دعوة .. يا معشر المحققين

أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :

فأحمد الله العلي العظيم أن وهبنا أعظم الكرامة لزوم َ الاستقامة، كما أحمده جل جلاله أن يسّر لنا سبل العلم وطرقه، فما بين المرء وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ضغطت زر أو فتح كتاب فاللهم ارزقنا شكر نعمتك .. آمين .

أيها الإخوة الأكارم :
أختصر فأقول : قد منّ الله -جل جلاله – علينا في هذا العصر في تيسيره سبل الطباعة والنشر، فما إن تدخل مكتبة إلا وتجد الكتاب الواحد قد خدم بأكثر من طبعة، وبأكثر من صف، وبأكثر من طريقة، وهذا أمر يسرّ ويبشّر بالخير .. ولكن الناظر في تعدد هذه الطبعات ينقدح في ذهنه عدة تساؤلات، وما أريد الكلام عليه هو : " شدة اللهجة بين المحققين وتصيّد الأخطاء " ..

فإنك إذا فتحت كتاباً واحداً طبع بتحقيقين مختلفين فإنك تجد – أحياناً – انتقادات لاذعة بين محققي هذا الكتاب، وهنا تقف متعجباً : أين نصيحة المرء لأخيه ؟ فبدل من أن يطبع الكتاب طبعة أخرى وتكون قيمته الشيء الفلاني وتمتلئ المكتبة بعدد من الطبعات لكتاب واحد فهلّا كتب الواقف على الخطأ للمحقق يخبره بتلك الأخطاء ليعدلها، بدلاً من أن يظهر تحقيقاً آخر لا تكون أهميّته زائدة على الأول سوى تصيّد الأخطاء بالمناقيش لإظهار أن "طبعتي " أفضل !! فإن المرء ذو خطأ، وما عصم كتاب سوى كتاب ربنا، فإن كان المرء لم يجد بدا من الكتابة فليحسن الأسلوب، وليكن على سبيل النصيحة لا الفضيحة ..

ختاماً :
أدعو المحققين إلى التعاون فيما بينهم والتناصح في السر، نصيحة لله ورسوله وللمسلمين، فإن الأجر لا يضيع، وما كان ربّك نسيّاً ..

وصلي اللهم على نبينا محمد ..