صفة الملل

أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


في حديث ( فو الله لا يمل الله حتى يملوا ) من صحيح البخاري ، من كتاب الإيمان ، في فتح الباري ، و ذلك من الطبعة السلفية ، يعلق الشيخ بن باز على تأويل محبة الله بإرادة الثواب . و يسكت عن تأويل الملل . و لعله متوقف أو موافق . و إلا لاستدرك على الشارح كعادته . و هو متى وجد تأويلا لصفة علق و نفى التاويل و أثبت الصفة و قد خالف هذه العادة هنا فسكت عن التعليق على تأويل الملل مع أن ثلثي الصفحة ملئ تأويلا لصفة الملل فلا يرد أنه لم ينتبه .

و عندي أن أصول اهل السنة تقتضي إثباتها و السكوت عن الكيفية و تنزيهه عن متعلقات الصفة في البشر مما فيه نقص كالعلم و القدرة .

فإذا كان الله يعرض عن المعرض عنه و يقبل على المقبلين عليه و يمكر بمن يمكر بأوليائه فكذلك من يمل في العبادة يمل الله منه . و لا مانع و لا نقص من إثباتها إذا أثبتت كما يثبت العلم و الحياة و القدرة بنفي النواقص البشرية . فلا يقال أن الملل منه عجز كما في البشر .

و القسم في قوله صصص ( فو الله لا يمل الله حتى تملوا ) ينفي المجاز و التأويل عن الحقيقة .
فإن القسم فيه معنى التأكيد بل هو أبلغ من مجرد التأكيد بالمفعول المطلق لأنه تأكيد بالله تعالى و ما كان تأكيدا بالقسم به أبلغ مما هو دون ذلك . و القسم بالله عند الله و رسوله و الناس أوكد من غيره من التأكيدات . و لا يرد أن صفة الملل مقيدة بملل العابد فإن محبة الله مقيدة بعمل الطاعات و غضبه بالمعاصي و رزقه بالأسباب و هكذا . فإن الملل لابد ان يكون له سبب و الحديث جاء بالسبب و هو ملل العبد في العبادة و مجرد ذلك لا يقوي المجاز فما بالك لو انضم التوثيق و التأكيد بالقسم ؟!