في الاتحاد فقط.......

الاتحاد أكثر صخباً من غيره، نقطة لا خلاف عليها، وأكثر إثارة عمّن سواه، ولا جدال في ذلك وأكثر تناقضاً ومفارقة وجلبة وإدهاشاً وتقاطعاً في الآراء وتضارباً في المصالح وتوالياً في القضايا واحتداماً للصراعات واستجلاباً للفضوليين وجذباً لأوراق الصحف وشاشات الفضائيات.. نادي المفاجآت غير المتوقعة.. و(السبريزو) من كل شكل ولون.. مثل صندوق الدنيا: لا يأتي إلا بالعجائب والغرائب.. على طريقة (يا خبر أبيض) و(يا خبر أسود).
يحدث في الاتحاد فقط، أن يشتكي اللاعب (س) من عضو الشرف (ص)، واللاعب (أ) من مدير الكرة، واللاعب (ع) من رئيس النادي، ويصرح اللاعب (ن) بأنه لا يحب المدرب، واللاعب (م) بأنه راغب في الانتقال، واللاعب (ك) بأنه يريد الاعتزال، واللاعب (ش) بأن لديه عروض أخرى!
في الاتحاد فقط، الصحفي الفلاني على خلاف مع عضو الشرف العلاني، واللاعب الفلاني لا يطيق الإداري الفلاني، وعضو الشرف (د) يكره المدرب، وعضو الشرف (ر) يموت في المدرب، والمدرب لا يحب الرئيس، والرئيس لا يحب مساعد المدرب، ومساعد المدرب لا يحب الإداري، والإداري يكره ذاك اللاعب، وذاك اللاعب محبوب من عضو الشرف، وعضو الشرف غير مرغوب من الجهاز الفني، والجهاز الفني ليس على مزاج صحافة الاتحاد!
وفي الاتحاد فقط، ورغم كل هذا، الفريق لايبتعد عن البطولات.. ومبدع آسيوياً.. مقترباً كثيراً من (موندياليته) رقم اثنين!
في الاتحاد فقط، تسقط نظريات الاستقرار الإداري والفني.. ويتم التشكيك رسمياً في كتب الدكاترة مفتي إبراهيم ومحمود عنان ومصطفى باهي وكل من كتبوا في علم النفس الرياضي وأسهبوا في مفاتيح التفوق الكروي.
في الاتحاد وبس.. ينجح الضجيج وتنتصر الفوضى.. ويختلط الفرح بالنكد.. وتحدث كل المفارقات.. فقط في هذا النادي المتنافر كقطبي المغناطيس.. والمتلاصق كما بين السبابة والوسطى.. العجيب حد العجب نفسه!