الطفل سليط اللسان كيف تتعاملين معه ؟؟

لالا..لم أربي طفلي هكذا !!
لالا.. طفلي لا يقول هذا !!
لقد ربيته على حسن الكلامكيف يقول هذا اللفظ !!

هذهكلها نداءات الحسرة والألم من الآباء الصادقين عندما يعلمون أن أبناءهم الأبرياءيتلفظون بألفاظقبيحة أو ذميمة, فيجدون أنفسهم عاجزين عنتفسير هذه الظاهرة وفي نفس الوقت يقفون مكتوفي الأيدي أمام هذه الكارثة لا يجدونسبيلا للعلاج !!
حقاًأنه لمن المؤسف أن يجد الآباء أطفالهم هكذا وبدون مقدمات يتلفظون بلفظ نابي أو بذيءأمام الناس!! والأدهى من ذلك والأمرّ أنك تجد الطفل الصغير ذو السنتين هوالآخر يتلفظ بهذه الألفاظ !!
قانون نيوتن يفسر الظاهرة: لكل فعل رد فعليساويه في المقدار ويضاده في الاتجاه !!
هذههي القاعدة التي يمكننا من خلالها تفسير الكثير من سلوكيات أبنائنا الخاطئة وهي أنكل رد فعل لأبنائنا بالسلب كان أو بالإيجاب في سلوكياتهم أو ألفاظهم أو أخلاقهم،إنما هو ناجم عن فعل الكبار أمامهمسواء الأسرة أو المجتمع أو المدرسة؛ فهذاالفعل هو المولد الحقيقي لرد الفعل الخاطىء أو الايجابي من طفلك, وبقدر ما يرىالطفل من فعل بقدر ما تجد منه رد لهذا الفعل في كل مكان،فهو بمثابة الوعاء الذييملأه المجتمع ليرد ما به مرة أخرى إلى هذا المجتمع ..

قبلوقوع الكارثة !! هذه الوسائل العملية لنتجنب المشكلة قبل وقوعها :

1- عاملي طفلك كما تحبين أن يعاملك, وخاطبيه باللغة التي تحبين أن يخاطبكبها.

2-استعملي اللغة التي ترغبين أن يستعملها أبناؤك وعلميها طفلك منالبداية فعلميه أن يقول : 'شكراً', 'من فضلك' 'لو سمحت ', 'أتسمح', ' أعتذر'..

3 - راقبي اللغة المتداولة في محيطه وتعرفي على أصدقائه وعلى أمه أيضاً, فكونيرقيباً على صداقاته .

4- لا يصح أن يتربى الطفل في الشارع, فكثير من الآباء يترك أطفالهم مناستيقاظهم إلى أن يحين موعد نومهم يلعبون ويمرحون في الشارع وذلك بحجةتعويدهم الصلابة, والحقيقة أن الألفاظ البذيئةكثيراً ما يتم تداولها في الشارع فانصحي أمه بعدم ترك طفلها في الشارع..

5-إذا سمعتي طفلك يتلفظ بلفظبذيء عن غير فهم منه ، فتجاهلي الأمر كأنك لم تسمعي شيء لأن الطفل ربما يفهم منك أنت،أما إذا لم تعري الأمر اهتماماً فلن ينتبه هو الآخر ولن يعير الأمر اهتماماً ويمكنكفي هذه الحالةأن تحولي اللفظ بتعديل بسيط. فمثلاً لو تلفظبلفظ ' حمار' عن غير فهم منه لأنه سمعها في الشارعأو في مكان آخر، يكون رد فعلكأن تقولي له بابتسامه : آه ماذا قلت ' قطار'آه نعم سنلعب لعبة القطار .. وهكذا تغيري مجرىالكلام.

6- اهتمي بتعليم طفلك الأخلاق الفاضلة من خلال القصة البسيطةوالنشيد الجميل .

7- علميه قصة أبو بكر الصديق عندما أمسك بلسانه وقال 'هذا الذي أوردني الموارد '

8- اهتمي بتدريسه سورة الحجرات واشرحي تفسيرها له بصوره مبسطه خاصة قول الله تعالى ( ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُواْخَيْراً مِّنْهُمْ ..)

9-حذري أمه من تعليمه كلاما غير لائق في الصغر بهدف التندروالضحك، فضحك اليوم يورث بكاء الغد، وحذريها أيضاً من دفعه لسب الكبار ولو على سبيلالمزاح، فكل هذا يغرس في نفسه سلوكاً خاطئاً ويربّي في حسه عدم احترامالآخرين.

بعدوقوع الكارثة كيف العلاج ؟؟
نحن الآن نريد أن نعالج مشكلة الطفل السبّاب أو اللّعان أو سليطاللسان:

1- التغلب على أسباب الغضب: فالطفل يغضب وينفعل لأسباب قد نراها تافهة كفقدان اللعبة... وعلينا نحن الكبار ألا نهوّن من شأن أسبابانفعاله هذه, فاللعبة بالنسبة له مصدر متعة ولا يعرف متعة غيرها.. فعلينا إذاً أننهديء من روعه وأن نعلمه ما يقول حال غضبه مثل ' أستغفر الله ',' لا حول ولا قوةإلا بالله ' و' سبحان الله '.

2-إحلال السلوك القويم محل السلوك المرفوض وذلك عن طريق :
- البحث عن مصدر تلقيالألفاظ البذيئة في بيئة الطفل سواء من البيت أو الجيران أو الأقران وإبعاده عن مصدر هذه الألفاظ.
- إظهار الرفض التاملهذا السلوك وذمه علناً.
- التحلّي بالصبر والهدوء في علاج المشكلة.
- مكافأة الطفل بالمدحعند تعبيره عن غضبه بطريقه سليمة.
- إذا لم يستجب الطفلبعد أربع أو خمس مرات من التنبيه يعاقب بالحرمان من شيءيحبه.
- يعود الطفل علىالاعتذار والأسف كلما تلفظ بكلمة بذيئة, ويكون هذا التعويد بحزم واستمرار.
- لابد أن يكونالوالدان والمعلمة قدوة حسنة للطفل وأن يبتعدواعن الألفاظ البذيئة.
- تطوير مهارة التفكيرلدى الطفل وفتح أبواب للحوار معه فهذا يهذب السلوك الانفعالي المسبب لهذه الألفاظ .

3- امدحي الكلام الجميل: فعندما يتكلم الطفل بكلام حسن أبدي إعجابك بهذا الكلام كأنتقولي ' يعجبني كلامك الهادئ ', ' هذا جميل منك ' لسانك يقطر عسلاً', ' هذا الأسلوبالجميل يغرس
لك غراساً في الجنة ', وهكذا يدرك الطفل قيمةالكلام الجميل ويتجنبالكلام القبيح..

4- احذري الرد بعنف وإظهار الغضب :فالعقاب بدون تدرج وتخطيط يولد الخوف ولا يولد الاحترام ونحنلن نستفيد شيئا إذا امتنع الطفل عناللفظ أمامك أما إذا ذهبت الرقابة أطلق للسانه العنانإننا نريد أن يمتنعالطفل عن الخلق السيئ امتناع المقتنع لا امتناع المكره ولا يكون ذلك بالغضبوالانفعال السريع من المربي وتحويل العقاب إلى صورة تشبه الانتقام

إن تغيير السلوك يحتاج إلى وقت وجهد و صبر و حلم وأنت عزيزتي معلمة رياض الأطفال رائدة هذه الأخلاق فترفقي بطفلك من أجل مستقبل

قرأت لك هذا الموضوع وأحببت أن تستفيدي منه