الحلقة الثامنـــ(8)ــــــة..... من قمم النجاح......
الثقة بالنفس
يقول دايل كارنجي : عندما التقى والداك وتزوجا ، كان هناك فرصة 300,000 بليون شخص ، كنت أنت الوحيد بينهم ، بمعنى آخر أنَّه كان لديك 300،000بليون أخ أو أخت لابدَّ ان يكونوا مختلفين عنك ،فأنت كيانٌ مستقل يجب عليك ان تكون طبقاً لما تمليه عليك تجاربك ومحيطك ، مهما كلَّف الأمر ، فلنحاول ألا نقلِّد الآخرين ، فالتقليد انتحارٌ ، ولنكن أنفسنا مهما كلف الأمر.
وعلى صدد هذه المقولة ترى ان هناك اشخاص يملكون الثقة بالنفس وهناك اشخاص لا يملكونها ، فالثقة بالنفس تبنا في الصغر ليستفاد منها في الكبر ، وتعتبر الثقة بالنفس المحور الاساسي لشخص في حياته فبها يستطيع إختيار القرار الصحيح في الوقت الصحيح وهي مركز اتصال الشخص بالمجتمع المحيط به ، فيعرف الشخص الواثق من غير الواثق من خلال تصرفاته وعاداته سلبية كانت ام ايجابيه ومن امثلة الظواهر الإجتماعية الداله على عدم الثقة بالنفس التدخين والتفحيط ، وارى ان التدخين والتفحيط وجهان لعملة واحدة لانها كما يعتقدون ضعفاء النفوس إحدى اساليب إثبات الرجولة والتمييز عن الغير وكلها هدر للوقت وللمال بل ولصحة ايضاً .
يقول الجوزي _رحمه الله_ : أول فساد الصبيان بعضهم بعض .
هذا مطابق لما نتعايشه في المجتمعنا المعاصر ، ونرى ان الفساد يكون من الصديق السوء ، الذي يحثك على اتباعه وإرغامك على متابعته بشتى السبل الممكنه ، لأنه
لا يحب ان يكون منبوذاً من المجتمع لممارسته افعال خاطئه ولذلك يسحب أصدقائه ومن حولهم لكي يقي نفسه من الكلام ويدعهم في وجه القذيفة .
يقول المثل الكوري : لا تشتر بأذنيك ؛ بل بعينيك .
وهذا منطبقٌ على حال من يسمع ولا يتأكد ، في شتى مهام الحياة ، ومنها من يتهم شخصاً بمجرد السماع عنه فقط من فلان وفلان فيجعل نفسه في موقف هو غني عنه ، وهذا كله إن دل على شيء دل على عدم الثقة بالنفس .
ولا تكثر الحديث عن نفسك مما قد يُرى لناس انك غير واثق منها كما قال السباعي _رحمه الله_ :تحدثك عن نفسك ، دليل على أنك لست واثقا ًمنها .
وفيجب على الإنسان أن يكون واثق من نفسه بالقدر المعقول الذي يخوله على المعايشة مع الناس ، وأن يجعل التقة بالنفس اساسه في جميع أمور الحياة ومجالاتها ، فكلما عملت عملاً مبنياً على ثقتك كلما اصبح جميلاً ورائعاً أمام ناظريك وأمام الآخرين .
وقال سينكا : رأيك بنفسك أهم من رأي الآخرين بك .
فلا تهتم بالذين يبدون رأيهم بك بسخط ٍأو بمدح فإذا كنت في قناعة نفسك تعلم رأيك بها فأن رأيك بها سينعكس على تصرفاتك امام المجتمع مهما كانت هي تصرفاتك ، وليعلم كل أنسان أن رضى الناس غاية لا تدرك وعلى هذا السياق هناك ابيات تتكلم عن رضى الناس :
ضحكت فقالوا : ألا تحتشمْ
بكيت فقالوا ألاتبتسمْ
بسمتُ فقالوا يرائي بها
عبست فقالوا بدا ماكتمْ
صمتُّ فقالوا كليل اللسان
نطقت فقالوا كثير الكلامْ
حلمتُ فقالوا صنيع جبان
ولـو كان مقـتــدراً لانتقم
بسلتُ فقالوا لطيشٍ به
وماكان مجتــرئاً لو حكم
يقولون : شذَّ إذا قلت لا
وإمعةٌ حين وافقـــتــهم
فأيقنت أني مهما أردت
رضى الناس لابدَّ من أن أذم
وفي الختمام اسأل الله التوفيق لي ولسائر المسلمين يأرحم الراحمين .
