هدَّاف يسأل عن أهدافه... عبدالعزيز النهدي (الرياضي)
هدَّاف يسأل عن أهدافه!
ـ لا ألوم أسطورة النادي الأهلي حسام أبو داود عندما أخبرني أمس، أنه مع الأسف، لا يعرف كم هدفا سجل خلال مشواره الطويل في النادي، ولن ألوم ماجد، أو سامي ودابو، فالخطأ خطأ الأندية والاتحاد السعودي لكرة القدم، لا خطأ اللاعبين.
ـ وللأرقام نكهتها ولذتها، ووقعها على نفوس الجماهير وعقولهم، بل وحتى اللاعبين مع مرور الزمن، وتحرضهم على المنافسة، والأهم من ذلك حفظ التاريخ، حتى يكتب الله نهاية للحياة والكرة.
ـ كان الهاتريك الذي مزق به فيكتور سيموس شباك الشعلة أول أمس، فاتحة هذا الموضوع المثير والهام، إذ اختلفت الأرقام بين من يقول إن غلته من الأهداف قد بلغت 69 هدفا منذ أن حطت أقدامه في شارع التحلية، فيما ذهب آخرون إلى 72 هدفا، لكنني وكثيرين كنا نميل مع رقم المؤرخ الكبير سعود البركاتي، البالغ 67 هدفا.
ـ ويتساوى فيكتور بهذا الرقم مع خالد قهوجي وإبراهيم السويد في قائمة هدافي الأهلي، ويسبقهم طلال المشعل برصيد 82 هدفا وأمين دابو 76 وحسام أبو داود 74، طبقا لأرقام المؤرخ.
ـ لكنها في النهاية تبقى معلومة غير رسمية، قابلة للتشويه والجدل والاختلاف وحتى التزوير، وإن كنا قد ضربنا على الرؤوس حيرة وتساؤلا من غياب الإحصاء الرقمي الرسمي لعدد بطولات الأندية، فإننا لن نصل أيضا إلى أرقام شافية تكون مرجعا لقوائم الهدافين التاريخيين للأندية.
ـ في البرازيل تعرف جماهير فلامينجو أن زيكو قد أحرز 135 هدفا، وفي مصر يعرف الأهلاويون أن حسام حسن قد سجل 117 هدفا، ويعرفون أيضا أن الأسطورة (بيبو) محمود الخطيب له 108 من الأهداف، وفي اليابان يعرف عشاق جوبيلو أن أسطورتهم ناكاياما سجل 207 أهداف.
ـ الأمثلة أعلاه قطرة من بحر الأرقام الرسمية، بل إن في منطقة الخليج والشرق الأوسط أندية عديدة تحصي الأرقام وتدون السجلات أولا بأول، وفي إيران يُحدِّثون قوائم الهدافين سنويا ويعرفون أن 59 هدفا تفصل بين الهداف الكبير علي دائي ومطارده!
ـ والمؤرخون إن اجتهدوا فلهم الثناء، لكن إهمال الأندية ومؤسسة كرة القدم، فعلٌ يخل بالاحترافية، ويستهين بالتاريخ أرقامه وأهدافه، ويتوِّه الجماهير والإدارات مع تعاقب الأزمان، وإن كان العالم يتحدث الآن عن أرقام ميسي وبيليه ومولر، فإن جماهيرنا ما زالت تسأل اللاعب السعودي: كم هدفا سجلت؟
azalnahdihttp://vb.g111g.com/images/Fethi_mailpic/mail2.gifgmail.com
