( مفاهيم اتحادية يجب أن تصحح )

*خرج الاتحاد من بطولة آسيا وأتبعه بهزيمة من فريق نجران، فانتشر العويل في كل مكان، والصراخ يصم الأذان.. ما فائدة البكاء على الكأس المفقود ؟.. لماذا في الاتحاد دوماً تكون ردة الفعل غير عقلانية ؟.. خرج الهلال من بطولة آسيا وهو في أمس الحاجة للبطولة ليروي ظمأ جماهيره وإعلامه وحتى لاعبيه للوصول للعالمية.. بمعنى أن المحفز للتحقيق البطولة كان أكبر وبكثير من الاتحاد، إلا أن الفريق رجع لبطولة الدوري أكثر قوة وعنفواناً، وها هو يتصدر سلم الدوري رغم وضعه الفني المهزوز.. بينما الاتحاد يترنح ثم يترنح فيسقط مغشياً عليه محلياً، هل هو خلل إداري أو قصور في استيعاب اللاعبين ؟.
.
* الإدارة: لن أتحدث عن الإدارات السابقة وإن كان التعامل مع الخروج الآسيوي سابقاً يكاد يكون متطابقاً مع الوضع الحالي.. تركت الإدارة الاتحادية جماهيرها تضرب أسداساً في أخماس دون أن تحتوي (أزمة) الخروج إن صحة التسمية.. رئيس ذهب لأمريكا وقد (يعود بالنفع للاتحاد) من سفره، نائب رئيس خرج في تويتر يوبخ الجماهير، ربما هو كان في أمس الحاجة لمن يحتويه.. ناهيكم عن الدور الذي كان من المفروض أن يقوم به المشرف على المركز الإعلامي والمتحدث الرسمي.. قارنوا بين أداء مدير المركز الإعلامي في الهلال بعد خروج فريقه من الآسيوية وبين مشرف المركز الإعلامي في الاتحاد الغائب تماماً عن المشهد لتعرفوا الفرق (المناصب ليست نياشين) .
.
*لم تحضر الشفافية التي وعدت بها الإدارة في الكثير من القضايا الاتحادية الساخنة لذلك أجد لزاماً عليها أن تخرج لتوضح وتفند، خصوصاً عقد دي سوزا والأوضاع المالية.. أما السكوت فليس حلاً بل سيسمح بالمزيد من البلبلة فالمتربصون بها كثر، خصوصاً بعد السقوط الآسيوي.. في نهاية المقال سأعرج على التخبط الإداري الذي كان أحد أهم الأسباب في خروج الفريق من آسيا واستمرار الترنح محلياً.
اللاعبين: يشكروا على كل ما قدموه في البطولة، فبرغم الكثير من النواقص المالية إلا أنهم حاولوا جاهدين أن يسعدوا جماهيرهم بتحقيق البطولة لكنها لم تكتب لهم، غير أن ثقافة النتائج بعد العمل تنقصهم، فعلى المرء أن يسعى لتحقيق النجاح وإذا لم يكتب له التوفيق لا يتوقف عند نهاية ما تحقق له.. ساهم في تفاقم إحباط اللاعبين الدور المفقود من جانب الجهاز الإداري للفريق (أصلاً من هو مدير الفريق) ؟!.. والاختفاء غير المبرر لجميع أعضاء مجلس الإدارة ساعد أيضاً في تفاقم إحباطهم، وقد كان ذلك واضحاً على أدائهم أمام نجران.
.

(التخبط الإداري)
* ما سأذكره في هذه الفقرة ليس من قبيل التنظير بل أراه من أهم الأسباب في خلل منظومة عمل الإدارة: تحديد الصلاحيات للمرؤوسين يساعد كثيراً في عدم ازدواجية القرارات وعدم تشتيت المسئولية، وتفويضها لا يعني عدم المتابعة والمراقبة، وغياب التنسيق بين الكادر الإداري يشعرك بأن العمل فوضوي.. ظهر ذلك جلياً في قضية سفر نايف هزازي، ومن قبل في قضية التأجيل والتقسيم،أصبحنا لا نعلم من الرئيس ومن المرؤوس.. أيضاً كل متابع لأداء الإدارة منذ قدومها يشعر بارتباك في قراراتها ولعل مرد ذلك هو البطء في اتخاذ القرار، من الأساس ينبغي أن لا يرتهن القرار لحين لملمة الأوضاع الإدارية، أو الفنية، أو حتى المالية فأفضل توقيت للقرار هو الآن وإلا ستتفاقم المشاكل بحيث يصعب السيطرة عليها.
.
*لا يفهم مما سبق أنني ضد الإدارة أو أطالب برحيلها فذلك ليس حلاً وأعده ضرباً من الجنون.. من الأساس لا يبدو في الأفق الاتحادي من يملئ العين ليتولى زمام أمور النادي حالياً.. ثم كيف أطالب برحيلها والموسم لم ينقضي منه سوى ربعه، وإن رحلت نظاماً سيكلف نائب الرئيس أو أمين عام النادي لتسير الأمور حتى نهاية الموسم.. الاستقرار الإداري مطلب هام في هذا الوقت بالتحديد، أما المطالبة بالتغير بعد كل خروج آسيوي (مفاهيم اتحادية خاطئة يجب أن تصحح).. لنطرح حلولاً منطقية ونمنحها فرصتها كاملة وبعدها لكل حادث حديث، أو كما يقال (لكل مقام مقال) وبالبلدي (كل وقت وله آذان) هذا والله من وراء القصد !!. " دمتم طيبين "