"الاقتصادية" تقتحم أسوار منزل الصويلح أصغر سعودي تفاوضه أوروبا
"الاقتصادية" تقتحم أسوار منزل الصويلح أصغر سعودي تفاوضه أوروبا
الأب: أحمد خاطر بحياته ولن أسمح له بترك الهلال
http://www.aleqt.com/nwspic/6405.jpg
أحمد الصويلح ابن العشرين عاما الذي مثل جميع المنتخبات الوطنية لكرة القدم بجميع فئاتها.
أحمد الصويلح أو المنقذ كما يحلو لمحبي الزعيم تسميته نظير أهدافه التي أنقذت فريقه في أوقات حرجة رغم دخوله في أوقات متأخرة من المباراة إلا أنه كان دائماً محل ثقة جماهيره بأنه قادر على إسعادها.
مثل الفريق الأول للهلال وهو في الثامنة عشرة من عمره وكان محل ثقة معظم المدربين الذين توالوا على تدريبه, ولم يكتف بما حقق من نجاحات مع ناديه بل هاهو يستعد للتوجه إلى النمسا لخوض تجربة احترافية في فريق ماترسبورج بعد موافقة الأمير محمد بن فيصل رئيس الهلال الذي لم يتردد في قبول العرض بغض النظر عن النواحي المادية التي لم ينظر إليها نهائياً مقابل الربح الذي يصبو إليه أن يحتك أحمد بلاعبي القارة العجوز ليعود لخدمة وطنه وناديه وهو أكثر نضجاً وفكراً مكتفيا بشرط واحد لإتمام عملية الانتقال وهو موافقة أسرة اللاعب وعلى رأسها والده.
"الاقتصادية" وكعادتها في مواكبة الأحداث وتسليط الأضواء عن قرب توجهت إلى منزل اللاعب في محافظة الأحساء وتحديداً في حي أم سحبل في المبرز برفقة عدستها لالتقاط أدق التفاصيل لتشبع فضول القارئ الكريم.
حيث استقبلها بكل حفاوة أسرة الصويلح المكونة من الأب محمد بن ناصر الصويلح (أبو طلال) وزوجته أم طلال وخمسة أولاد أكبرهم طلال موظف في وزارة الإعلام إضافة لطارق صاحب الأعمال الحرة ثم عصام المتقاعد من الدفاع المدني بعد تعرضه لإصابة عمل ثم عوض الذي يعمل في قوات الطوارئ الخاصة ثم ناصر الموظف في إحدى الشركات الخاصة في الرياض وفي آخر العنقود يأتي نجم فريق الهلال أحمد الصويلح.
في بداية اللقاء تحدث والد اللاعب قائلا "ليعلم الجميع أني عاشق هلالي حتى النخاع ولا أفوت أي مباراة طرفها الهلال حتى لو لم يكن فيها ابني فحبي للهلال قديم ومنذ الصغر وقبل ولادة أحمد أو أي من إخوته ولم أتخيل في يوم أن أنجب ابناً ليلعب في فريقي المفضل الذي يعتبر الأفضل عربياً وآسيويا أما بعد انضمام أحمد للهلال فإن ذلك مصدر فخر لي أينما كنت، وشعوري لا يوصف عندما أجد أحمد يقدم مستويات مرضية", وتابع "في كل الأحوال نادي الهلال صاحب الفضل في بروز أحمد وبإذن الله سيرد أحمد لو جزءاً بسيطاً للهلال".
ما موقفك من انتقال أحمد ليلعب في النمسا؟
بداية أقدم خالص الشكر للأمير محمد بن فيصل الذي اشترط موافقتي وزوجتي ليتم انتقاله وأنا لا أمانع أبداً من ذلك وأتمنى أن يؤمن مستقبله ويعتمد على نفسه وليس من حقي وأنا رجل مسن أن أقف في طريقه فلا أضمن الحياة والأعمار بيد الله، ولكن شرطي الوحيد أن يرجع أحمد للهلال عشقي وعشق جميع أفراد العائلة وألا يطول غيابه مهما كانت المغريات, ويبقى الرأي لدى الإدارة الهلالية التي تدرك مصلحة اللاعب وتعتبره في مقام ابن لها.
حديثك يقودنا إلى السؤال: هل توافق أن يترك أحمد الهلال نهائياً ليلعب في أي فريق آخر، خاصة في ظل زمن الاحتراف الغني بالانتقالات المغرية ؟
قاطعنا بالحديث غاضباً "لا نعترف بالاحتراف ولتعلم أن ارتداء أحمد لشعار الهلال لا يقدر بثمن، وبالنسبة لي لن أوافق على أن يترك أحمد الهلال ما دمت على قيد الحياة وإذا توفيت فليفعل ما يشاء أما في حياتي فإن أراد أحمد رضائي فليستمر ابنا باراً بفريقه وليحرص على تطوير نفسه ليخدم فريقه.
أنت محب للهلال لهذه الدرجة أم تبالغ لتكسب رضى مسؤوليه ليهتموا بابنك؟
سبق وذكرت لك أني مشجع هلالي بغض النظر عن وجود ابني فيه وحب الهلال في قلبي منذ الصغر ولتعلم أن الهلال يستحق هذا العشق بل أكثر فهو مصدر فخر لجميع الفرق العربية والآسيوية، ولتعلم أنه لو كان أحمد في غير الهلال ولعب ضد الهلال لتمنيت هزيمته مقابل فوز الهلال.
ـ ما الوصايا التي توصيها لابنك قبل توجهه إلى النمسا؟
ابني أحمد رجل أثق كثيراً وبأخلاقه منذ ما كان صغيراً، كيف الآن وهو رجل يستطيع الاعتماد على نفسه وقد أوصيته بأن يحافظ على صلاته ويهتم بنفسه ويركز على الهدف الذي ذهب من أجله ولا يلتفت لأية أمور أخرى ويصغي لتعليمات مدربه فهو الأقرب له والساعي لصقل موهبته وأهم شيء أن يعود للهلال وهو الشيء الذي دائماً ما أردده عليه فلا أتخيل أحمد يلعب لغير الهلال.
متى تنبأت بموهبة أحمد وشعرت بأنه سيمثل المنتخب الوطني ؟
أحمد منذ صغره وهو مولع بكرة القدم بصورة جنونية أذكر في إحدى المرات حبسته في غرفته وأغلقت عليه الغرفة حتى أضمن عدم ذهابه للعب أمام البيت ووصيت أمه بعدم فتح غرفته حتى يذاكر دروسه, وبعد خروجي من البيت عصراً توجهت أمه لغرفته لتطمئن عليه ففوجئت بعدم وجوده في غرفته وعندما نادته أحد أخواته لتسأله عن أخيه قال لها أنظري من الشباك لتريه يلعب الكرة فكانت المفاجأة لنا أن أحمد قفز من شباك البلكونة معرضاً حياته للخطر حتى يتوجه لمعانقة معشوقته كرة القدم التي فشلنا أنا وأمه في حرمانه منها ونحمد الله أننا فشلنا في ذلك (قالها ضاحكاً).
إضافة للكثير من الإشادات التي جاءت بابني أحمد منذ صغره وبحكم ترددي على الكويت بصورة مستمرة أتذكر كلام طلال العيار عضو مجلس الأمة الكويتي الذي أشاد بأحمد كثيراً وامتدح مستواه وتوقع أن يراه لاعباً في المنتخب السعودي يوماً من الأيام كما جاءني الكثير من العروض الكويتية خاصة من فريق القادسية والجهراء.
بعد ذلك توجهنا بسؤال عصام شقيقه عن مدى موافقة الأسرة على انتقال اللاعب فقال "نتمنى أن تتم عملية انتقال شقيقي ولا نشك في حرص الأمير محمد بن فيصل الرئيس الهلالي على مصلحة اللاعب وهو حريص على تطوير مستوى اللاعب ليعود لخدمة ناديه الهلال ومنتخب بلاده وهو رأي جميع أفراد الأسرة بالإجماع ونتمنى أن يتم ذلك بأسرع وقت فربما كان أحمد القطرة التي تأتي في بداية الغيث ليتبعه المزيد من اللاعبين السعوديين فلا أظن اللاعب السعودي أقل من غيره.
أما شقيقه عوض فكان رده أن أحمد يستحق الاحتراف الخارجي وليس طموحه الدوري النمساوي ولكن لا مانع أن تكون النمسا هي محطة لانتقاله لأحد الفرق الأوروبية العريقة.
فيما اكتفى ناصر المرافق لأحمد في جميع تنقلاته والذي لا يفوت حضور أي مباراة طرفها الهلال قائلا "أتمنى أن ينتقل أحمد ولا أشك أبداً بنجاح تجربة أحمد في ظل توفيق الله ودعاء الوالدين".
كما علق نواف (خمس سنوات) ابن عصام قائلاً "أتمنى أن يلعب عمي أحمد بجانب رونالدينو وإيتو في صفوف برشلونة".
كما لم نفوت توجيه أسئلتنا نحو والدة أحمد التي كانت تكره كرة القدم ومشاهدتها حتى استطاع ابنها أحمد تغيير حالها إلى عاشقة ومتعصبة للهلال ومتابعة جيدة لمبارياته حتى بدت متابعة لجميع المباريات حتى الدوريات الأوروبية وخاصة فريق برشلونة تقليداً لابنها المدلل أحمد.
وبادرناها بسؤال عن كيفية تلقي أم طلال الخبر وهل تمانع في ذلك؟ فقالت بالعكس أنا أتمنى أن يتم ذلك مادام فيه صالح لابني وناديه وبلا شك سيعود بمستوى أفضل ليكون جاهزاً لخدمة وطنه متى سنح له شرف ذلك, وقد تلقيت الخبر عن طريق اتصال من أحمد ليبشرني بأن الأمير محمد بن فيصل رشحه لذلك وأنا بدوري طمأنته بموافقتي وأني لا أمانع عن أي شيء يعود له ولناديه ووطنه بفائدة كبيرة.
وهل ستصبرين على فراقه ؟
من الاستحالة أن تصبر أي أم على فراق ولدها ولكن عزائي الوحيد أن أرى ابني من مشاهير كرة القدم فذلك محل افتخاري, وأنا أعد ابني أن دعائي له لن ينقطع راجية المولى عز وجل أن يوفقه في جميع خطاه.
هل ستكونين على اتصال به بصورة مستمرة؟
للعلم أحمد يتصل بي قبل كل مباراة يطلب مني الدعاء ثم يقفل جهازه ليفتحه بعد المباراة ليكون أول اتصال لي ونعلم بحداثة وسائل الاتصال فأستطيع أن أراه يومياُ عبر اتصال الإنترنت وأنا بدوري سأحرص على الاستفادة من طرق الاتصال الحديثة لأطمئن على ابني بصورة يومية.
الأمير محمد بن فيصل اشترط لإتمام الانتقال موافقة أسرة اللاعب وخاصة أنت يا أم طلال ما تعليقك على ذلك؟
يعجز لساني عن شكر هذا الرجل الصغير في عمره الكبير بأفعاله وأشكره على جميع جهوده فهو صاحب أياد بيضاء على ابننا أحمد وله بعد الله الفضل الكبير في استقرار أحمد وظهوره بمستويات جيدة بدعمه اللامحدود من جميع النواحي.
ومن خلال "الاقتصادية" أعلن عن أمنيتي أن ينتقل ابني وكلي ثقة في الله ثم بابني أن يكون خير سفير لبلاده وأن يحقق نجاحات تسجل باسم الوطن.
قبل أن نختم لقاءنا طلبنا من عائلة الصويلح أن تتحدث بأي ذكرى تتعلق بالنجم أحمد فتحدث شقيقه عصام قائلا "أعترف أن العائلة كانت تتضايق كثيراً إذا لم تر ابنها يشكل أساسياً في بداية المباراة خاصة في وقت اللاعب الأجنبي ديسلفا الذي لم يكن موفقاً ولم يقدم مستويات جيدة وإنما كان يشارك على حساب مواهب كانت حبيسة دكة البدلاء في ظل عناد المدرب في ذلك الحين أديموس، ولكن الآن أصبح ذلك يسعدنا كثيراً فنعلم أن أحمد متى جلس في دكة الاحتياط فهو يشحن نفسه للعب ولو دقائق قليلة ولله الحمد في الغالب ما كانت موفقة بل وحسم أهداف جعلتنا نسعد كثيراً أن شارك احتياطيا ونعلم أنه قادر على الحسم ولو في دقائق قليلة حتى وإن عجز غيره عن ذلك طوال دقائق المباراة وذلك بفضل الله ودعاء الوالدين له".
أما شقيقه عوض فتحدث عن العروض التي قدمت له قبل انتقاله إلى الهلال قائلا "قد يستغرب البعض أن أحمد سبق أن عرض عليه الانتقال لأحد الفرق النيجرية ربما كان ذلك مستغرباً ولكن بالفعل هذا ما حدث وتحديداً في دورة مصر الودية لمنتخبات الناشئين (تحت 17 عاما) والتي حقق فيها كأس أحسن لاعب وكأس الهداف معاً".
كذلك من المواقف التي في الذاكرة أتذكر عند توجهنا لمصر كرحلة سياحية لم ينس أحمد وهو ابن الثالثة عشرة معشوقته بل ظل يمارسها في أحد الأندية الترفيهية هناك وصادف وجود أحد أعضاء شرف النادي الأهلي المصري الذي تحدث مع أحمد وأبدى رغبته بالتحاقه بصفوف الأهلي المصري ولكنه صدم عندما علم أن أحمد سعودي الجنسية وقال له "حافظ على نفسك وسأراك يوماً ما تمثل المنتخب السعودي وهذا ما حدث بالفعل".
كذلك رفض جميع العروض التي قدمت له قبل التحاقه بالهلال وعلى رأسها العرض الاتحادي كل ذلك من أجل أن يحقق حلمه الأول بارتداء شعار الهلال والثاني اللعب بجوار النجم الأسطورة سامي الجابر.
وفي ختام حديث عوض اعترف أنه التحق بفريق الفتح وشارك كمدافع وذلك بوساطة أحمد ولكنه لم يستمر بسبب الإصابة التي لحقت به.
ثم تحدث بعد ذلك شقيقه ناصر الذي يكبره مباشرة قائلا "جميع المدربين اللذين أشرفوا على تدريب أخي أحمد في بداية مشواره كانوا ينتقدون بنيته الجسمانية مقارنة بغيره خاصة في المباريات الدولية مع المنتخبات السنية ولكن أحمد حرص على معالجة ذلك بالحرص على تمارين التقوية فقد بدا ملاحظاً كيف أصبح يتمتع ببنية جسمانية قوية لم تفقده سرعته ومهاراته وارتقاءه العالي الذي اعتبره أكثر ما يميزه.
كما أنه مواظب على تمارينه اليومية ويتجنب أي عادات سيئة وعلى رأسها السهر ويقضي معظم أوقات فراغه مع أسرته أو أصدقائه ولا يخلو وقت فراغه من كرة القدم وذلك عن طريق البلاي ستيشن هوايته المفضلة.
