أسباب ظهور البدع وانتشارها .

أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم

بسم الله الرحمن الرحيم

لظهور البدع وانتشارها أسباب كثيرة ؛ منها :-

أ****) الغلو ؛ فالخوارج إنما ظهروا بسبب الغلو وهكذا الصوفية وغيرهم ؛ ولهذا حذر النبي r من هذا السبب بقوله : ( إياكم والغلو فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو) ، وليس معنى هذا الدعوة إلى التحلل والتفلت من التكاليف وإنما الدعوة إلى الاستقامة على دين الله دون غلو أو تقصير.
ب****) الاحتجاج بالاحاديث الضعيفة والموضوعة ، كحديث (من زار قبري وجبت له شفاعتي) وحديث ( من حج ولم يزر قبري جفاني) فهذه الأحاديث الباطلة أدت إلى بدع الزيارة المعروفة والمشهورة . مع أن المشروع إنما هو شد الرحل للمسجد النبوي لا للقبر ؛ لحديث ( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد ) ؛ فعلى المسلم إذا أراد السفر للمدينة أن ينوي زيارة المسجد لا القبر فإذا وصل زار القبر الشريف وسلم على النبي r وعلى صاحبيه رضي الله عنهما دون أن يقف أو يتحرى الدعاء عند القبر ، أو يستقبل القبر أثناء الدعاء ؛ والأخطر من ذلك ما يفعله بعض الجهال من دعاء الرسول r فيما لايقدر عليه إلا الله ؛ فهذا شرك ناقل عن الملة .
و أحاديث النور المحمدي من هذا الباب فكلها أحاديث باطلة وقد أدى الاعتماد عليها إلى ظهور ما يعرف بعقيدة النور المحمدي والزعم بأنه r خلق قبل كل شيء وأن الله سبحانه خلق من نوره كل شيء.
وربما قال بعضهم : إن الكون إنما قد خلق لأجل محمد وهذا كله يخالف النصوص؛ فالكون خلق لعبادة الله والرسول r وجد عام الفيل وبعث بالدعوة إلى عباده الله ، وكذلك أدى بهم الغلو إلى اعتقاد أنه يعلم مفاتيح الغيب الخمسة كما قرر ذلك الصاوي في حاشيته على تفسيرالجلالين .
ج) إتباع الظن والهوى كما قال الله تعالى : ﮋ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱﮊ آل عمران: ٧ ؛ والزيغ هو " الميل عن الحق إتباعا للهوى" والهوى من أكبر أسباب الخروج عن الدين كما قال الله تعـــالى : ﮋ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﮊالنجم: ٢٣
د) تقديم العقل على النص ؛ فالمتكلمون قدموا العقل حتى أنكروا كثيرًا من الصفات ، بل إن المعتزلة أنكروا بالعقل رؤية الله وكلامه وكذلك عذاب القبر ونعيمه.
هـ) التأثر بأصحاب الديانات السابقة ، وهذا من أكبر أسباب البدع ، وقد أشار النبي r إليه بقوله : ( لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ) . وقد وقع ذلك فعلاً في العقائد والسلوك ؛ فالتشييع مثلاً كان بتأثير يهودي ؛ فعبد الله بن سبأ الذي وضع بذور التشييع كان يهوديا من يهود اليمن ، وبدعة القدرية إنما وضعها معبد الجهني الذي أخذها من سنسويه ؛ وهو نصراني ، وبدعة الجهمية ؛ وهي إنكار الصفات أخذها الجهم بن صفوان عن الجعد بن درهم وأخذها الجعد عن اليهود ، و بدعة الفناء و الحلول ووحدة الوجود أخذها الصوفية عن الهندوس ، كما ذكر ذلك أبو الريحان البيروني في كتابه . وما ذكره ابن سينا في كتبه من المقالات الفلسفية إنما أخذها عن أرسطو وغيره من فلاسفة اليونان.
ولا زال هذا السبب يؤثر في المسلمين بقوة ؛ فالاشتراكية و التقدمية إنما هي بتأثير الشيوعية العالمية ، والعلمانية والديمقراطية والحداثة كلها من التأثر بالغرب ومن تأثير موجات التغريب والتنصير العالمية ، وهكذا موجات الإلحاد التي تظهر بين الفينة والفينة كثيرا ماتكون بتأثير اليهود وأشياعهم ؛ لتدمير المجتمعات الإسلامية المحافظة ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﮊالتوبة: ٣٢

```