في إحدى ليالي الشتاء الباردة , كان رجل وحيد يسكن في كوخ صغير
يبعد عن المدينة كثيرا , وكان الرجل يجلس بالقرب من مدفئته
المشتعلة علها تقية من البرد
القارص , وكان يشرب الشاي الساخن وبينما هو كذلك سمع
الباب يطرق !!
فتعجب من سيأتي إليه في هذا الوقت المتأخر من الليل ,
وهو لم يزره أحد منذ
زمن وهو لا يحب الاختلاط بالناس فهو يحبذ الوحدة كثيرا ,
فوضع كوب الشاي من
يده وذهب لكي يرى من بالباب ,
فقال : من أنت ؟ فلم يجب أحد ولم يسمع أي صوت .
فكرر نفس السؤال مره أخرى ؟
فلم يجبه أحد .. خاف الرجل ولم يفتح الباب
ورجع وجلس مكانه
بالقرب من مدفئته , وجلس يفكر من يمكن أن يأتيه
الآن ولماذا لا يرد !؟
ثم عاود الطارق بطرق الباب ....
فألتفت الرجل إلى الباب بسرعة وهو في ذهول وخوف !!!
وكان الباب يطرق بشدة.
فتحامل على نفسه واتجه نحو الباب بخطوات متثاقلة ,
فقال : من أنت ؟؟ فلم يجبه أحد ,
(( فقرر فتح الباب )) ففتحة قليلا ونظر من طرف الباب ,
فإذا برجل كبير في السن قد كسا الشيب شعره ووجه شاحب ,
قد تجمد من البرد وكان ينفخ في يديه
عله يدفئها قليلا وكان الجو شديد البرودة والثلج يتساقط ,
فنظر إليه صاحب الكوخ
قليلا باستغراب وتعجب , ثم قال له تفضل بالدخول ..
فدخل الضيف وجلس قرب المدفئة ووضع يديه قرب النار ليدفئها , فأحضر صاحب الكوخ شاي ساخن وقدمه للضيف ,
فتناول الضيف الشاي ..
فسأله صاحب الكوخ , من أنت ؟؟ ومن أين جئت ؟؟
فلم يجبه الضيف ,,
فصمت صاحب الكوخ قليلا , ثم عاود السؤال : من أنت ؟؟
لكن الضيف بقي صامتا ويشرب الشاي فقط ,
فغضب صاحب الكوخ وقال له : ماذا بك ألا تستطيع الكلام!؟
لكن الضيف لم يلتفت إليه !!!
فقال له : الوقت متأخر الآن وأنا أريد أن أنام وسأجهز لك الفراش لتنام أيضا لكن أريد أن اعرف من تكون !!
لكن الضيف لم يجبه ...
ذهب صاحب الكوخ وجهز الفراش للضيف , ثم ذهب الى غرفته وبقي مستلقي على فراشه ولم يستطع النوم بل ظل يفكر بالضيف العجوز ,
فمرت حوالي الساعة ......
فنهض الرجل من فراشه يريد أن يرى الضيف أن كان قد نام ,
وبينما كان يتجه الى المكان الذي كان يجلس فيه الضيف توقف في مكانه فجاءه وعيناه شاخصة !!!!
فقد ذهل مما رأى (( لقد تغير الضيف )) لم يكن نفس الضيف الذي أتى إليه منذ أكثرمن ساعة لقد تغير تماما أصبح شعره
لونه أسود قاتم ووجه نظروعاد وكأنه بالعشرين من عمره ,
ذهل صاحب الكوخ وكاد الخوف يقتلع قلبه ,
فنظر إليه الضيف بهدؤء ولم ينطق بحرف واحد ,
فعاود الرجل أدراجه لقد عاد إلى غرفته وأقفل الباب وقد
اصفر لونه ولم تعد قدماه تحملانه , فجلس قليلا فإذا بباب الغرفة يطرق!!!
فكاد الرجل أن يجن وأصبح يكلم نفسه من هذا الرجل ؟
وماذا يريد مني ؟؟؟
وما زال الباب يطرق لكنه لم يفتح , ففتح الضيف الباب بنفسه ودخل الغرفة وتقدم نحو الرجل أما صاحب الكوخ فقد تسمر في مكانه ,
وكان بيد الضيف ورقة وضعها على طرف السرير
وغادر المكان بهدؤء ..!!
فأخذ صاحب الكوخ الورقة ووجد مكتوب فيها
(( أشكرك من أعماق قلبي على حسن ضيافتك ))
فخرج من الغرفة يريد الضيف لكنه لم يجده ,
فقد غادر الضيف وهو لم يفصح عن نفسه ,
فجلس الرجل بجانب مدفئته وهو في حاله يرثى لها .
::::::
::::::
::::::
::::::
::::::
ودي لكم :$:$:$:$:$
من نسج خيال قلمي (( ميني ))
