للعقلاء فقط ... أبوي ... معك ريال ..!!!!

بالأمس حوالي الساعة الحادية عشر مساء .. وبعد طول لفلفه في الشوارع ..!!
مررت على بوفيه .. وأخذت منها سندوتش .. وعصير .. وماء .. !!
وعندما هممت بركوب السيارة .. !!
كان بجانبي رجل وابنه .. لا أعرفه وجها لا اسما .. يصلح مقاعد سيارته المهترئة عند المنجد !!!

المهم ...
عندما أردت الركوب .. نادى الولد أباه ... !!
أبوي ... معك ريال ..!!
مد الرجل يده في جيبه .. وأخرج محفظة .. وقلت سوف يعطيه منها .. أكثر من الريال ...!!
قلبها يمين .. وشمال ... ثم قال :
لا .................!!!
عاد الولد .. إلى مكانه .. وأسند ظهره للجدار .. في إنتظار الإنتهاء من السيارة ..!!
آآآآآآآآه يالقهر ..!!
منظر مؤلم .. وصوت ضعيف عفيف ..!!
ترى هل كانت المحفظة خالية من الريال فقط .. أم خاوية على عروشها ..!!

فاضت عيني من الدمع ... تسمرت مكاني ..!!
لم أستطع تشغيل سيارتي .. ولم أنزل منها .. وجلست فترة أفكر ..
أفي هذا اليوم ... من الشهر .. يوم الراتب .. يحدث هذا ..!!
أفي هذا اليوم الذي أمتلئت فيه الجيوب بالرواتب ..!!
وهذا الطفل يسال عن الريال .. !!

أين المتصدقون .. !!
اين من يبحث عن صدقة السر ..!!
أين زكاة المال ..!!
أين .. معاشات التقاعد .. والضمان الإجتماعي .. وصندوق الفقر .. والجمعيات الخيرية ..!!
أين .... أين ..!!
هممت بالنزول .. وأعطيه هذا الريال .. ولم أنزل ..!!
لماذا .. يا نفس ..!!
هل هو الخوف من عدم قبول ذلك من الطفل واباه ..!!
أم هو .. الخجل والحياء ..!!
أم .. مثل ما نقول مالنا دخل في الناس ..!!
يمكن مع والده الكثير ولكن .. لا يوجد ريال بعينه ...!!!!

أدرت مفتاح سيارتي .. وتحركت .. ثم .. توقفت .. أردت الرجوع .. ولم أستطع ..!!
عافت نفسي السندوتش .. والماء والعصير .... وكل الدنيا ..!!

ومشيت وأنا أبكي .. على حالنا .. !!

أين نحن .. !!
ولماذا نعيش إذا ..!!
نمت واستيقظت صباحا .. وما زال صوت ذلك الولد .. يرن بشدة في أذني ..!!
أبوي معك ريال ..!!