بطلان قصة سفيان الثوري مع الخليفة هارون الرشيد

أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه
وبعد
فإن قصة الإمام سفيان الثوري مع الخليفة هارون الرشيد، وما فيها من ذكر الرسائل المتبادلة فيما بينهم باطلة لا تثبت بحال، وليس لها زمام ولا خطام.

وذلك لما يلي:
1- أن سفيان الثوري توفي قبل تولي هارون الرشيد للخلافة بتسع سنين تقريباً.
فقد كان مولد سفيان الثوري في سنة 97هـ ووفاته في سنة 161 هـ
وأما هارون الرشيد فقد تولى الحكم في ربيع الأول سنة 170هـ وتوفي سنة 193هـ

2- أن من ذكر هذه القصة لم يذكر لها سنداً متصلاً، مما يدل على بطلانها.
فقد ذكرها أبو حامد الغزالي في إحيائه ( 2 / 353 )
ونقلها عنه الدميري في حياة الحيوان ( 2 / 293 )
وكذلك الشيخ عبدالعزيز السلمان في كتابه موارد الظمآن ( 2 / 98 )

3- أن الراوي لهذه القصة هو أبو عمران الجوني، وقد كانت وفاته سنة 123هـ وقيل سنة 128 وقيل سنة 129 هـ
ووفاته كانت قبل وفاة سفيان الثوري بنحو ثلاث وثلاين سنة.
وقبل ولادة هارون الرشيد بنحو 19 سنة على أقل تقدير ، فقد كانت ولادة هارون الرشيد سنة 148هـ

4 - أن الروايات الواردة تثبت أن سفيان الثوري كان يُراسل المهدي العباسي وليس ابنه هارون الرشيد.
قال أبو نعيم : حدثنا الطبراني ، حدثنا عبد الله بن أحمد ، حدثني عمرو بن علي : سمعت يحيى بن سعيد يقول : أملى علي سفيان كتابه إلى المهدي ، فقال : اكتب : من سفيان بن سعيد إلى محمد بن عبد الله . فقلت : إذا كتبت هذا لم يقرأه . قال : اكتب كما تريد . فكتبت . ثم قال : اكتب : فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو تبارك وتعالى ، وهو للحمد أهل ، وهو على كل شيء قدير . فقلت : من كان يكتب هذا الصدر ؟ قال : حدثني منصور عن إبراهيم ، أنه كان يكتبه .

وعن إبراهيم الفراء قال : كتب سفيان إلى المهدي مع عصام جبر: "طردتني وشردتني وخوفتني، والله بيني وبينك، وأرجو أن يخير الله لي قبل مرجوع الكتاب". فرجع الكتاب وقد مات .
أخرجهما أبونعيم في الحلية ( 7 / 44 و 45 )
وانظر سير أعلام النبلاء ( 7 / 264 )