مغامرات .. فيلسوف

مع كل الاحترام والتقدير لقدرات وكفااءة المدرب الاسباني كانيدا ...الا انه ومنذ قدومه .. وهو يحاول تطبيق فلسفة معقدة جدا (4-6-0).والتي تطبق غالبا بوجود 2 سناتر واظهره على مستوى عالي جدا من السرعة والمهارة .. ومحورين على الاقل يستطيعان ضبط ايقاع اللعب اضافة الى رباعي (يتحركون بلا كره ودون تقيد بمركز مع المشاركة في الواجبات الدفاعية يساعدهم في ذلك مهاراتهم الفردية ولياقتهم البدينة العالية) .. ومع مشاركة ظهيري الجنب واحد المحاور قد تتحول الى 3- 7 -0 حسب حالة الخصم والتي يهدف من خلالها الى تركيز الضغط على ملعب الخصم وحرمانه من التمتع بالكرة يتخلله عمل جماعي يعتمد على التمرير القصير.. وبالتالي يسهل عليه خلق مشاكل عديدة للفريق المقابل بشكل متواصل وفتح ثغرات في جميع الجبهات .. هذه الخطة لم ينجح احد في تطبيقها بين مدربي العالم سوى (سباليتي (روما)في موسم واحد) و بيب (برشلونه ) وان كان الاخير .. استطاع من خلالها ان يعمل الكثير من الاضافات الفنية ساعده في ذلك مهارات لاعبيه ( الذي نشأ معظمهم في مدرسة اللاماسيا ) .. فصنع لنا افضل وامتع فريق كرة قدم في التاريخ ... وعلى نفس المنوال استفاد ابن جلدته ديل بوسكي من هذه الطريقة فطبقها في يورو 2012 مستفيدا من عناصر البرشا( المتطورة تكتيكيا ومهاريا) التي كانت تمثل تقريبا 70 في المائة من التشكيلة الاساسية .. كل هذا لم يمنع كانيدا ان يجرب ذلك كله مع الاتحاد في اقل من موسم في ظل استحقاقات لاتقبل انصاف المجازفات .

ومافعله كانيدا مع الاتحاد يحتاج له سنوات من العمل بدءً من الاكاديمة وقطاع الناشئين ... وصولاً للفريق الاول .. فاللاعب السعودي عموما تنقصه الكثير من اساسيات كرة القدم ... وكانيدا ربما لايخفى عليه ذلك ... واصراره على هذا النسق سيحرج الاتحاد في المباريات القادمة ... فالمرحلة القادمة اصعب ,,, والمسؤولية اكبر .. والمواجهات اقوى... حتى وان سبق له الاطاحة بافضل فريق في آسيا .

فمن خلال مبارتين ... وفي شوطيها الاولين .. الذي خرج في كل منهما (بهدفين) ...تدراك الامر ..في المرتين بفعل ( الروح ) في مرة وكثير من الحظ في الاخرى ...فقناعاته في الابقاء على اللعب بدو ن مهاجم صريح ... افقدت كثير من لاعبي الاتحاد هويتهم واحرمت البعض من الظهور بمستواهم المعروف ... سيناريو تكرر في المواجهيتن كاد فيها كانيدا ان ينكد علي الاتحاد ويغتال احلامهم ويرميهم خارج المعترك الاسيوي ...

نتمنى من الفيلسوف الاسباني التخلي قليلا عن قتاعاته خاصة في هذا الاستحقاق القاري فالاتحاد مؤهل ان يحكم قبضته على البطولة متى ماستطاع استغلال قدرات لاعبيه .. ومنح الكثير من الحرية للاعبي الوسط في استغلال مهاراتهم ... مع عدم اهمال الجانب النفسي خاصة في المواجتين القادمتين والتي لاتعترف بالفوارق الفنية حالها حال اي لقاء يحمل مسمى (ديربي)

مع ذلك كله ومها آلت اليه نتيجة المواجهتين .. فوجود كانيدا لسنوات قادمة امر ضروي جدا ... فنهجه التدريبي يواكب التطور الذي وصلت اليه كرة القدم حاليا ... اضافة الى قدرته العاليه على قراءة الخصوم ... ناهبك عن اهتمامه بالفئات السنية واعطائهم فرصة المشاركة بين وقت وآخر ... وهو مايحتاجه الاتحاد حتى يخرج بجيل قادم يواصل سلسلة الانجازات التي سار عليها نور ورفاقه .

.................................................. ........

صحيح أن أسيا فقدت افضل فريق في القارة ..... ولكنها مازالت تحتفظ بالأجمل .