الفريق الصيني تورط في فضيحة تلاعب وانتشله...

تعتبر مواجهة الاتحاد مع جوانز هو هي المحك لإثبات مدى تطور الكرة الصينية بالنظر للطفرة النوعية التي حصلت لها على صعيد الضخ المالي و انتدابات النجوم العالميين لملاعبها بمبالغ خيالية و يبدو بأن الاختبار القاري لممثل الصين الوحيد في بطولة دوري أبطال آسيا نادي جوانزهو إيفرجراند سيكون صعباً حين يواجه غدا الأربعاء في جدة ضمن الدور ربع النهائي من المسابقة نادي الاتحاد السعودي المتمرس في البطولات الآسيوية منذ العقد الماضي و هي المرة الأولى التي يشد فيها نادي جوانزهو الصيني الرحال لغرب القارة في رحلة ستكون محفوفة بالمصاعب حسب تأكيدات المدير الفني للفريق الإيطالي القدير مارتشيلو ليبي الفائز مع الطليان بكأس العالم في العام 2006 م و الذي أبدى خشيته من حرارة الأجواء في السعودية و التي من الممكن أن تؤثر على عطاء لاعبيه في المباراة.

إرث تاريخي
و بالعودة إلى الإرث التاريخي الذي يمثله نادي مقاطعة جوانزهو و التي تعني بالعربية ( القطعة النشطة) و هي أحد أكبر المدن في البلاد ذات الكثافة السكانية العالية البالغة نحو ثمانية ملايين نسمة و التي تحوي على أحد أكبر المساجد في البلاد مسجد سعد بن أبي وقاص إضافة لامتلاكها أحد أهم المؤاني التجارية في البلاد فإن النادي الذي تأسس في العام 1954 م و الذي جاء ظهوره الأولي للعلن على مستوى العالم من خلال اللقاءات الودية التحضيرية التي يخوضها كبار أوروبا في الصين سابقاً و التي جاء أبرزها تلقي النادي الصيني لخسارة سداسية على يد ريال مدريد بقيادة الأسطوري الفرنسي زين الدين زيدان وهي البداية التي منحت النادي اللقاح اللازم للمنافسة بضراوة على كافة الألقاب المتاحة و لن يكون نادي غوانزهو غريباً عن الكرة السعودية حيث سبق له اللعب مع المنتخب السعودي الأول قبل نحو ثلاثة أعوام و انتهى اللقاء لمصلحة الصينيين بهدفين مقابل لاشيء كما أن النادي الصيني الذي يملك القدرات الفنية اللازمة للذهاب بعيداً في المنافسة يصارع حالياً على جبهات مختلفة أبرزها الدوري الصيني للمحترفين الذي يتصدره بفارق نقطة واحدة عن منافسه جوانجو سانتي قبل نهاية الدوري بست مراحل إضافة إلى تواجده في الدور النصف نهائي من كأس الصين.

وقت الحسم
هذه الطموحات الكبيرة عبر عنها بصراحة الإيطالي القدير مارتشيلو ليبي و الذي أكد بأن فريقه سيركز في المنافسة الفعلية على ثلاث بطولات هي الدوري الصيني أولاً و كأس الصيني ثانياً و دوري أبطال آسيا ثالثاً ورغم ما تمثله المشاركات المتتالية من إنهاك لقوى اللاعبين إلى ليبي أكد بأن شهر سبتمبر سيشكل وقت الحسم له و للاعبيه حيث سيلعب كل مباراة بأفضل تشكيلة ممكنة واعتمد مسيرو النادي على طائرتين خاصتين لنقل الفريق داخل و خارج الصصين على أن تكون الطائرة الأولى تابعة لمالك النادي رجل الأعمال الصيني زو جياين أما عن الطائرة الثانية فأنها مستعارة من أحد رجال الأعمال المقربين للصيني زو جياين.

نجوم كبار
و يحظى ليبي الذي يعد ثالث أغلى مدرب في العالم حالياً بتقاضيه لمرتب سنوي يبلغ نحو عشرة ملايين يورو بدعم كبير من طرف رئيس النادي و مالكه الصيني زو جياين الذي قام بضخ سيولة مالية هائلة مكنت النادي من استقطاب عدد من النجوم يأتي على رأسهم صانع الألعاب الأرجنتيني الموهوب داريو كونكا قائد نادي فلوميننسي البرازيلي و المنتقل لصفوف غوانزهو بصفقة مالية كبيرة ناهزت العشرين مليون يورو كما أن كونكا الذي يشكل مصدر الإلهام للفريق يحتل المرتبة الثامنة في قائمة أعلى اللاعبين دخلاً في العالم بمرتبه السنوي الذي يتقاضاه و الذي يبلغ نحو اثنا عشر مليون يورو و لن يكون كونكا النجم الوحيد الذي يعتمد عليه غوانزهو في مواجهة نادي الإتحاد حيث تزخر صفوف النادي الصيني بعدد من النجوم يأتي على رأسها الهداف البارغجواني لوكاس باريوس المنتقل من نادي بروسيا دورتموند الألماني إضافة للجناح البرازيلي موريكي و لاعب خط الدفاع الكوري الجنوبي الدولي كيم يونغ كما يملك النادي عددا من نجوم المنتخب الصيني يأتي على رأسهم لاعب خط الوسط الخبير زهينج زهي البالغ من العمر واحد و ثلاثين عاماً الذي قضى نحو أربعة أعوام في أوروبا باللعب مع نادي تشارلتون اتلتيك الإنجليزي و سلتيك الاسكتلندي قبل أن يوقع في العام 2010 م مع نادي جوانزهو إضافة لبقية نجوم المنتخب الصيني أمثال لاعب خط الدفاع رونج هاو و زميله في ذات الخط زهاو زوري و لاعب المحور المميز لي يان و والمهاجم غاو لين.

نجم مسلم
إضافة لهؤلاء النجوم يملك الفريق عددا من اللاعبين الشبان يأتي على رأسهم لاعب الجناح السريع المسلم مهميت علي ذو الـ19 ربيعاً والمنحدر من أقليم منطقة شينجيانج التي تقع في أقصى شمال غرب الصين حيث تعرف هذه المنطقة بالأكثرية الإسلامية لأن سكانها من أصول أتراك الصينين الذين يعرفون بأسم الأويجور إلا أن هذا الأمر لم يمنع المهاجم الشاب من الإندماج مع الصينيين في عالم كرة القدم حيث بدأ بممارسة كرة القدم في مرحلة الثانوية ليتمكن من تمثيل منتخب منطقة شينجيانغ في مسابقة الألعاب الوطنية الصينية بعام 2009 م و يمثل مهميت عنصر قوة في الفريق.

سجل متواضع
و يملك النادي سجلاً متواضعاً في المنافسة على الألقاب حيث كانت البداية بالحصول على لقب الدوري في العام الماضي بعد مرور 57 سنة على تأسيس النادي كما أن النادي سبق له الحلول في مرتبة الوصافة في الدوري عامي 1992 م و 1994 م و الوصافة أيضاً في كأس الصين في العام 1991 م حين خسر النهائي أمام شنغهاي بهدف نظيف غير أن سجل النادي سبق له التلطخ بفضيحة التلاعب بنتائج المباريات في العام 2009 و على إثرها هبط النادي الى الدرجة الثانية قبل ثلاث سنوات قبل ان ينتعش النادي مجدداً بفضل استحواذ عدد من الملاك الشباب على أسهم النادي و الذين يتقدمهم جيايين قطب العقارات في البلاد، و لن يكون اللعب في لقاء الاياب على استاد قوانجتشو تيانهي ذو السعة الاستيعايبة التي تصل لنحو 60 ألف متفرج بالأمر السهل على نمور السعودية بالنظر لكون الملعب الصيني يمتلأ في الغالب بأنصار غوانزهو الذين يحدوهم الأمل للذهاب بعيداً في منافسات النسخة الحالية للبطولة التي دشنها جوانزهو في دور المجموعات بالصدارة في المجموعة السادسة التي ضمت إلى جواره كلاً كاشيوا ريسول الياباني و الذي حلاً ثانياً و جيونبك هيونداي موتورز الكوري الجنوبي و بوريرام يونايتد التايلندي و أنتهت لقاءات غوانزهو فيها برصيد نقطي بلغ عشر نقاط من 3 مباريات فوز و تعادل و خسارتين لينتقل بعدها النادي الصيني للعب في دور الستة عشر و مواجهة نادي اف. سي. طوكيو الياباني على ملعبه استاد تيانهي و الذي تجاوزه بهدف نظيف و ليصل عدد أهدافه إلى 13 هدفا في حين تلقت شباكه ثمانية أهداف في سبعة مباريات.

اسلوب لعب
وبالعودة للأداء الفني للفريق و الذي يعتمد فيه المدرب الايطالي مارتشيلو ليبي على أسلوب اللعب بثلاثة مدافعين أضافة لثلاثة محاور ارتكاز و ثلاثة صناع للعب اثنان منهما على الأطراف في حين يلعب الأرجنتيني داريو كونكا خلف المهاجم البارجواني لوكاس باريوس الذي سيتواجد في مركز رأس الحربة وحيداً و يتكون التكتيك الدفاعي في الفريق الصيني غالباً على مساندة لاعبي الارتكاز في خط الوسط للمدافعين فلاعبي الارتكاز يقومون بدور كبير في السيطرة على منطقة العمليات و تشكيل جبهة دفاعية قوية بمنطقة عازلة تدور فيها الكرة كثيراً و تعتمد على الكثافة العددية و اللعب القوي المائل للخشونة في كثير من الاحيان بوجود كل من زينق و زهاو و سان بينما يتكون التكتيك الهجومي من تقدم ظهيري الجنب الايمن لي مبينق و الأيسر سان شيانق للمساندة الهجومية بقوة على أن يتم تغطيتهما من قبل لاعبي خط الإرتكاز في حال تقدمهما لمساندة الهجمة و لدعم الاجنحة القوية المتمثلة بالسريع الماهر كونكا و القصير الذكي البرازيلي لويس ميريكي واللذان يقومان بكثير من الاختراقات عبر الاطراف بدعم كبير من البارع لوكاس باريوس و الذي يمثل نقطة الارتكاز الهجومية المهمة في الفريق وتتشكل غالبية أهداف الفريق الصيني من الإختراقات التي يقوم بها لاعبو خط الوسط لمنطقة العمق إضافة لتميز الفريق بإرتفاع النسق الهجومي و اللعب بشكل جماعي مثمر وفق خطة فنية مثالية من طرف الإيطالي مارتشيلو ليبي و الذي بدأ مؤخراً في انتهاج مبدأ المداورة في إشراك اللاعبين رغبة منه في منح بعض اللاعبين قسطاً من الراحة غير أن هذا الأمر لم يعجب الأرجنيتي كونكا و الذي هدد بالرحيل عن صفوف الفريق قبل أن يتم احتواء الموقف مؤخراً كما أن الشكوك حامت حول قدرة البارغواني لوكاس باريوس على اللحاق بمواجهة الإتحاد على اثر الإصابة القوية التي تعرض لها مؤخراً على مستوى منطقة الفخذ غير أن تواجده في القائمة يعطي دلالة على إمكانية الزج به في المواجهة القارية الكبيرة التي ينشد من خلالها ليبي و لاعبيه تسجيل مجد جديد لصالح النادي الذي يصنف على أنه أحد أكثر الأندية ثراء و قدرات مالية في البلاد.