أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم
أم عبد الرحمن منيمنة
عندما ترحل قوافل الحجيج ويذهب أهل الدّثور بالأجور،عندما نودّع ضيوف الرحمن الذين ذهبوا وقلوبنا معهم أخذوا، الى ديار الله رحلوا وأجسادنا في ديارنا تركوا، دموع فرحهم للقاء ربهم بدموع حزننا على فراقهم اختلطت، ياترى أحزناً على فراق الأحبة أم حسرة على أننّا لم نكن من الصفّوة التي سيباهي الله بهم ملائكته...
في عهد نبيّنا الكريم صلوات الله عليه عندما جاءه صحابته الكرام يشكون ذهاب أهل الدّثور بالأجور ،دلّهم على كسب الأجر من غير مال ولا انفاق بالذكر والتسبيح والحمد والتهليل...
وكذلك اليوم... فالله برحمته الواسعة وحكمته السّديدة يعلم ما في النّفوس وهو الذي جعل بيته مثابة للنّاس ،وأمناً وهو الذي يعلم شوق عباده وحنينهم لأداء تلك الفريضة، فالى الذّين لم يركبوا القافلة والى الذّين ضاقت بهم الحال، أوعجزت عن حملهم الأبدان،أوحى الله عز وجلّ الى نبيه أن يبلغ أمّته: أنّه"ما من أيام العمل الصّالح فيهنّ أحبّ الى الله من هذه الأيام العشر، قالوا:يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال ولا الجهاد في سبيل الله الا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء".
فإن هم ذهبوا ولسانهم بالتلبية رطباً فنحن بالذكر والتكبير ألسنتنا ستصدح..........
فإن هم حول الكعبة طافوا ولبّوا فنحن الى الكعبة سنسجد والى ربنا سنضرع........
فإن هم بين الصفا والمروة سعوا فنحن الى الخير والبرّ سنسعى ونسرع....
فإن هم في عرفة وقفوا و دعوا ، ومن النيران أعتقوا فبصيامنا هذا اليوم الفضيل، سيكفر عنا سيئات ماكسبنا في عامنا هذا و عام أدبرنا....
فإن هم يوم النّحر ذبحوا ،ورجموا تقرباً لربّهم ،فنحن بأضحيتنا وصلاة العيد فزنا........
