حوار نفس ..صراحة بين أنــآ و أنــآ

بسم الله الرحمن الرحيم

في بعض الأحيان .. نحتاج لمصارحة أنفسنا .. لمحادثتها لحوارها ..

هنا صراحة بين أنـآ وأنـآ ..


|::|

|::|

فتحت عيني
فإذا بي في مكان ..
ناصع البياض ..
لا اركان له .
لا زوايا
لا حدود له
بقيت وافق مذهول .. ماهذا المكان .؟!

فظهر لي من بعيد .. شخص .. ضلّ يقترب أكثر فأكثر .!


إلى أن أصبح قريب مني .!

نظرت إليه .. وذهلت .! إنه يشبهني تماما .!!
ولكن وجهه كان عابسا وفاقدا إبتسامته وحيويته

حينها نسيت المكان وغربته ..

سألته بعفوية من أنت.؟
قال ألم تعرفينني .؟!
ألم تعرف نفسك .؟!
أنا أنت .
قلت أنت أنا .؟! كيف هذا .؟
كيف أن تكون مني اثنان .؟!
قال انظر حولك
انظر جيدا .!

فالتفت يمنة ويسرى .!

فوجدت من بعيد نقطة سوداء في هذا البياض الناصع .؟
قلت ما تلك وماهذا المكان .؟!
قال هذا أنت .. هذا بداخلك أنت ..!هذا كيانك وأعماقك .!

تلك النقطة السوداء .. هي أنت عندما فقدتإبتسامتك
انظر إلي .. هل حقا تريد ان تصبح هكذا .؟!
انظر إلي جيدا .. فأنا أنت عندمافقدت إبتسامتك ..

وتلك البقعه السوداء هي الحزن الذي بقلبك .!

لما .. لما تحزن .! ولما فقدت إبتسامتك .!؟
هممت أن أجيب ولكن قاطعني قائل .!
لا تجيب فأنا أنت أعرف في ماذا تفكري وأعرف ما السبب .!

ولكن هل من حزنت على فقدانه تريد أن تمحي إبتسامتك .؟!
ألم يكن هو نفسه الذي قال لك أن "إبتسامتك جميلة
وأنه يسعد حين يراها .؟!
ألم يقل لك كون دوما مبتسم .؟!

لما تحزن على فراقه .. هو سيعود سيعود بإذن الله
ستره مرة أخرى .!

لذا كون كما عَهِدك هو .!
مبتسم متفائل ..

لو بقيت حزين .. ستزداد تلك البقعه السوداء وتكبر .!
حينها ستغطي على هذا البياض .!

عندها لن تستطيع الابتسامه عندما تريه
بل ربما لن يعرفك لأنك ابتعدت عن نفسك الحقيقة التي تعرفها..

كون كما أنت .. متفائل مبتسم ..!
ولا بأس بالبكاء بين حين وآخر .!
لا تكتم فتحزن .!
ويزداد السواد بكيانك ..

إن أردت البكاء فإبك .
ولكن لا تنسي أن تبتسم بعده .!


يا أنا .. إن بقيت على هذا الحال ..
في زيارتك القادمة لي لن تعرفيني!.

بل سيكون ذلك السواد ابتلعني .!

لذا .. لا تحزن .. بل لا تدعه يسيطر عليك .!

فما بعد الفراق إلا لقاء بإذن الله
وما بعد العسر إلا اليسر ..

تفائل دوما وابدا تفائل .

مما راق لي