تنبيه في مسألة عمل أهل المدينة.

أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.. أما بعد:
إن من أكبر الأصول التي اعتمد عليها أئمة المالكية في الاستدلال والاحتجاج هي عمل أهل المدينة مما كان سببا في تجريد مصنفاتهم عن الأدلة الأخرى كنص الكتاب والسنة وغيرهما- وإن كان التجريد جاء من المتأخرين لا المتقدمين- فكان حري بحث هذا الأصل الذي اعتمد عليه إمام من أئمة السلف وهو الإمام مالك رحمه الله تعالى.

وإذا نظرنا في كتب أصول الفقه نجد أن أئمة المذاهب على مختلف طرقهم يجعلون مسألة عمل أهل المدينة في باب الإجماع ويقولون: الإجماع من كل الأمة لا من بعضها فإجماع بعض الأمة ليس بحجة.
وهذا أمر غير صحيح لأن عمل أهل المدينة حجة عند المالكية لا لكونه إجماعا ولكنه كالنقل المتواتر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم, لذلك هو مخصوص بالمسائل التي طريقها النقل, فمن استدل بعمل أهل المدينة على مسألة اجتهادية فقوله مردود وكذا من رد عمل أهل المدينة لكونه لم تتوفر فيه شروط الإجماع فقوله مردود أيضا. فنقض هذا الدليل وإثباته مرتبط بتسليم كونه نقلا متواتر صحيحا أم لا؟
وقد يدلي الإخوة بدلوهم للاستفادة.
وفقكم الله.