خوفٌ يُغلّفه الأمل!

يا خوف نفسي من هذا الزمان.. خوف لا يضاهيه خوفٌ في الشدة والعنفوان.. فزمنٌ اختلطت فيه القيم لن يعرف الأمان.. زمن تاهَ فيه الحق وأصبح في خبر كان.. زمن اجترأ فيه الباطل وأطاح بكل رفيع وغالٍ.. زمن أصبحت فيه المصالح تقول أنا أنا ومن بعدي الطوفان!!
أريد أحدًا أن يجيبني على كلّ ما يجول بخاطري من تساؤلات وأفكار: أين نجد الأمان والصدق والإيمان! أين يمكننا أن نتصادق ونتصاحب دون الخوف من الغدر والطعنات! أين يمكننا أن نضحك دون قلق مما هو آتٍ!! أين يمكننا أن نحبّ بثقة دون خوفٍ من خيبة الأمل والإحباط!! أين نرى الصدق في زمن لم يعد يعرف غير الكذب والافتراءات!!
هل من مُجيب ؟! أم أصاب الجميع السُبات؟! أشعر أننا لم نعد نسكن كوكب الأرض ! فكأننا كائنات فضائية أتت من كوكب ناري يملؤه الحقد والكره والادعاءات! أنحن من نسل آدمَ الذي حمل الأمانة وأرسله الله إلى الأرض أم أصبحنا مثل إبليسَ في مكره وخداعه فأحاطت بنا اللعنات!
لم أعد أسمع خبرًا أو يجمعني حديث بأحد إلا ولسان حالي حسبنا الله!! حسبنا الله على كلّ من ظلم ! حسبنا الله على كلّ من ادعى وافترى! حسبنا الله على كلّ خائن وغدّار! حسبنا الله على كلّ من تمسّك بالباطل ونسي الحق الذي أمر به الله! حسبنا الله على زمن أصبح الماسك فيه على دينه كالماسك على جمرة من نار!
لا أملك سوى أن أدعو الله بقلب أنهكه الألم والحزن ولكن ما زال يحدوه الأمل.. الأمل في وجهه الكريم أن يهدي قلوب العالمين ويرشدهم إلى طريقه القويم، فما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ولن يخرج منها على خير إلا من اتقى وعامل الناس بقلب سليم. أسأله عزّ وجلّ أن يهدينا جميعًا لخشيته ويدخلنا في واسع رحمته.