لماذا يتهمون اهل الحديث بالتشبيه و التجسيم؟

أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و اصحابه اجمعين

كثيرا نسمع و نقرأ اتهام اهل الحديث بالتشبيه و التجسيم و بعضهم يظنون ان هذا الاعتقاد اعتقاد ابتدعه ابن تيمية او غيره.
لكن هذا الاعتقاد الذي يسمونه تشبيها و تجسيما موجود في الآثار عن القرون الاوائل. مثلا الطبري في القرن الثالث يقول في تفسير قوله تعالى فففوَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَققق:
...وقال بعض أهل العربية من أهل البصرة (والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه) يقول في قدرته نحو قوله: (وما ملكت أيمانكم) أي وما كانت لكم عليه قدرة وليس الملك لليمين دون سائر الجسد، قال: وقوله (قبضته) نحو قولك للرجل: هذا في يدك وفي قبضتك. والأخبار التي ذكرناها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن أصحابه وغيرهم، تشهد على بطول هذا القول. ... (تفسير طبري 21-329)

و تأويلاتهم ليس منقولا عن اهل السنة، بل قالها او قال شبيهها اهل البدعة من المعتزلة و الخوارج و غيرهم.

لكن السؤال الذي يبقى هو انهم لماذا يظنون هذا الظن السوء في اهل السنة؟

انا اعتقد ان سبب هذا هو انهم يظنون اننا نعرف الله تعالى على طريقتهم اي بالذهن و الكلام. فيقولون "لابد لليد ان يكون جارحة" و "الذي يقول ان لله يدا و وجها و قدما و غيره يظن الله مركبا" و ... . كل هذا لانه لايستطيع الذهن و الكلام ان يأتيا بيد ليس كيد الانسان.
و جواب هذه الشبهات جملة واحدة "اهل السنة لايؤمنون بالله بالكلام و الذهن بل يؤمنون به و يعرفونه بقلوبهم" و كلامهم حكاية عن ما في صدورهم من علم و حس و ايمان.

و من اسباب حيرتهم و ضلالتهم ان اصلهم على التشبيه ثم يحاولون ان يبتعدوا عن التشبيه. و هذا الاصل هو: ان طريقة معرفة الله بالكلام و الذهن. و كلامهم و ذهنهم لايستطيعان ان يكلموا او يتخيلوا بشيء ليس كمخلوقات تعاملوا معها طول حياتهم.
و ايضا من اسباب حيرتهم و ضلالهم انهم جعلوا وسيلة توصيف الحق(اي الكلام) و سيلة لوصال الحق فلايصلون اليه ابدا.