أخي المعلم كيف نعود للدراسة ؟
العودة للمدارس من أهم الأحداث والمواعيد التي يوليها المجتمع اهتماما كبيرا ويبني عليها ترتيب نظاما معينا للحياة أن موعد بدء الدراسة هو موعد يحدث تغيرا في نظام الحياة لكافة شرائح المجتمع سواء كانوا طلابا أو معلمين أو أولياء أمور فنجد أن الجميع معنيا ببداية الدراسة .
ومن أهم ما يعنيهم بداية الدراسة هم المعلمون أساس العملية التعليمية وقوة انطلاقها أو إخفاقها فيا ترى كيف يعود المعلمون للدراسة ؟ هناك ثلاث فئات من المعلمين من هذه الناحية :
الفئة الأولى : فئة قد جدولت أعمالها وخططت لبدايتها وقيمت نفسها في العام المنصرم لتتفادى سلبيات العام الجديد , وهذه الفئة نجدها جادة مجتهدة من أول يوم في الدراسة إذ في محسوبها أن عودة الطلاب لمقاعد الدراسة هي بداية فعلية للدراسة وليس للاستعداد للدراسة فهم من هذه الناحية قد هيؤوا أنفسهم للبداية قبل عودتهم لمدارسهم ثم شرعوا في الترتيب والتخطيط والتجهيز لبداية جادة حين عودة طلابهم و وهذه الفئة هي ما يترتب عليها نجاح العملية التعليمية وهي مصدر ثقة المجتمع والمسؤولين وقبل ذلك هي مصدر ثقة طلابهم .
الفئة الثانية : فئة تترك الأمر إلى حين العودة وما سيترتب عليه العمل وقد بنت في مخيلتها أن الأسبوع الأول من الدراسة هو أسبوع تمهيدي للمعلم يرتب فيه أموره ويعرف ما له وما عليه وتستجمع شتات أفكارها وما ترتبت عليه الأمور في الإجازة ثم بعد ذلك تتطلع للتفكير في البدء في الدراسة وقد وضح عليها بعض الوجوم من تواجد الطلاب في اليوم الأول وهي ترقب بعين الأمل أن يعجل مدير المدرسة من انصراف الطلاب ليسابقهم هو بالانصراف مصحوب بتفكير أن لكل حدث حديث في اليوم الثاني من الدراسة .
الفئة الثالثة : فئة قد جعلت في تفكيرها أن بداية الدراسة كنهايتها بمنظور أن تؤدي العمل في المدرسة كيفما اتفق وترى في ذلك أن الأمر عبارة عن أداء وظيفة محصورة بتوقيع في سجل الحضور والانصراف يحصل من خلاله على راتب شهري وحسب دون مراعاة للأمانة التي على عاتقها وهذه الفئة دائما في ضجر وملل وكثيرة الأعذار والاعتذار عن أداء العمل وهي من ذلك في شجار مع إدارة المدرسة وعلاقات سيئة مع طلابها , فترى أن العودة للدراسة هي عودة جبرية أجبرتها عليها ظروف المعيشة , وهذه الفئة لا تفكر في كيفية البدء في الدراسة .
إن من خلال مزاولتي لمهنة التعليم اختلطت فيها بمعلمين كثر منهم من لا يحمل في يده حتى قلم السبورة ويراه عبء عليه , ومنهم من يهمل في الاستعداد ليومه الدراسي فتجدهم غالبا ما يستعيرون الأقلام والوسائل من زملائهم مما يضيع الكثير من وقت الطلاب , ومنهم من قد جهز نفسه لأداء يومه الدراسي بكل الوسائل المعينة التي تساعده على تنفيذ حصصه ليستفيد منها الطلاب دون إهدارا للوقت وهؤلاء من يقدرون طلابهم ويحترمون أوقاتهم .
نعم هي ثلاث فئات من المعلمين تحتضنها مدارسنا فئة تطمع وتتطلع للقمة , وفئة تؤدي فحسب على مضض , وفئة ليست معنية بأداء واجبها وما الدوام في المدارس إلا توقيع حضور وانصراف .
أخي المعلم نحن نؤدي رسالة جليلة نهدف من ورائها بناء أجيال بانية للمجتمع رافعة لواء المجد ومشاعل العلم , فإذا لم نحسن في البداية فحتما سنخفق في النهاية وسنحمل وزر أجيال كنا نحن سببا في إخفاقها إذا لم نراعي أمانتنا فيهم , إنهم يأخذون منا وينقلون عنا ويعلمون علم اليقين من هو الأمين معهم ومن هو غير ذلك ويذكرون بالخير من هو حريص عليهم وبغير ذلك لمن أهملهم .
فلنكن لهم كما يأملون منا وكما يأمل المجتمع وقبل ذلك كما تأمل ضمائرنا وفوق كل ذلك بما يرضي الله عنا , وإنه لمن المهم في ذلك أن نفكر بجد وحرص كيف نعود للدراسة ؟ .
وصلى الله وسلم على معلم البشرية الأول سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
