يالله جعلها في أعز عوالك ( قصة مظلوم ) - الفروقات حقنا وهدفنا

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد الله والصــلاة على رسول الله ..

أحبتي الأفاضــل .. مساءكم فل وعنبر وكادي ..

لا أجيد صفصت الكلام ولا تنميقه لذا أريد أن أدخل في القصة مباشرة وهي بسيطة ولن أطيل ففيها العضة والعبرة وفائدة والتي حدثت في السنة الماضية ...

القصة :

كنت في غرفة الصف أشرح لطلابي فطرق الباب مراسل المدرسة فدخل وقال :

أستاذ محمد المدير يريدك الأن وذهب تركني لينادي زميلي الأخر ..!!
فهممت مسرعاً نحو غرفة المدير وفي ذهني تساؤلات ماهي المشكلة الجديدة التي وقعت بها فأنا لم أخرج من المشكلة السابقة بعد بسبب تعنت ذلك المدير المتغطرس المتكبر .

دخلت غرفة المدير فإذا معلم آخر أمامي وقد أرتفع صوته والصراخ بينه وبين المدير على مشكلة تتعلق بالعمل وأعمال قد ظلم المدير فيها هذا المعلم المسكين وقد بان أثر الظلم على وجه المعلم وقسمات وجهه .

دخلت أنا وزميلي الغرفة وأستوينا في اماكننا

المدير إلتفت إلي أنا وزميلي القادم معي فأخذ يقرر معنا منذ قدومنا هل وهل وقد أنكرنا الأعمال التي قام بها زميلي المعلم المظلوم لأنه كان يظن أننا سوف نشهد ضده.

فما من المعلم المظلوم إلا أن أطلق دعوة ببحة صوت...

قائلاً : ( يالله جعلها في أعز عوالك ) أي بأعز أبنائك ، فقابلت الدعوة في لحظتها باب مفتوح عند علام الغيوم من هذا المعلم المظلوم .

أنتهى المشهد في الغرفة وخرج كل في حال سبيله

مضت الأيام وجرت الشهور ونسينا كلنا ماحدث في تلك الغرفة لكن رب الأرباب لم ينسى دعوة المظلوم آنذاك .

أنا قد أنتقلت وفارقت المدرسة والمنطقة كلها وتَناسِيتَهم تماماً ،

وإذا بالأمس القريب أتصل بي أحد الزملاء السابقين فقال : يا أستاذ محمد عزيت أبو فلان ( المدير السابق )

قلت : لا سلامات وش فيه

قال : ( ولده فلان مات بحادث شنيع أمام المدرسة ...فقم بواجب العزاء والتصبير . . . لا حول ولاقوة إلا باالله )



فوالله لم يدر في خلدي تلك اللحظة إلا ذلك المشهد الذي فيه أطلق المعلم دعوته الذي تذكرتها على الفور .

فالذي توفى في الحادث كان أصغر أولاد ذلك المدير وكان أعز أبناءه جميعهم حتى إذا أرادوا شيئاً قالوا أبو فلان لمعزته في قلبه .

وقد تحسر ذلك المدير أشد التحسر وندم أشد الندم

ولكن لا ينفع الصوت عقب مافات الفوت .

لذا أحبتي إحذروا أشد الحذر من دعوة المظلوم فإن ليس بينها وبين الله حجاب

وقد قال حبيبنا صلى الله عليه وسلم (اتقوا دعوه المظلوم فإنها تحمل على الغمام يقول الله تعالى :
) وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين) صحيح الجامع:117





هذا ماكان في صدري قد أخرجته لكم
وصلى الله على نبينا ...