قصة المعاهدة التي كتابها النبي صلى الله عليه وسلم بين المسلمين واليهود هل صحت
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم
إن مما انتشر عند كثير من خطبائنا خاصة وكتّابنا عامة وشاع بينهم أن يذكوا قصص وأحداث حصلت مع النبي صلى الله عليه وسلم دون النظر في سندها ومتنها هل هو صحيح ام لا وهل قبلها العلماء المحققون أم ردوها ومن هذه الأحداث قصة المعاهدة التي كتابها النبي صلى الله عليه وسلم بين المسلمين واليهود وما كان بينهم في ذلك الوقت وبعد البحث والنظر في عدة كتب كانت النتيجة كتالي :
1- أن هذه المعاهدة تنقسم إلى قسمين قسم بين المسلمين من المهاجرين والأنصار وقسم بين المسلمين واليهود ولكن المؤرخين قد جمعوا بينهن. ([1])
الأولى بين المهاجرين والأنصار ثابتة لأنه بعض البنود جاءت في الصحيحين ([2]) الثانية لم تثبت من طريق صحيح وإليك الدليل الواضح على ذلك :
1- أن اغلب المعاصرين يرجعون هذه القصة إلى ابن هشام ([3])
2- أن ابن هشام-رحمه الله - يرجع الكلام إلى ابن إسحاق ([4])
3- أن ابن إسحاق -رحمه الله – ذكر القصة بدون سند !!! ([5]) وهذا مردود قطعاً..
4- بعض كتاب السيرة اسندوا هذه القصة إلى الأمام احمد وغيره ([6]) ولأكن بعد النظر في أسانيد هذه القصة لم يصح سند واحد يمكن الاعتماد عليه ([7]) والله اعلم .
وكتبها أخوكم الصغير كمال يوسف مصطفى الغفاري
الجامعة الأردنية – كلية الشريعة – قسم أصول الدين
([1]) السيرة النبوية الصحيحة أكرم العمري مكتبة العلوم والحكم , المدينة المنورة (1/276).
([2]) صحيح السيرة النبوية إبراهيم العلي دار النفائس , عمّان (143).
([3]) الرحيق المختوم صفي الرحمن المباركفوري (167) دار الارقم بن الارقم , بيروت .
([4]) سيرة ابن هشام (1/501) شركة مصطفى الحلبي , مصر ( حسب المكتبة الشاملة ).
([5]) من تعليقات الشيخ الألباني على القصة في كتاب فقه السيرة للغزالي .
([6]) انظر فقه السيرة محمد سعيد البوطي(150) دار الفكر بيروت .
([7]) ما شاع ولم يثبت من السيرة النبوية محمد العوشن (من 90-99) بتصرف قليل دار الطيبة لم يذكر الناشر أي دولة .
