عالم ماوراء الستار

تسير في الشوارع والطرقات ، تدلف إلى الأسواق والمراكز التجارية ، تتجول حول الشواطئ والمتنزهات ولكنك بكل تأكيد لاتشعر بما يدور حولك من بيوع وصفقات وعملاء وشبكات .
عالم خفي يعيش أفراده بيننا ويتصرفون مثلنا ولكننا قد لانشعر بهم إلا إذا أصبحنا ضمن منظومتهم الخفية وهذا هو مايعرف بالعالم السفلي أو عالم ماوراء الستار.

جماعات تروج للمخدرات ، وجماعات لغسيل الأموال وجماعات لغسيل العقول والترويج للأفكار المنحرفة وجماعات لترويج الأفلام الخليعة والتكسب من وراء إشاعة الفاحشة بين أفرادالمجتمع.

إنه بالفعل عالم خفي له رموزه وشفراته ، له مصطلحاته وعقائده يصطادون فريستهم من بين المئات ويتتبعون ضحاياهم في كل الزوايا والطرقات ، لهم عيون في كل مكان ولهم أدلاء في كل شارع ، يتلاشون كما الأشباح كلما اقترب منهم الخطر ، يسيرون بجانبك ويعقدون الصفقات تلو الصفقات وأنت لاتشعر ، ويتبادلون أشيائهم المتفق عليها وأنت لاتدري. وليس غريباً أن تختلف أساليبهم الإجرامية باختلاف مستوياتهم الاجتماعية وتتطور تلك الأساليب تبعاً للتطور التقني الهائل الذي يشهده العالم المعاصر فهم لاينقصهم الذكاء ولكن ينقصهم سوء استخدامهم له.

تأملوا جيداً فيما يٌكشف عنه من أوكار ومخابئ لهذا العالم الخفي فهو شيء قد لايصدقه العقل ولكنه موجود على أرض الواقع وهو لايمثل إلا رأس جبل الجليد وماخفي كان أعظم. ولقد ساهمت الأفواج الكبيرة من العمالة الوافدة والتي اكتسحت المدن والقرى في زيادة أعداد هذه الشريحة وتنوع أساليبها وتطور خططها الإجرامية وبكل لغات العالم تقريباً

ومن يدري فقد لاتكون تلك الإعلانات المكتوبة بعدة لغات مختلفة على جدران الأحياء التي تسكنها هذه العمالة سوى خرائط وأدلة للدخول إلى تلك العوالم الخفية أو قد تكون عوامل جذب قوية للحصول على عملاء جدد أو أدوات تهديد لعملاء آخرين في حال انسحابهم أورغبتهم في الخروج من أعماق ذلك العالم المستتر.إنه عالم خفي يصبح الداخل إليه مفقود والخارج منه مولود
رابط المقال :
عالم ماوراء الستار | صحيفة الوئام الالكترونية