الحمد لله الرؤوف بعباده المنعم المتفضل عليهم بالخير والإحسان والنعم التي لا تحصى , الحمد لله الذي جعل لنا مواسم خير مفرقة على مدار العام ليعود الإنسان لربه بين حين وحين , فقد أكرم الله هذه الأمة بأيام وأشهر متفرقة من السنة ليغتنموا فضلها ويكسبوا أجرها وينالهم فيها البر والإحسان فما أكرم ربنا بنا !.
لاشك أن كل مسلم يدعو لنفسه بحسن الختام وها نحن نعيش خير أيام الدنيا في آخر شهر من العام لتكون خير ختما للعام ومسك ختام لأعمالنا , فالله عز وجل يريد بنا الخير ومن أعظم الخير أن نختم عامنا بالأعمال الصالحة التي تقربنا إلى الله فجعل الله لنا عشر ذي الحجة خير ختام وكيف لا وهي التي أقسم بها الله عز وجل في كتابه الكريم في قوله : { والفجر * وليال عشر } إنها الفرصة الكبرى لحسن ختام العام الذي قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم { ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام , يعني أيام العشر , قالوا : يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال : ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء.
إنها أيام الفضل جعلها الله لنا حسن ختام لكل عام , ففي هذه الأيام تكثر الأعمال الصالحة فمن اغتنمها نال خيرا كثيرا , ومن ضيعها فقد خسر خسران مبينا , فمن الأعمال الصالحة المشروعة في هذه الأيام والمستحبة ذكر الله وتلاوة القرآن يقول الله تعالى { واذكروا الله في أيام معدودات } وفيها يشرع التكبير والتهليل المطلق والمقيد وفي ذلك أجر عظيم , وفيها صيام يوم عرفة لغير الحاج وهو يكفر السنة الماضية والسنة المقبلة , لقوله صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن صيام يوم عرفة : يكفر السنة الماضية والسنة القابلة } وفيها يؤدى الركن الخامس من أركان الإسلام وهو الحج , وكم هي سعادة العبد عندما يختم عامه بحج مبرور الذي ليس له جزاء إلا الجنة , وفيها يوم النحر الذي يتقرب فيه العباد بالأضاحي لله وما في ذلك من المثوبة العظيمة والخير الكثير .
ومن هذا نجد أن العبادات والأعمال الصالحة كثيرة في هذه الأيام المعدودة وميسرة حسب الاستطاعة , فلا يحرمن الإنسان نفسه أجرها فيغفل عنها ويلهو فيها , بل عليه أن يغتنمها لتكون مسك الختام في كل عام فلا يدري الإنسان أيدرك العام المقبل أم لا , إن فضل الله واسع وخيره لا ينقطع , فأين المشمرون الذين يبتغون فضلا من ربهم ورحمة , وأين من يدعون بحسن الختام ها هي العشر الفاضلة مسك ختام لنهاية العام الذي تمازجت فيه أعمالنا بالخير والشر ولا ندري أيهما قد غلب على الآخر .
اللهم أعنا على العمل الصالح في هذه الأيام الفاضلة , ولا تحرمنا أجرها ولا تفتنا بعدها , واجعل خير أعمالنا خواتمها وخير أيامنا يوم نلقاك إنك سميع مجيب الدعاء .
وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
