذَا أَصْبَحَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، كَانَ لَهُ عِدْلُ رَقَبَةٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ وَكُتِبَ لَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ وَحُطَّ عَنْهُ عَشْرُ سَيِّئَاتٍ وَرُفِعَ لَهُ عَشْرُ دَرَجَاتٍ وَكَانَ فِي حِرْزٍ مِنَ الشَّيْطَانِ حَتَّى يُمْسِيَ وَإِنْ قَالَهَا إِذَا أَمْسَى كَانَ لَهُ مِثْلُ ذَلِكَ حَتَّى يُصْبِحَ»[39].
12- وَعَنْ أَبِيِ أَيْوبَ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِح: لا إِلَهَ إِلَّا الله، وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ، وَلَهُ الحَمْدُ، يُحْيِ وَيُمِيِتُ، وَهُوَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيِرٍ، عَشْرِ مَرَّاتٍ، كَتَبَ اللهُ لَهُ بِكُلِّ وَاحِدَةٍ قَالَهَا عَشْرِ حَسَنَاتٍ، وَحَطَّ اللهُ عَنْهُ بِهَا عَشْرِ سَيِّئَاتٍ، وَرَفَعَهُ اللهُ بِهَا عَشْرِ دَرَجَاتٍ، وَكُنَّ لَهُ كَعَشْرِ رِقَابٍ، وَكُنَّ لَهُ مَسْلَحَة مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ إِلَى آَخِرَهُ، وَلَمْ يَعْمَلْ يَوْمَئِذٍ عَمَلاً يُقْهِرُهُنَّ، فَإِنْ قَالَ حِينَ يُمْسِي فَمِثْلُ ذَلِكَ»[40].
قُلْتُ: الْفَرْقُ بَيْنَ هَذَا الحَدِيثِ وَالَّذِيِ قَبْلَهُ:
1- هَذَا الحدِيثُ فِيهِ زِيَادَةُ «يُحْيِ وَيُمِيِتُ» وَلَمْ تُوجَدْ فِيِ الَّذِي قَبْلُهُ.
2- وَفِيهِ زِيَادَةُ « عَشْرِ مَرَّاتٍ» وَلَمْ تُوجَدْ فِيِ الَّذِي قَبْلُهُ.
3- وَالثَّوَابُ بَيْنَهُمَا مُتَفَاوُتْ.
إِنَّمَا ذَكَرْتُ ذَلِكَ، حَتَّى لاَ يَجْمَعَ بَيْنَهُمَا ذَاكِرٌ، وَيَقُول: الأَوَّلُ دَاخِلٌ فِيِ الثَّانِيِ، وَيُفَوِّتُ عَلَى نَفْسِهِ العَمَل َبِحَدِيثٍ ثَابِتٍ، عَظِيمِ الأَجْرِ، وَاللهُ أَعْلَمُ.
وَقَوْلُهُ: (وَكُنَّ لَهُ مَسْلَحَة) الْمَسْلَحَةُ - بِفَتْحِ الْمِيمِ وَسُكُونِ الْمُهْمَلَةِ؛ الْقَوْمُ الَّذِيِنَ يَحْفَظُونَ الثُّغُورَ مِنَ الْعَدُو وَسُمُّوا مَسْلَحَةً لأَنَّهُم يَكُونُونَ ذَوِي سِلاَح، وَالمَعْنَى أَنَّهَا تَكُونُ سِلاحًا لَهُ يَحْفَظَهُ اللهُ بِهَا مِنْ كُلِّ أَذَى يُصِيبُهُ فِيِ ذَلِكَ الْيَوْمَ، وَقَوْلُهُ: (يُقْهِرُهُنَّ) أَي يَفُوقَهُنَّ فِيِ الْفَضْلِ إِلاَّ مَنْ عَمِلَ أَفْضَلَ مِنْ عَمَلِهِ انْتَهَى مِنَ (الْفَتْحِ الربَّانِيِ).
13- عَنْ أَبِى الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ قَالَ:«مَنْ قَالَ إِذَا أَصْبَحَ وَإِذَا أَمْسَى: حَسْبِيَ اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ سَبْعَ مَرَّاتٍكَفَاهُ اللَّهُ مَا أَهَمَّهُ صَادِقًا كَانَ بِهَا أَوْ كَاذِبًا»[41].
قَالَ المُنْذِرِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: (قَدْ يُقَالُُ: إِنَّ مِثْلَ هَذَا لاَ يُقَالُ مِنْ قِبَلِ الرَّأْيِ وَالاجْتِهَادِ، فَسَبِيلُهُ سَبِيِل المَرْفُوعِ)[42]. فَتَعَقَّبَهُ أَسَدُ السُّنَّةِ رَحِمَهُ اللهُ فِيِ (السِّلْسِلَةِ الضَّعِيفَةِ) [رَقَم:5286]: فَقَالَ: (ذَلِكَ مِنَ المُمْكِنِ بِالنِّسْبَةِ لِأَصْلِ الحَدِيثِ، بِخِلاَفِ الزِّيَادََةِ ؛ فَإِنَّهَا غَرِيبَةٌ مُنْكَرَةٌ؛ كَمَا قَالَ ابْنُ كَثِيرٍ، وَهُوَ ظَاهِرٌ جِدَّاً؛ إِذْ لاَ يُعْقَلُ أَنْ يُؤْجَرُ المَرْءُ عَلَى شَيْءٍ لاَ يُصَدَّق بِهِ، بَلْ هَذَا شَيْءٌ غَيْرُ مَعْهُودٍ فِيِ الشَّرْعِ. وَاللهُ أَعْلَمُ.
14-وَعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - « مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِى سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ مِائَةَ مَرَّةٍ. لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ إِلاَّ أَحَدٌ قَالَ مِثْلَ مَا قَالَ أَوْ زَادَ عَلَيْهِ»[43]
وَعِنْدَ أَبِيِ دَاوُدَ بِسَنَدٍ حَسَنٍ فِيِ (السُّنَنِ) [2/رقم:5091] بِلَفْظ: «مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِح: سُبْحَانَ الله العَظِيم وَبِحَمْدِهِ،مِائَةَ مَرَّةٍ وَإِذَا أَمْسَى كَذَلِكَ لَمْ يُوَافِ أَحَدٌ مِنَ الخَلاَئِقِ بِمِثْلِ مَا وَافَى».
15- وَعَنْ عَمْروٍ بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيِهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : «مَنْ قَالَ: «سُبْحَانَ اللهِ» مِائَةَ مَرَّةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا، كَانَ أَفْضَلُ مِنْ مِائَةِ بَدَنَةٍ.
وَمَنْ قَالَ «الحَمْدُ للهِ» مِائَةَ مَرَّةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا، كَانَ أَفْضَلُ مِنْ مِائَةِ فَرَسٍ يُحْمَلُ عَلَيْهَا.
وَمَنْ قَالَ «اللهُ أَكْبَرُ» مائة مرة قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا، كَانَ أَفْضَلُ مِنْ عِتْقِ مِائَةِ رَقَبَةٍ.
وَمَنْ قَالَ «لا إِلَهَ إِلَّا الله، وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ، وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيِرٍ»مِائَةَ مَرَّةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا، لَمْ يَجِئْ يَوْمَ القِيَامَةِ أَحَدٌ بِعَمَلٍ أَفْضَلَ مِنْ عَمَلِهِ إِلاَّ مَنْ قَالَ قَوْلَهُ أَوْ زَادَ»[44].
ذِكْرُ مَا ثَبَتَ مِنَ الأَذْكَارِ الَّتِي تُقَالُ فِيِ الصَّبَاحِ خَاصَّةً
1- عَنْ جُوَيْرِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا بُكْرَةً حِينَ صَلَّى الصُّبْحَ وَهِىَ فِي مَسْجِدِهَا ثُمَّ رَجَعَ بَعْدَ أَنْ أَضْحَى وَهِىَ جَالِسَةٌ فَقَالَ «مَا زِلْتِ عَلَى الْحَالِ الَّتِي فَارَقْتُكِ عَلَيْهَا ». قَالَتْ نَعَمْ. قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - «لَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ لَوْ وُزِنَتْ بِمَا قُلْتِ مُنْذُ الْيَوْمِ لَوَزَنَتْهُنَّ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، عَدَدَ خَلْقِهِ، وَرِضَا نَفْسِهِ، وَزِنَةَ عَرْشِهِ، وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ »[45].
2- وَعَنْ أَبِيِ مُوسَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: جَاءَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَنَحْنُ جُلُوسٌ فَقَالَ: «مَا أَصْبَحْتُ غَدَاةً قَطُّ إِلَّا اسْتَغْفَرْتُ اللهَ فِيِهَا مَائَةَ مَرَّةٍ»[46].
3- وَعَنْ المُنَيْذِرِ صَاحِبِ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَكَانَ يَكُونُ بِإِفْرِيِقِيَّةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: «مَنْ قَالَ إِذَا أَصْبَح: رَضِيتُ بِاللهِ رَبَّا، وَبِالإِسْلَامِ دِينَا، وبِمُحَمَّدٍ نَبِيَّا، فَأَنَا الزَّعِيمُ لآَخُذ بِيَدِهِ حَتَّى أَُدْخِلَهُ الجَنَّةَ»[47].
4- وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ إِذَا أَصْبَح قَالَ: «أَصْبَحْنَا عَلَى فِطْرَةِ الإِسْلاَمِ، وَكَلِمَةِ الإِخْلاَصِ وَعَلَى دِيِنِنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَعَلَىمِلَّةِ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ»[48].
ذِكْرُ مَا ثَبَتَ مِنَ الأَذْكَارِ الَّتِي تُقَالُ فِيِ َالمَسَاءِ خَاصَّةً
1- عَنْ أَبِيِ هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا لَقِيتُ مِنْ عَقْرِبٍ لَدَغَتْنِيِ البَارِحَةَ، قَالَ: «أَمَا لَوْ قُلْتَ حِينَ أَمْسَيْتَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، لم تضرك»[49].
ذِكْرُ بَعْضِ مَا ثَبَتَ مِنَ الأَذْكَارِ المُطْلَقَةِ
1- عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قَالَ: « مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ. كَانَتْ لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ وَكُتِبَتْ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنَ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِىَ وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ أَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ إِلاَّ أَحَدٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ. وَمَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ حُطَّتْ خَطَايَاهُ وَلَوْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ»[50].
2- وَعَنْ عَمْروٍ بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيِهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : «مَنْ قَالَ فِيِ يَوْمٍ مِائَتَيّ مَرَّةٍ: لا إِلَهَ إِلَّا الله، وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ، وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيِرٍ، لَمْ يَسْبِقْهُ أَحَدٌ كَانَ قَبْلَهُ، وَلاَ يُدْرِكُهُ أَحَدٌ كَانَ بَعْدَهُ، إِلاَّ مَنْ عَمِلَ أَفْضَلَ مِنْ عَمَلِهِ»[51].
3- وَعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: «مَنْ صَلَّىَ عَلَيَّ وَاحِدَةً، صَلَّىَ اللهُ عَلَيْهِ عَشْراًً»[52]
وَفِيِ رِوَايَةٍ عِنْدَ أَحْمَدَ [2/262] وَغَيْرِهِ «مَنْ صَلَّىَ عَلَيَّ مَرَّةً وَاحِدَةً، كَتَبَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ بِهَا عَشْرِ حَسَنَاتٍ».
4- وَعَنْ سَعِيدٍ بْنِ عُمَيْرٍ الأَنْصَارِيِّ عَنْ أَبِيِهِ - وَكَانَ بَدْرِيَّاً – رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - «مَنْ صَلَّىَ عَلَيَّ مِنْ أُمَتِي صَلاةً، مُخْلِصَاً مِنْ قَلْبِِهِ، صَلَّىَ اللهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرِ صَلَواتٍ، وَرَفَعَهُ بِهَا عَشْرِ دَرَجَاتٍ، وَكَتَبَ لَهُ بِهَا عَشْرِ حَسَنَاتٍ، وَمَحَا عَنْهُ عَشْرِ سَيْئَاتٍ»[53].
5- وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قَالَ: (كَانَ يُعَدُّ لِرَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِيِ المَجْلِسِ الوَاحِدِ؛ مِائَةَ مَرَّةٍ؛ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَقُومَ: «رَبِّ اغْفِر لِي، وَتُبْ عَلَيَّ، إِنَّكَ التَّوابُ الغَفُورُ»[54].
6- وَعَنْ حَاِزم بْنِ حَرْمَلَةٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: مَرَرّتُ بِالنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ لِيِ: «يَا حَازِم! أَكْثِرِ مِنْ قَوْلِ: (لاَ حَوْلَ وَلا قُوةَ إِلَّا بِاللهِ)، فَإِنَّهَا مِنْ كُنُوزِ الجَنَّةِ»[55].
7- وَعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ لَمَّا غَزَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْبَرَ أَوْ قَالَ لَمَّا تَوَجَّهَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشْرَفَ النَّاسُ عَلَى وَادٍ فَرَفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ بِالتَّكْبِيرِ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ إِنَّكُمْ لَا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلَا غَائِبًا إِنَّكُمْ تَدْعُونَ سَمِيعًا قَرِيبًا وَهُوَ مَعَكُمْ وَأَنَا خَلْفَ دَابَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمِعَنِي وَأَنَا أَقُولُ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ فَقَالَ لِي: يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَلِمَةٍ مِنْ كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ؟ قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ فَدَاكَ أَبِي وَأُمِّي، قَالَ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ»[56].
8- وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: «كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى الِّلسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِيِ المِيزَانِ، حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ، سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللهِ العَظِيم»[57].
ذِكْرُ مَا لَمْ يَثْبُتْ - عِنْدِي - مِنْ أَذْكَارِ الصَّبَاحِ وَالمَسَاءِ.
1- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أنَّ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: «مَن قال حينَ يُصبحُ أو يُمسي: اللهمَّ إني أصبَحتُ أُشْهِدكَ وأُشْهِدُ حَمَلَةَ عَرْشِكَ وَمَلائِكَتَكَ وَجَمِيعَ خَلْقِكَ أَنَّكَ أَنْتَ اللهُ لا إِله إلا أنتَ، وأَنَّ مُحمَّدا عَبْدُكَ ورَسولُكَ، أَعتَقَ اللهُ رُبُعَهُ مِنَ النارِ، فمن قالها مَرَّتَين: أَعتَقَ اللهُ نِصْفَه مِنَ النَّارِ، فَمن قالها ثلاثاً: أَعْتَقَ اللهُ ثلاثةَ أربِاعِهِ مِنَ النَّارِ، ومن قالها أربعاً: أعتَقَهُ اللهُ مِن النَّارِ»[58].
2- وَعَن ثَوْبَانَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رسولُ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «مَنْ قالَ حِينَ يُمْسِي رَضِيتُ بالله رَبّا وبِالإسْلاَمِ دِيناً وَبِمُحمّدٍ نَبِيّا كانَ حَقّا عَلَى الله أَنْ يُرْضِيهُ»[59].
3- وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَنَّامٍ الْبَيَاضِىِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: «مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ اللَّهُمَّ مَا أَصْبَحَ بِي مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنْكَ وَحْدَكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ فَلَكَ الْحَمْدُ وَلَكَ الشُّكْرُ. فَقَدْ أَدَّى شُكْرَ يَوْمِهِ وَمَنْ قَالَ مِثْلَ ذَلِكَ حِينَ يُمْسِى فَقَدْ أَدَّى شُكْرَ لَيْلَتِهِ» [60].
4- وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أنَّ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: «أيَعْجِزُ أحَدُكُمْ أنْ يَكُونَ كأبِي ضَمْضَمٍ؟" قالُوا: وَمَنْ أبُو ضَمْضَمٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟! قالَ: «كَانَ إِذَا أصْبَحَ قالَ: اللَّهُمَّ إِني قَدْ وَهَبْتُ نَفْسِي وَعِرْضِي لَكَ، فَلا يَشْتُمُ مَنْ شَتَمَهُ، وَلاَ يَظْلِمُ مَنْ ظَلَمَهُ، وَلا يَضْرِبُ مَنْ ضَرَبَهُ»[61]
5- عَنْ أَبِى الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنْ النَّبِيِّّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -قَالَ:«مَنْ قَالَ إِذَا أَصْبَحَ وَإِذَا أَمْسَى حَسْبِيَ اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ سَبْعَ مَرَّاتٍ كَفَاهُ اللَّهُ مَا أَهَمَّهُ صَادِقًا كَانَ بِهَا أَوْ كَاذِبًا»[62]
6-عَنْ طَلْقِ بْنِ حَبِيبٍ، قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَقَالَ: يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ احْتَرَقَ بَيْتُكَ؟ قَالَ: مَا احْتَرَقَ، ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، فَقَالَ: مَا احْتَرَقَ، ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ فَقَالَ: مَا احْتَرَقَ، ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَقَالَ: يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ، انْبَعَثَتِ النَّارُ حَتَّى انْتَهَتْ إِلَى بَيْتِكَ طَفِئَتْ، قَالَ: قَدْ عَلِمْتَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَكُنْ لِيَفْعَلَ، قَالَ: يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ، مَا نَدْرِي أَيُّ كَلامِكَ أَعْجَبُ؟ قَوْلُكَ: مَا احْتَرَقَ، أَوْ قَوْلُكَ: قَدْ عَلِمْتَ أَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُنْ لِيَفْعَلَ ذَلِكَ قَالَ: ذَاكَ لِكَلِمَاتٍ سَمِعْتُهُنَّ مِنْ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَنْ قَالَهُنَّ حِينَ يُصْبِحُ لَنْ تُصِيبَهُ مُصِيبَةٌ حَتَّى يُمْسِيَ: «اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، عَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَأَنْتَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ، مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ، وَمَا لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ، أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا، إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ»[63].
7- عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَّمَهُ دُعَاءً وَأَمَرَهُ أَنْ يَتَعَاهَدَ بِهِ أَهْلَهُ كُلَّ يَوْمٍ قَالَ: « قُلْ كُلَّ يَوْمٍ حِينَ تُصْبِحُ لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ وَمِنْكَ وَبِكَ وَإِلَيْكَ اللَّهُمَّ مَا قُلْتُ مِنْ قَوْلٍ أَوْ نَذَرْتُ مِنْ نَذْرٍ أَوْ حَلَفْتُ مِنْ حَلِفٍ فَمَشِيئَتُكَ بَيْنَ يَدَيْهِ مَا شِئْتَ كَانَ وَمَا لَمْ تَشَأْ لَمْ يَكُنْ وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِكَ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ اللَّهُمَّ وَمَا صَلَّيْتُ مِنْ صَلاَةٍ فَعَلَى مَنْ صَلَّيْتُ وَمَا لَعَنْتُ مِنْ لَعْنَةٍ فَعَلَى مَنْ لَعَنْتُ إِنَّكَ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ أَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ الرِّضَا بَعْدَ الْقَضَاءِ وَبَرْدَ الْعَيْشِ بَعْدَ الْمَمَاتِ وَلَذَّةَ نَظَرٍ إِلَى وَجْهِكَ وَشَوْقاً إِلَى لِقَائِكَ مِنْ غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ وَلاَ فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ أَعُوذُ بِكَ اللَّهُمَّ أَنْ أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ أَوْ أَعْتَدِيَ أَوْ يُعْتَدَى عَلَىَّ أَوْ أَكْتَسِبَ خَطِيئَةً مُحْبِطَةً أَوْ ذَنْباً لاَ يُغْفَرُ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ذَا الْجَلاَلِ والإِكْرَامِ فَإِنِّي أَعْهَدُ إِلَيْكَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَأُشْهِدُكَ وَكَفَى بِكَ شَهِيداً أَنِّى أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ وَحْدَكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ، لَكَ الْمُلْكُ، وَلَكَ الْحَمْدُ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ وَأَشْهَدُ أَنَّ وَعْدَكَ حَقٌّ وَلِقَاءَكَ حَقٌّ وَالْجَنَّةَ حَقٌّ وَالسَّاعَةَ آتِيَةٌ لاَ رَيْبَ فِيهَا وَأَنْتَ تَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ وَأَشْهَدُ أَنَّكَ إِنْ تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي تَكِلْنِي إِلَى ضَيْعَةٍ وَعَوْرَةٍ وَذَنْبٍ وَخَطِيئَةٍ وَإِنِّي لاَ أَثِقُ إِلاَّ بِرَحْمَتِكَ فَاغْفِرْ لِي ذَنْبِي كُلَّهُ إِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ وَتُبْ عَلَىَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ »[64].
8- عَنْ سَلْمَانَ الفَارِسِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «إِذَا أَصْبَحْتَ فَقُلْ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّىِ لاَ شَرِيكَ لَكْ أَصْبَحْنَا وَأَصْبَحَ المُلْكُ للهِ لاَ شَرِيكَ لَهُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ وَإِذَا أَمْسَيْتَ فَقُلْ مِثْل ذَلِكَ فَإِنَّهُنَّ يُكَفِّرْنَ مَا بَيْنَهُن »[65].
9- وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِى بَكْرَةَ أَنَّهُ قَالَ لأَبِيهِ يَا أَبَةِ إِنِّي أَسْمَعُكَ تَدْعُو كُلَّ غَدَاةٍ اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَدَنِي اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي سَمْعِي اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَصَرِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ تُعِيدُهَا ثَلاَثًا حِينَ تُصْبِحُ وَثَلاَثًا حِينَ تُمْسِى. فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَدْعُو بِهِنَّ فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَسْتَنَّ بِسُنَّتِهِ.قَالَ عَبَّاسٌ - أَحَد الرُّوَاةِ- فِيهِ وَتَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكُفْرِ وَالْفَقْرِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ تُعِيدُهَا ثَلاَثًا حِينَ تُصْبِحُ وَثَلاَثًا حِينَ تُمْسِى فَتَدْعُو بِهِنَّ فَأُحِبُّ أَنْ أَسْتَنَّ بِسُنَّتِهِ »[66]
10- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُقَالَ كَانَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ إِذَا أَصْبَح: «اللَّهُمَّ إِنِّيِ أُقَدِّمُ شَيْئاً عَجَلَنِيِ وَنِسْيَانِيِ فِيمَا أَسْتَقْبِلُ فِيِ يَوْمِيِ هَذَا، بِسْمِ اللهِ وَمَشِيئَتِكَ فِيمَا ذَكَرْتُ وَفِيمَا نَسِيتُ، اللَّهُمَّ أَرْضِنِيِ بِقَضَائِكَ وَبَارِك لِيِ فِيِ قَدَرِكَ حَتَّى لاَ أُحِبُّ تَعْجِيلَ مَا أَخَّرْتَ وَلاَ تَأْخِيرَ مَا عَجَّلْتَ»[67].
11- عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْها، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: «مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي تَوَاضَعَ كُلُّ شَيْءٍ لِعَظَمَتِهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي ذَلَّ كُلُّ شَيْءٍ لِعِزَّتِهِ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أخَضَعَ كُلُّ شَيْءٍ لِمُلْكِهِ مَنْ قَالَهَا كُتِبَتْ لَهُ مِائَةَ أَلْفِ حَسَنَةٍ، وَإِنْ مَاتَ جُعِلَ رُوحُهُ فِيِ حَوَاصِلَ طَيْرٍ خُضْرٍ تَسْرَحُ فِيِ الجَنَّةِ حَيْثُ تَشَاءُ »[68]
12- عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَجُلاً شَكَا إِلَى رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ يُصِيبُهُ الآفَاتِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : «قُلْ إذَا أَصْبَحْتَ بِسْمِ اللّهِ عَلَى نَفْسِي، وَأَهْلِي وَمَالِي، فَإِنّهُ لَا يَذْهَبُ عَلَيْكَ شَيْءٌ» فَقَالَهُنَّ الرَّجُلُ؛ فَذَهَبَتْ عَنْهُ الآفَاتُ[69].
13- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أنَّ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: « مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِح: أَعُوذُ بِاللهِ السَّمِيعِ العَلِيمِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، أُجِيرَ مِنَ الشَّيْطَانِ حَتَّى يُمْسِي»[70].
14- عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا أَصْبَح قَالَ : «اللَّهُمَّ بِكَ أَصْبَحْنَا، وَبِكَ أَمْسَيْنَا، وَبِكَ حَيَاتَنَا وَمَوْتَنَا، وَإِلَيْكَ النُّشُورُ، أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَاتِ مِنْ شَرِّ السَّامَةِ وَالهَامَةِ، وَأَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَةِ مِنْ شَرِّ عِقَابِهِ، وَشَرِّ عِبَادِهِ»وَإِذَا أَمْسَى قَالَ مِثْل ذَلِكَ، غَيْرَ أَنَّهُ يَقُولُ:«وَإِلَيْكَ المَصِيرُ»[71].
15- عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ إِذَا أَصْبَح يَقُولُ: «أَصْبَحْتُ يَا رَبِّ أُشْهِدُكَ وَأُشْهِدُ مَلاِئكَتَكَ وَأَنْبِيَاءَكْ وَرُسُلِكَ وَجَمِيعَ خَلْقِكَ عَلَى شَهَادَتِيِ عَلَى نَفْسِيِ أَنِّيِ أَشْهَد أَنَّكَ أَنْتَ الله لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ وَحْدَك لاَ شَرِيكَ لَكْ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدَكَ وَرَسُولِكَ وَأُؤمِنُ بِكَ وَأَتَوَكَّلُ عَلَيْكَ يَقُولُهَا ثَلاَثاً»[72].
16- عَنْ أَبِيِ مَالِكٍ الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ « إِذَا أَصْبَحَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ أَصْبَحْنَا وَأَصْبَحَ الْمُلْكُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ هَذَا الْيَوْمِ فَتْحَهُ وَنَصْرَهُ وَنُورَهُ وَبَرَكَتَهُ وَهُدَاهُ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا فِيهِ وَشَرِّ مَا بَعْدَهُ ثُمَّ إِذَا أَمْسَى فَلْيَقُلْ مِثْلَ ذَلِكَ »[73].
17- عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «مَنْ قَالَ إِذَا أَصْبَحَ : اللّهُمّ إنّي أَصْبَحْتُ مِنْكَ فِي نِعْمَةٍ وَعَافِيَةٍ وَسِتْرٍ فَأَتْمِمْ عَلَيّ نِعْمَتَكَ وَعَافِيَتَك وَسِتْرَكَ فِي الدّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، ثَلاَثَ مَرَّاتٍ إِذَا أَصْبَحَ وَإِذَا أَمْسَى، كَانَ حَقّا عَلَى اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُتِمّ عَلَيْه نِعْمَتَه»[74].
18- عن أم سلمة ، رضي الله عنها أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -كان إذا أصبح قال : «اللَّهُمَّ إِنّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا وَرِزْقًا طَيِّبًا وَعَمَلاً مُتَقَبَّلاً »[75].
19- عَنْ أَبَانَ الْمُحَارِبِيِّ رضي الله عنه وَكَانَ مِنَ الْوَفْدِ الَّذِينَ وَفَدُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ : «مَا مِنْ عَبْدٍ يَقُولُ إِذَا أَصْبَحَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّي لا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، إِلا ظَلَّ يُغْفَرُ لَهُ ذُنُوبُهُ حَتَّى يُمْسِيَ ، وَإِنْ قَالَهَا إِذَا أَمْسَى بَاتَ يُغْفَرُ لَهُ ذُنُوبُهُ حَتَّى يُصْبِحَ»[76].
20-عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ عَنِ النَّبِيِّّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ «مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ أَعُوذُ بِاللَّهِ السَّمِيعِ الْعَلِيمِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ وَقَرَأَ ثَلاَثَ آيَاتٍ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْحَشْرِ وَكَّلَ اللَّهُ بِهِ سَبْعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ يُصَلُّونَ عَلَيْهِ حَتَّى يُمْسِىَ وَإِنْ مَاتَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ مَاتَ شَهِيدًا وَمَنْ قَالَهَا حِينَ يُمْسِى كَانَ بِتِلْكَ الْمَنْزِلَةِ»[77].
21-وَعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ –قَالَ: «مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِح: مَا شَاءَ اللهُ، لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ، أَشْهَدُ أَنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٍ، رُزِقَ خَيْرَ ذَلِكَ الْيَوْمَ، وَصُرِفَ عَنْهُ شَرَّهُ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ رُزِقَ خَيْرَ تِلْكَ الَّّليْلَةَ، وَصُرِفَ عَنْهُ شَرَّهَا»[78].
22- وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِح: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، أَعْتَقَ اللهُ رَقَبَتَهُ مِنَ النَّارِ»[79].
23- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو بْنِ العَاصِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو: « إِنَّكَ إِنْ قُلْتَ ثَلاثًا حِينَ تُمْسِي : أَمْسَيْنَا وَأَمْسَى المُلْكُ للهِ، وَالحَمْدُ للهِ، أَعُوذُ بِاللهِ الَّذِيِ يُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الأَرْضِ إِلاَّ بِإِذْنِهِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ وَذَرَأَ، وَمِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ، حُفِظْتَ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَكَاهِنٍ وَسَاحِرٍ حَتَّى تُصْبِحَ، وَإِنْ قُلْتَهَا - يَعْنِي حِينَ تُصْبِح - حُفِظْتَ كَذَلِكَ حَتَّى تُمْسِي»[80].
24- عَنْ الحَسَنِ قَالَ: قَالَ سَمُرَةُ بْنُ جُنْدَب: أَلاَ أُحَدِّثَكَ حَدِيثًا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِرَاراً، وَمِنْ أَبِيِ بَكْرٍ مِرَاراً، وَمِنْ عُمَرَ مِرَاراً؟ قُلْتُ: بَلَى قَالَ: «مَنْ قَالَ إِذَا أَصْبَح وَإِذَا أَمْسَى: الَّلهُمَّ أَنْتَ خَلَقْتَنِيِ، وَأَنْتَ تَهْدِينِي، وَأَنْتَ تُطْعِمُنِي، وَأَنْتَ تَسْقِينِي، وَأَنْتَ تُمِيتُنِي، وَأَنْتَ تُحْيِيِنِي، لَمْ يَسْأَلْ شَيْئًا إِلاَّ أَعْطَاهُ اللهُ إِيَّاهُ». قَالَ: فَلَقِيتُ عَبْدَ اللهِ بْنِ سَلاَمٍ، فَقُلْتُ: أَلاَ أُحَدِّثَكَ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ مِرَاراً، وَمِنْ أَبِيِ بَكْرٍ مِرَاراً، وَمِنْ عُمَرَ مِرَاراً؟ قَالَ: بَلَى، فَحَدَّثْتُهُ بِهَذَا الحَدِيثِ، فَقَالَ: بِأَبِيِ وَأُمِّيِ رَسُول اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هَؤُلاَءِ الكَلِمَات كَانَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَعَطَاهُنَّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ، فَكَانَ يَدْعُو بِهِنَّ فِيِ كُلِّ يَوْمٍ سَبْعِ مِرَارَ، فَلاَ يَسْأَل اللهُ عَزَّ وَجَلَّ شَيْئًا إِلاَّ أَعْطَاهُ إِيَّاهُ[81].
25- وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ «مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ (فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ) إِلَى (وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ) أَدْرَكَ مَا فَاتَهُ فِي يَوْمِهِ ذَلِكَ وَمَنْ قَالَهُنَّ حِينَ يُمْسِى أَدْرَكَ مَا فَاتَهُ فِي لَيْلَتِهِ »[82].
26- وَعَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا أَمْسَى قَالَ: «أَمْسَيْنَا وَأَمْسَى المُلْكُ للهِ الوَاحِدِ القَهَّارِ، الحَمْدُ للهِ الَّذِيِ ذَهَب َباِلنَّهَارِ وَجَاءَ بِالَّليْلِ ونَحْنُ مِنْهُ فِيِ عَافِيَةٍ، الَّلهُمَّ هَذَا خَلْقٌ لَكَ جَدِيدٌ قَدْ جَاءَ، فَمَا عَمِلْتُ فِيِهِ مِنْ سَيِّئَةٍ فَتَجَاوَز عَنْهَا، وَمَا عَمِلْتُ فِيِهِ مِنْ حَسَنَةٍ فَتَقَبَّلْهَا وَأَضْعِفْهَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً، الَّلهُمَّ إِنَّكَ بِجَمِيعِ حَاجَتِي عَالِمٌ، وَإِنَّكَ عَلَى جَمِيعِ نَجَحِهَا قَادِرٌ، الَّلهُمَّ أَنْجِحْ الَّليْلَةَ كُلَّ حَاجَةٍ لِيَ، وَلاَ تَزِدْنِي فِيِ دُنْيَايَ، وَلاَ تُنْقِصْنِي فِيِ آَخِرَتِي، وَإِذَا أَصْبَح قَالَ مِثْل ذَلِكَ»[83].
27- وَعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَدْعُو بِهَذِهِ الدَّعَوَاتِ إِذَا أَصْبَحَ وَإِذَا أَمْسَى : «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَجْأَةِ الْخَيْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فَجْأَةِ الشَّرِّ»،فَإِنَّ الْعَبْدَ لا يَدْرِي مَا يَفْجَؤُهُ إِذَا أَصْبَحَ وَإِذَا أَمْسَى[84].
28- عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -إِذَا أَصْبَحَ وَأَمْسَى دَعَا بِهَذِهِ الدَّعَوَاتِ:«اللَّهُمَّ أَنْتَ أَحَقُّ مَنْ ذُكِرَ،وَأَحَقُّ مَنْ أَعْطَى، أَنْتَ الْمَلِكُ لا شَرِيكَ لَكَ، وَالْفَرْدُ لا تَهْلِكُ، كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَكَ لَنْ تُطَاعَ إِلا بِإِذْنِكَ، وَلَمْ تُعْصَ إِلا بِعِلْمِكَ، تُطَاعُ فَتَشْكَرُ، وَتُعْصَى فَتَغْفِرُ، أَقْرَبُ شَهِيدٍ وَأَدْنَى حَفِيظٍ حُلْتَ دُونَ الثُّغُورِ، وَأَخَذْتَ بِالنَّوَاصِي، وَكَتَبْتَ الآثَارَ، وَنَسَخْتَ الآجَالَ، الْقُلُوبُ لَكَ مُفْضِيَةٌ، وَالسِّرُّ عِنْدَكَ عَلانِيَةٌ، وَالْحَلالُ مَا أَحْلَلْتَ، وَالْحَرَامُ مَا حَرَّمْتَ، وَالدِّينُ مَا شَرَّعْتَ، وَالأَمْرُ مَا قَضَيْتَ، وَالْخَلْقُ خَلْقُكَ، وَالْعَبْدُ عَبْدُكَ، وَأَنْتَ اللَّهُ الرَّءُوفُ الرَّحِيمُ، أَسْأَلُكَ بنورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ بِكُلِّ حَقٍّ هُوَ لَكَ، وَبِحَقِّ السَّائِلِينَ عَلَيْكَ أَنْ تَقْبَلَنِي فِي هَذِهِ الْغَدَاةِ، أَوْ فِي هَذِهِ الْعَشِيَّةِ، وَأَنْ تُجِيرَنِي مِنَ النَّارِ بِقُدْرَتِكَ»[85].
29- وَعَنْ عَبْدَ الْحَمِيدِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ أَنَّ أُمَّهُ حَدَّثَتْهُ وَكَانَتْ تَخْدِمُ بَعْضَ بَنَاتِ النَّبِيِِّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّ بِنْتَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- حَدَّثَتْهَا أَنَّ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يُعَلِّمُهَا فَيَقُولُ: «قُولِي حِينَ تُصْبِحِينَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ وَمَا لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيءٍ عِلْمًا فَإِنَّهُ مَنْ قَالَهُنَّ حِينَ يُصْبِحُ حُفِظَ حَتَّى يُمْسِىَ وَمَنْ قَالَهُنَّ حِينَ يُمْسِى حُفِظَ حَتَّى يُصْبِحَ»[86].
30- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:«مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ»[87]
31- وَعَنْ أَبِيِ الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ حِينَ يُصْبِح عَشْراً وَحِينَ يُمْسِي عَشْراً أَدْرَكَتْهُ شَفَاعَتِيِ يَوْمَ القِيَامَةِ»[88].
32- وَعَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ تَفْسِيرِ: (لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ) فَقَالَ: «مَا سَأَلَنِيِ عَنْهَا أَحَدٌ قَبْلَكَ، تَفْسِيرُهَا: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللّهُ، وَاللّهُ أَكْبَرُ، وَسُبْحَانَ اللّهِ وَبِحَمْدِهِ، وَأَسْتَغْفِرُ اللّهَ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللّهِ، الأَوْلُ وَالآَخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالبَاطِنُ وَبِيَدِهِ الخَيْرَ، يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٍ، مَنْ قَالَهَا إِذَا أَصْبَحَ عَشْرِ مَرَّاتٍ أُعْطِيَ عَشْرِ خِصَالٍ: أَمَّا أُولَهُنَّ: فَيَحْرِزُ مِنْ إِبْلِيسَ وَجُنُودِهِ، وَأَمَّا الثَّانِيَةُ: فَيُعْطَى قِنْطَاراً مِنَ الأَجْرِ، وَأَمَّا الثَّالِثَةُ: فَتُرْفَعُ لَهُ دَرَجَةٌ فِيِ الجَنَّةِ، وَأَمَّا الرَّابِعَةُ: فَيُزَوَّجُ مِنَ الحُورِ العِيِنِ، وَأَمَّا الخَامِسَةُ: فَيَحْضُرُهَا اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ مَلَكٍ، وَأَمَّا السَّادِسَةُ: فَلَهُ مِنَ الأَجْرِ كَمَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيِلَ وَالزَّبُورَ، وَلَهُ مَعَ هَذَا يَا عُثْمَانَ مِنَ الأَجْرِ كَمَنْ حَجَّ وَاعْتَمَرَ فَقُبِلَتْ حَجَّتُهُ وَعُمْرَتُهُ، وَإِنْ مَاتَ مِنْ يَوْمِهِ طُبِعَ بِطَابِعِ الشُّهَدَاءِ»[89].
33- وَعَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ رضي الله عنه قَالَ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ذَاتَ يَوْمٍ الْمَسْجِدَ فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ أَبُو أُمَامَةَ فَقَالَ «يَا أَبَا أُمَامَةَ مَا لِي أَرَاكَ جَالِسًا فِي الْمَسْجِدِ فِي غَيْرِ وَقْتِ الصَّلاَةِ». قَالَ هُمُومٌ لَزِمَتْنِي وَدُيُونٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ «أَفَلاَ أُعَلِّمُكَ كَلاَمًا إِذَا أَنْتَ قُلْتَهُ أَذْهَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَمَّكَ وَقَضَى عَنْكَ دَيْنَكَ». قَالَ قُلْتُ بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ «قُلْ إِذَا أَصْبَحْتَ وَإِذَا أَمْسَيْتَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْجُبْنِ وَالْبُخْلِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ وَقَهْرِ الرِّجَالِ». قَالَ فَفَعَلْتُ ذَلِكَ فَأَذْهَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَمِّي وَقَضَى عَنِّى دَيْنِي[90].
34- وَعَنْ أَبِيِ بَكْرٍ الصِّدِّيِقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: «يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: قُلْ لِأُمَّتِكَ يَقُولوا: لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ عَشْراً، عِنْدَ الصَّبَاحِ، وَعَشْراً عِنْدَ المَسَاءِ، وَعَشْراً عِنْدَ النَّوْمِ يُدْفَعُ عَنْهُم عِنْدَ النَّوْمِ بَلْوَى الدُّنْيَا، وَعِنْدَ المَسَاءِ مَكَايِدَة الشَّيْطَانِ، وَعِنْدَ الصَّبَاحِ أَسْوَأ غَضَبِي»[91].
35- وَعَنْ مُحَمَّدٍ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيِهِ، قَالَ: «وَجَّهَنَا رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -فِيِ سَرِيَّةٍ، فَأََمَرَنَا أَنْ نَقُولَ إِذَا نَحْنُ أَمْسَيْنَا وَأَصْبَحْنَا: (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا ...) فَقَرَأْنَاهَا فَغَنِمْنَا وَسَلِمْنَا»[92].
36- وَعَنْ بُرَيْدَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «مَنْ قَالَ إِذَا أَصْبَحَ وَإِذَا أَمْسَى رَبِّىَ الله، تَوَكَّلْتُ عَلَيْهِ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ الْعَلِىِّ الْعَظِيمِ، مَا شَاءَ اللهُ كَانَ وَمَا لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ، أَعْلَمُ أَنَّ اللهَ عَلَى كُلَّ شَيْءٍ قَدِيرٍ، وَأَنَّ اللهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا، ثُمَّ مَاتَ دَخَلَ الجَنَّةَ»[93].
37- وَعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «مَنْ قَرَأَ حم الْمُؤْمِنَ إِلَى (إِلَيْهِ الْمَصِيرُ) وَآيَةَ الْكُرْسِيِّ حِينَ يُصْبِحُ حُفِظَ بِهِمَا حَتَّى يُمْسِىَ وَمَنْ قَرَأَهُمَا حِينَ يُمْسِىَ حُفِظَ بِهِمَا حَتَّى يُصْبِحَ»[94].
38- وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:«مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ: اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ، لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ رَبِّي وَأَنَا عَبْدُكَ، آمَنْتُ بِكَ مُخْلِصًا لَكَ دِينِي، أَصْبَحْتُ عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَتُوبُ إِلَيْكَ مِنْ سَيِّءِ عَمَلِي، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِذُنُوبِي الَّتِي لا يَغْفِرُهَا إِلا أَنْتَ، فَإِنْ مَاتَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَإِنْ قَالَ حِينَ يُمْسِي ثَلاثَ مَرَّاتٍ: اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ، لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ رَبِّي، وَأَنَا عَبْدُكَ، آمَنْتُ بِكَ مُخْلِصًا لَكَ دِينِي، أَمْسَيْتُ عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَتُوبُ إِلَيْكَ مِنْ سَيِّءِ عَمَلِي، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِذُنُوبِي الَّتِي لا يَغْفِرُهَا إِلا أَنْتَ، فَمَاتَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ دَخَلَ الْجَنَّةَ"، قَالَ: ثُمَّ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحْلِفُ مَا لا يَحْلِفُ عَلَى غَيْرِهِ، يَقُولُ:"وَاللَّهِ، مَا قَالَهَا عَبْدٌ حِينَ يُصْبِحُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، فَيَمُوتُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ إِلا دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَإِنْ قَالَهَا حِينَ يُمْسِي ثَلاثَ مَرَّاتٍ، فَمَاتَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ إِلا دَخَلَ الْجَنَّةَ»[95].
39- وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِيِ أَوْفَى قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا أَصْبَحَ قَاَلَ: «أَصْبَحْنَا وَأَصْبَحَ المُلْكُ، وَالْكِبْرِيَاءُ، وَالْعَظَمَةُ، وَالخَلْقُ، وَالَّليْلُ، وَالنَّهَارُ، وَمَا سَكَنَ فِيِهِا لِلَّهِ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، الَّلهُمَّ اجْعَل أَوَّلَ هَذَا النَّهَارَ صَلاَحًا، وَأَوْسَطَهُ فَلاَحًا، وَآخِرَهُ نَجَاحًا، وَأَسْأَلَكَ خَيْرَ الْدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ يَا أَرْحَمِ الرَّاحِمِينَ»[96].
40- عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «إِذَا أَصْبَحْتُمْ فَقُولُوا اللَّهُمَّ بِكَ أَصْبَحْنَا وَبِكَ أَمْسَيْنَا وَبِكَ نَحْيَى وَبِكَ نَمُوتُ وَإِذَا أَمْسَيْتُمْ فَقُولُوا اللَّهُمَّ بِكَ أَمْسَيْنَا وَبِكَ أَصْبَحْنَا وَبِكَ نَحْيَى وَبِكَ نَمُوتُ وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ»[97].
تَمَّ بِحَمْدِ اللهِ
وَاللهَ أَسْأَلُ أَنْ يَنْفَعَ بِهِ جَامِعَهُ، وَقَارِئَهُ، وَحَافِظَهُ، وَكُلَّ مَنْ نَظَرَ فِيِهِ، وَمَنْ أَعَانَ عَلَى نَشْرِِهِ، وَأَنْ يَجْعَلَهُ فِيِ مَوَازِيِن الحَسَنَاتِ، إِنَّهُ نِعْمَ المَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِير.
الفهارس
المقدمة.................................... ....... ............................................
عشر فوائد مهمة ينبغي أن تقرأ.......................................... .... ..................
ذكر ما ثبت من الأذكار التي تقال في الصباح والمساء......................... .................
ذكر ما ثبت من الأذكار التي تقال في الصباح خاصة.......................................... ..
ذكر ما ثبت من الأذكار التي تقال في المساء خاصة.......................................... ....
ذكر بعض ما ثبت من الأذكار المطلقة.................................... ....... ...............
ذكر ما لم يثبت - عندي -من أذكار الصباح والمساء.................................... .......
[1]اسْتَشْكَل بَعْضُ الْعُلَمَاءِ تَفْضِيلَ الذِّكْرِ عَلَى الْجِهَادِ مَعَ وُرُودِ الأَْدِلَّةِ الصَّحِيحَةِ أَنَّ الجِهَادَ أَفْضَل الأَْعْمَال، فََجَمَعَ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ رَحِمَهُ اللهُ بِأَنَّ الْمُرَادَ بِالذِّكْرِ الَّذِي هُوَ أَفْضَل مِنَ الْجِهَادِ، الذِّكْرُ الْكَامِل الْجَامِعُ بَيْنَ ذِكْرِ اللِّسَانِ وَذِكْرِ الْقَلْبِ بِالتَّفَكُّرِ وَالاِسْتِحْضَارِ، فَالَّذِي يَحْصُل لَهُ ذَلِكَ يَكُونُ أَفْضَل مِمَّنْ يُقَاتِل الْكُفَّارَ مِنْ غَيْرِ اسْتِحْضَارٍ لِذَلِكَ، وَأَفْضَلِيَّةُ الْجِهَادِ هِيَ بِالنِّسْبَةِ لِلذِّكْرِ اللِّسَانِيِّ الْمُجَرَّدِ. انتهى؛ وَقَدْ فَصَّلْتُ الْقَوْلَ فِيِ ذَلِكَ تَفْصِيلاً مُمْتِعاً إِنْ شَاءَ اللهُ فِيِ كِتَابِيِ (دَفْعُ التَّنَاقُضِ عَنْ أَحَادِيثَ ظَاهِرُهَا التَّعَارُضِ) يَسَّرَ اللهُ إِتْمَامَهُ عَلَى خَيْرٍ.
[2] (صَحِيحٌ) انْظُرْ كِتَابِي (نُزُلُ الأَبْرَارِ فِيِ السِّلْسِلَةِ الصَّحِيحَةِ مِنَ الآَثَارِ) [1/ رَقَم: 228].
[3](الوَابِلُ الصَّيِّبِ) [ص:61].
[4] (الأَذْكَار) لِلنَوَوِيِ [ص:21].
[5] (المَوْسُوعَةُ الفِقْهِيَّةُ الكُوَيْتِيَّةُ) [21/ص:219].
[6] (الجَامِع لأَحْكَامِ القُرْآنِ) [2/ص:171].
[7]قَالَ النَّوَوِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: (إِنَّ الأَذْكَارَ المَشْرُوعَةَ فِيِ الصَّلاَةِ وَغَيْرِهِا، وَاجِبَةً كَانَتْ أَوْ مُسْتَحَبَّةً، لاَ يُحْسَبُ شَيْءٌ مِنْهَا وَلاَ يُعْتَدُّ بِهِ حَتَّى يُتَلَفَّظَ بِهِ بِحَيْثُ يُسْمِعُ نَفْسَهُ إِذَا كَانَ صَحِيحَ السَّمْعِلاَ عَارِضَ لَهُ) انْتَهَى مِنْ (مِرْعَاةِ المَفَاتِيِحِ شَرْحِ مِشْكَاةِ المَصَابِيِحِ) لِلمُبَارَكْفُورِي [7/ص:755].
[8] (مَفَاتِيِحُ الغَيْبِ) لِفَخْرِ الْدِّينِ الرَّازِيِ [15/ص:445].
[9](فَتْحُ البَارِيِ) [11/ص:212].
[10] (المَوْسُوعَةُ الفِقْهِيَّةُ الكُوَيْتِيَّةُ) [21/ص:226]
[11] تَجْدُ ذَلِكَ مُحَرَراً فِيِ كِتَابِي (المُدْنِي فِيِ تَقْرِيبِ المُغْنِي) [3/404] يَسَّرَ اللهُ نَشْرَهُ.
[12] أَخْرِجَهُ مُسْلِمٌ فِيِ (صَحِيحِهِ) [1/رقم:852].
[13](فَتْحُ البَارِي) [1/ ص:344]
[14](فَتْحُ البَارِي) [11/ص:116]
[15] (ضَعِيفٌ) قَاَلَ الهَيْثَمِيُّ فِيِ (مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ) [10/ص:210]: (رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ وَفِيِهِ عُثْمَانُ بْنُ أَبِيِ العَاتِكَةِ وَقَالَ فِيِهِ حُدِّثْتُ عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ وَعُثْمَانُ هَذَا وَثَّقَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ وَضَعَّفَهُ الجُمْهُورُ وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ المُسَمِّينَ ثِقَاتٌ) اهـ.
[16](الوَابِلُ الصَّيِّبُ) [صَ:127].
[17](فَتَاوَى الَّلجْنَةِ الدَّائِمَةِ لِلبُحُوثِ العِلْمِيَّةِ وَالإِفْتَاءِ) [24/178].
[18] (مَطَالِبُ أَُولِي النُّهَى) [1/ص:570].
[19] كَلَامُهُ عَلَى حَدِيثِ: (إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى).
[20] (فَتْحُ البَارِي) [1/ص:21].
[21] وَأَيْضَاً الشَّافِعَي رَحِمَهُ اللهُ يَقْبَلُ المُرْسَلَ بِشُرُوطٍ، وَهُوَ مِنْ أَقْسَامِ الضَّعِيفِ.
[22] (مِنْهَاجُ السُّنَّةِ النَّبَويَّة) [4/ص:341-342].
[23] (أَعْلاَمُ المُوَقَّعِين عَنْ رَبِّ العَالَمِينَ) [1/ص:85].
[24] (الفُروسِيَّة) [1/ص:265].
[25] (الَفَوَائِدُ المَجْمُوعَةُ فِيِ الأَحَادِيثِ المَوْضُوعَةِ) [1/ص:283].
[26] رَوَاهُ مُسْلِمٌ [رَقَم: 2723]وَغَيْرُهُ.
[27] رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِيِ (الكُبْرَى) [رَقَم: 10399] وَغَيْرُهُ.
[28] رَوَاهُ البُخَارِيُّ [رَقَم: 5947]وَغَيْرُهُ.
[29] رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِيِ (الكُبْرَى) [رَقَم: 10406] وَغَيْرُهُ.
[30]رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِيِ (الكُبْرَى) [رَقَم: 10405] وَغَيْرُهُ.
[31] رَوَاهُ البُخَارِيُّ فِيِ (الأَدَبِ المُفْرَدِ) [رَقَم: 1204] وَأَبُو دَاوُدَ فِيِ (السُّنَنِ) [4/رَقَم: 5069 ] وَالَّلفْظُ لَهُ، وَمَا بَيْنَ المَعْقُوفَتَيْنِ عِنْدَ أَحْمَدَ فِيِ (المُسْنَدِ) [11/رَقَم:6851].
[32] رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ [4/رَقَم: 5074 ]وَغَيْرُهُ.
[33] رَوَاهُ أَبُو دَاودَ [رَقَم: 5088] وَغَيْرُهُ.
[34]أَيَةُ الكُرْسَيِّ (255) مِنْ سُورَةِ البَقَرَةِ: (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ).
[35]رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِيِ (الكُبْرِى) [رقم: 10797] وَغَيْرُهُ.
[36] سُورَةُ الإِخْلاَصِ: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ(4)) .
[37] المَعُوذَتَانِ: سُورَةُ الفَلَقِ: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5))، وَسُورَةُ النَّاسِ: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6)).
[38] رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ [رَقَم: 5082] وَالتِّرْمِذَيُّ وَالَّلفْظُ لَهُ [رَقَم: 3575] وَغَيْرُهُمَا.
[39] رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ [رَقَم: 5077] وَغَيْرُهُ.
[40]رَوَاهُ أَحْمَدُ [5/420] وَغَيْرُهُ.
[41]رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ [رقم: 5081] وَغَيْرُهُ، وَزِيَادَةُ (صَادِقًا كَانَ بِهَا أَوْ كَاذِبًا) مُنْكَرَةٌ، قَالَ الحَافِظُ ابْنُ كَثِيرٍ رَحِمَهُ اللهُ فِيِ (التَّفْسِيرِ) [4/ص:244]: (وَهَذِهِ زِيَادَةٌ غََرِيبََةٌ، ثُمَّ رَوَاهُ (أَيْ ابْنَ عَسَاكِرٍ) فِيِ تَرْجَمَةِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ أَبِيِ مُحَمِّدٍ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بْنِ عُمَرَ، بِسَنَدِهِ فَرَفَعَهُ فَذَكَرَ مَثْلَهُ بِالزِّيَادَةِ. وَهَذَا مُنْكَرٌ، وَاللهُ أَعْلَمُ).
[42](التَّرْغِيبُ) [1/ 227].
[43]رَوَاهُ مُسْلِمٌ [رقم: 2692] وَغَيْرُهُ.
[44]رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِيِ (الكُبْرَى) [رقم: 10657] وَغَيْرُهُ.
[45]رَوَاهُ مُسْلِمٌ [رَقَم:2726] وَغَيْرُهُ.
[46]رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِيِ (الكُبْرَى) [رَقَم: 10275] وَغَيْرُهُ.
[47]رَوَاهُ الطَّبَرانِيُّ فِيِ (الكَبِيرِ) [20/838] وَغَيْرُهُ.
[48]رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِيِ (الكُبْرَى) [رَقَم: 9831] وَغَيْرُهُ.
[49]رَوَاهُ مُسْلِمٌ [رَقَم:2709] وَغَيْرُهُ.
[50]رَوَاهُ البُخَارِي ُّ[5/6040]، وَمُسْلِمٌ [4/2691] وَالَّلفْظُ لَهُ.
[51]رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِيِ (الكُبْرَى) [رَقَم: 10412] وَغَيْرُهُ.
[52]رَوَاهُ مُسْلِمٌ [1/408] وَغَيْرُهُ.
[53]رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِيِ (عَمَلِ اليَوْمِ وَاللَّيْلَةِ) [رَقَم: 64] وَغَيْرُهُ.
[54]رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ [5/3434] وَغَيْرُهُ.
[55]رَوَاهُ ابْنِ مَاجَة[2/3826]وَغَيْرُهُ.
[56]رَوَاهُ البُخَارِيُّ [4/3968] وَاللَّفْظُ لَهُ، وَمُسْلِمٌ [4/2704].
[57]رَوَاهُ البُخَارِيُّ [5/6043] وَمُسْلِمٌ [4/2694].
[58](ضَعِيفٌ) أَخْرَجَهُ أَبُو دَاودَ فِيِ (السُّنَنِ) [2/رَقَم:5062، 5078] وَغَيْرُهُ.
[59](ضَعِيفٌ) أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ فِيِ (الجَامِعِ) [5/3389]وَغَيْرُهُ.
[60](ضَعِيفٌ) أَخْرَجَهُ أَبُو دَاودَ فِيِ (السُّنَنِ) [4/رقم:5075] وَغَيْرُهُ.
[61](ضَعِيفٌ) أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ فِيِ (التَّارِيخِ الكَبِيرِ) [1/ص:137] وَغَيْرُهُ، وَصَحَّ مِنْ قَوْلِ قَتَادَةَ.
[62](مُنْكَرٌ مَرْفُوعَاً) أَخْرَجَهُ ابْنِ السُّنِّيِ فِيِ (عَمَلِ اليَوْمِ وَاللَّيْلَةِ) [رَقَم:71] وَلَمْ يَذْكُرْ فِيِهِ قَوْلَهُ: (صَادِقاً كَانَ أَوْ كَاذِباً) وَذَكَرَهَا ابْنُ عَسَاكِرٍ فِيِ (تَارِيخِ دِمَشْق) [10-ص:157] ، وَقَدْ صَحَّ مَوْقُوفاً كَمَا تَقَدَّم.
[63](ضَعِيفٌ) أَخْرَجَهُ ابْنِ السُّنِّيِ فِيِ (عَمَلِ اليَوْمِ وَاللَّيْلَةِ) [1/رقم:57] وَغَيْرُهُ.
[64](ضَعِيفٌ) أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ فِيِ (المُسْنَدِ) [47/رقم:22292]وَغَيْرُهُ.
[65](ضَعِيفٌ) أَخْرَجَهُ ابْنِ السُّنِّيِ فِيِ (عَمَلِ اليَوْمِ وَاللَّيْلَةِ)[1/رقم:66].
[66](ضَعِيفٌ) أَخْرَجَهُ أَبُو دَاودَ فِيِ (السُّنَنِ) [رقم:5092]، وَالبُخَارِيُّ فِِيِ (الأَدَبِ المُفْرَدِ) [1/رَقَم:701]، وَأَحَمَدُ وَاللَّفْظُ لَهُ [5/42] وَغَيْرُهُم.
[67](ضَعِيفٌ) أَخْرَجَهُ عَبْدُ الغَنِيِ فِيِ (الحَثِّ عَلَى الدُّعَاءِ) [رَقَم: 96].
[68](ضَعِيفٌ جداً) أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيِ فِيِ (الدُّعَاءِ) [1/رقم:294].
[69](ضَعِيفٌ) أَخْرَجَهُ ابْنُ السُّنِّي فِيِ (عَمَلِ الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ) [1/رَقَم:51].
[70](ضَعِيفٌ جِدَّاً) أَخْرَجَهُ ابْنُ السُّنِّي فِيِ (عَمَلِ الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ) [1/رقم:49].
[71](ضَعِيفٌ) أَخْرَجَهُ ابْنُ السُّنِّي فِيِ (عَمَلِ الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ) [1/رقم:50].
[72](ضَعِيفٌ) أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيِ فِيِ (الأَوْسَطِ) [9/رقم:9356].
[73](ضَعِيفٌ) أَخْرَجَهُ أَبُو دَاودَ فِيِ (السُّنَنِ) [14/رقم: 5086].
[74](ضَعِيفٌ) أَخْرَجَهُ ابْنُ السُّنِّي فِيِ (عَمَلِ الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ) [1/رقم:55].
[75](ضَعِيفٌ) بِهَذَا الَّلفْظِ أَخْرَجَهُ ابْنُ السُّنِّي فِيِ (عَمَلِ الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ) [1/رقم:54]، أما الثابت بلفظ: كانَ يَقُولُ إِذَا صَلَّى الصُّبْحَ حِينَ يُسَلِّمُ «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا وَرِزْقًا طَيِّبًا وَعَمَلاً مُتَقَبَّلاً ».قُلْتُ: وَعَلَيْهِفَهُوَ مِنْ الأَذْكَارِ الَّتِيِ تُقَالُ عَقِبَ صَلاَةِ الصُّبْحِوَلَيْسَ مِنْ أَذْكَارِ الصَّبَاحِ.
[76](ضَعِيفٌ جِدَّاً) أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيِ فِيِ (الكَبِيرِ) [1/رَقَم:634].
[77](ضَعِيفٌ) أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ فِيِ (الجَامِعِ) [11/رَقَم:3172].
[78](ضَعِيفٌ جِدّاً) أَخْرَجَهُ ابْنُ السُّنِّي فِيِ (عَمَلِ الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ) [1/رَقَم:53].
[79](ضعيف جداً) أخرجه ابن السني في (عمل اليوم والليلة) [رقم:61] وغيره.
[80](ضَعِيفٌ) أَخْرَجَهُ ابْنُ السُّنِّي فِيِ (عَمَلِ الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ) [1/رقم:67].
[81](ضَعِيفٌ) أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِي فِيِ (الأَوْسَطِ) [9/رَقََم:4555].
[82](ضَعِيفٌ جِدّاً) أَخْرَجَهُ أَبُو دَاودَ فِيِ (السُّنَنِ) [14/رَقَم:5078].
[83](ضَعِيفٌ جِدّاً) أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِي فِيِ (الأَوْسَطِ) [16/رَقَم:7872].
[84](ضَعِيفٌ جِدّاً) أَخْرَجَهُ أَبُو يَعْلَى فِيِ (المُسْنَدِ) [7/رَقَم:3277]، وَغَيْرُهُ.
[85](ضَعِيفٌ) أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيِ فِيِ (الكَبِيرِ) [7/رقم:7953] وَغَيْرُهُ.
[86](ضَعِيفٌ) أَخْرَجَهُ أَبُو دَاودَ فِيِ (السُّنَنِ) [14/رقم:5077 عون] وَغَيْرُهُ.
[87] (ضَعِيفٌ) بِزِيَادَةِ: (حِينَ يُصْبِح) أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيِ فِيِ (الكَبِيرِ) [19/رقم:282]، وَفِيِ (الأَوْسَطِ) [2/رَقَم:530] وَغَيْرُهُ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِيِ بَابِ مَا يُقَالُ فِيِ المَسَاءِ خَاصَةً.
[88](ضَعِيفٌ)أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِيِ عَاصِمٍ فِيِ (الصَّلاَةِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) [رَقَم:61]، والطَّبَرَانِيِ فِيِ (الكَبِيرِ)[10/رقم:120].
[89](مَوْضُوعٌ) أَخْرَجَهُ أَبُو يَعْلَى فِيِ (المُسْنَدِ) [7/4126] وَغَيْرُهُ.
[90](ضَعِيفٌ) أَخْرَجَهُ أَبُو دَاودَ فِيِ (السُّنَنِ) [5/رَقَم 1557 عَوْن] وَغَيْرُهُ.
[91](ضَعِيفٌ) أَخْرَجَهُ الدَّيْلَمِيُّ فِيِ (مُسْنَدِ الفِرْدَوْسِ) [5/رَقَم:8093].
[92](ضَعِيفٌ مُنْقَطِعٌ) أَخَرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ فِيِ (مَعْرِفَةِ الصَّحَابَةِ) [2/رَقَم:960] وَغَيرُهُ، قَاَلَ أَبو نُعَيْمٍ: (وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الحَارِثِ بْنِ خَالِدٍ التَّيْمِيِّ، تَيْمِ قُرَيْشٍ قَالَ الْبُخَارِيُّ: كَانَ مِمَّنْ هَاَجَرَ مَعَ أَبِيِهِ ، وَذَكَرَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلَ، أَنَّهُ ذَكَرَ مُحَمَّدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الحَارِثِ، فَقَالَ: وَكَانَ أَبُوهُ مِنَ المُهَاجِرِينَ ، ذَكَرَهُ عَنْ زَيْدٍ بْنِ الحُبَابِ، وَإِنّّمَا عَنِى بِأَبِيِهِ جَدَّهُ) اهـ قَالَ الحَافِظُ فِيِ (نَتَائِجِ الأَفْكَارِ) [1/ص:315]: (وَإِطْلاَقُ الأَبِ عَلَى الجَدِّ شَائِعٌ، وَعَلَى هَذَا فَيَكُونُ مُنْقَطِعًا، لأَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ لَمْ يُدْرِكْ جَدَّهُ) اهـ
قُلْتُ: هَذَا هُوَ الصَّوَابُ وَعَلَيْهِ فَلاَ يُلْتَفَتْ إِلَى تَحْسِينِهِ لَهُ فِيِ الإِصَابَةِ، وَاللهُ أَعْلَمُ.
[93](ضَعِيفٌ) أَخْرَجَهُ ابْنُ السُّنِّي فِيِ (عَمَلِ الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ) [رَقَم:42].
[94](ضَعِيفٌ) أَخْرَجَهُ التِرْمِذِيُّ فِيِ (الجَامِعِ) [11/رَقَم:3120 تُحْفَة] وَغَيْرُهُ.
[95](ضَعِيفٌ جِدَّاً) أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيِ فِيِ (الكَبِيرِ) [7/رقم:7707]، وَفِيِ (الأَوْسَطِ) [7/رقم:3214] وَغَيْرُهُ.
[96](ضَعِيفٌ) أَخْرَجَهُ ابْنُ السُّنِّي فِيِ (عَمَلِ الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ) [رقم:38] وَغَيْرُهُ.
[97](شَاذٌ بِلَفْظِ الأَمْرِ) وَالمَحْفُوظُ مِنْ فِعْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا تَقَدَّم، أَخْرَجَهُ (بِلَفْظِ الأَمْرِ) ابْنُ مَاجَة فِيِ (السُّنَنِ) [2/رَقََم:4001] وَأَيْضَاً وَرَدَ بِأَلْفَاظٍ لَمْ تَصِحْ مِنْهَا: أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ إِذَا أَصْبَحَ «اللَّهُمَّ بِكَ أَصْبَحْنَا وَبِكَ أَمْسَيْنَا وَبِكَ نَحْيَا وَبِكَ نَمُوتُ وَإِلَيْكَ النُّشُورُ ». وَإِذَا أَمْسَى قَالَ «اللَّهُمَّ بِكَ أَمْسَيْنَا وَبِكَ نَحْيَا وَبِكَ نَمُوتُ وَإِلَيْكَ النُّشُورُ»، أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ فِيِ (الكُبْرَى) [6/رَقَم:9836]، وَغَيْرُهُ.
وَمِنْهَا بِلَفْظِ:كَانَ يَقُول إِذَا أَصْبَحَ: «اللَّهُمَّ بِك أَصْبَحْنَا, وَبِك أَمْسَيْنَا, وَبِك نَحْيَا, وَبِك نَمُوت, وَإِلَيْك النُّشُور» بذكر إذا أصبح فقط أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ فِيِ (الكُبْرَى) [6/رَقَم:9836]، وَغَيْرُهُ.
ومنها بلفظ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يُعَلِّمُ أَصْحَابَهُ يَقُولُ «إِذَا أَصْبَحَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلِ اللَّهُمَّ بِكَ أَصْبَحْنَا وَبِكَ أَمْسَيْنَا وَبِكَ نَحْيَا وَبِكَ نَمُوتُ وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ. وَإِذَا أَمْسَى فَلْيَقُلِ اللَّهُمَّ بِكَ أَمْسَيْنَا وَبِكَ أَصْبَحْنَا وَبِكَ نَحْيَا وَبِكَ نَمُوتُ وَإِلَيْكَ النُّشُورُ» أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ فِيِ (الجَامِعِ) [12/رَقَم 3719 تُحْفَة].
قَالَ ابْنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ فِيِ (تَهْذِيْبُ سُنَنِ أَبِي دَاودَ وَإيضاحِ مُشكِلاتِهِ)[2/ص:465]: (وَلَفْظ النَّسَائِيِّ فِيهِ «أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُول إِذَا أَصْبَحَ: اللَّهُمَّ بِك أَصْبَحْنَا, وَبِك أَمْسَيْنَا, وَبِك نَحْيَا, وَبِك نَمُوت, وَإِلَيْك النُّشُور" فَقَطْ. وَرَوَاهُ أَبُو حَاتِم بْن حِبَّان فِي صَحِيحه, وَقَالَ «إِنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُول إِذَا أَصْبَحَ: اللَّهُمَّ بِك أَصْبَحْنَا, وَبِك أَمْسَيْنَا, وَبِك نَحْيَا, وَبِك نَمُوت, وَإِلَيْك النُّشُور, وَإِذَا أَمْسَى قَالَ: اللَّهُمَّ بِك أَمْسَيْنَا, وَبِك أَصْبَحْنَا, وَبِك نَحْيَا, وَبِك نَمُوت وَإِلَيْك الْمَصِير" . فَرِوَايَة أَبِي دَاوُدَ فِيهَا «النُّشُور» فِي الْمَسَاء, وَ «الْمَصِير» فِي الصَّبَاح. وَرِوَايَة التِّرْمِذِيّ فِيهَا «النُّشُور» فِي الْمَسَاء, وَ «الْمَصِير» فِي الصَّبَاح. وَرِوَايَة اِبْن حِبَّان فِيهَا «النُّشُور» فِي الصَّبَاح وَ «الْمَصِير» فِي الْمَسَاء , وَهِيَ أَوْلَى الرِّوَايَات أَنْ تَكُون مَحْفُوظَة ; لِأَنَّ الصَّبَاح وَالِانْتِبَاه مِنْ النَّوْم : بِمَنْزِلَةِ النُّشُور وَهُوَ الْحَيَاة بَعْد الْمَوْت، وَالْمَسَاء وَالصَّيْرُورَة إِلَى النَّوْم بِمَنْزِلَةِ الْمَوْت, وَالْمَصِير إِلَى اللَّه وَلِهَذَا جَعَلَ اللَّه سُبْحَانه فِي النَّوْم الْمَوْت وَالِانْتِبَاه بَعْده دَلِيلًا عَلَى الْبَعْث وَالنُّشُور; لِأَنَّ النَّوْم أَخُو الْمَوْت, وَالِانْتِبَاه نُشُور وَحَيَاة قَالَ تَعَالَى : (وَمِنْ آيَاته مَنَامكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَار وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْله , إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَات لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ). وَيَدُلّ عَلَيْهِ أَيْضًا مَا رَوَاهُ الْبُخَارِيّ فِي صَحِيحه عَنْ حُذَيْفَة أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا اِسْتَيْقَظَ قَالَ: «الْحَمْد لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَمَا أَمَاتَنَا , وَإِلَيْهِ النُّشُور» اهـ